غزة: أعلنت مصادر طبية فلسطينية الاحد مقتل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الاسرائيلي في غزة بعد تفجير أسفر عن جرح جنود اسرائيليين على الحدود مع القطاع، ردت عليه الدولة العبرية بغارات على مواقع لحماس.

يشكل التفجير الذي وقع السبت والغارات التي تلته، واحدا من اخطر حالات التصعيد للعنف على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة منذ نهاية الحرب الأخيرة في العام 2014.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان صباح الاحد انه هاجم "18 هدفًا ارهابيًا لحماس" في سلسلتين من الضربات الجوية بعد التفجير. اضاف ان "ثمانية اهداف ضربت في مجمع عسكري بالقرب من دير البلح للتشكيلات العسكرية الخاصة بحماس من بينها بنى تحتية لانتاج الوسائل القتالية والتدريبات".

تابع انه قبل ذلك، قصفت مقاتلات "ستة اهداف عسكرية في غزة تابعة لحماس بينها نفق ارهابي هجومي تحفره منظمة حماس من حي الزيتون باتجاه الأراضي الاسرائيلية (...) ومجمع عسكري" بالقرب من دير البلح تابع لحماس.

واعلن الجيش الاسرائيلي ايضا ان "عملية اطلاق جرت من قطاع غزة على الاراضي الاسرائيلية" ما اسفر عن سقوط قذيفة بالقرب من منزل في جنوب اسرائيل. وقال ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ان القذيفة ادت الى اضرار في مبنى، لكنها لم تسبب اصابات.

وقالت مصادر طبية فلسطينية ان الفلسطينيين هما سالم محمد صباح وعبد الله ايمن أبو شيخة، وكلاهما في السابعة عشرة من العمر، قتلا في شرق مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وذكر شهود عيان فلسطينيون ان الفلسطينيين أصيبا بالرصاص في اطلاق نار بالقرب من الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وقال الجيش الاسرائيلي انه اطلق "عيارات تحذيرية" باتجاه مجموعة من الفلسطينيين كانت تقترب بشكل يثير الشبهة من السياج الحدودي.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وصف في كلمة في مؤتمر ميونيخ للامن التفجير على حدود غزة بـ"الخطير جدا" واكد انه سيتم "الرد بشكل مناسب" عليه. وقال مصدر امني فلسطيني ان الضربات الجوية الاسرائيلية اصابت ثلاث قواعد لحماس في شرق قطاع غزة المحاصر.

وكان الجيش الاسرائيلي اعلن ان "جنديين اصيبا بجروح بالغة وثالث اصيب بجروح متوسطة الخطورة وآخر بجروح طفيفة" في انفجار عبوة يدوية الصنع على السياج الحدودي مع غزة. وقال الناطق باسم الجيش ان حياة الجنود الاربعة ليست في خطر. وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان الانفجار وقع في شرق مدينة خانيونس.

وقالت القوات الاسرائيلية انه ردا على ذلك، قصفت دبابة "مركز مراقبة" في جنوب غزة بدون ان تتسبب في اصابات على الجانب الفلسطيني.

مجموعة مارقة
واوضح المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس ان "مجموعة مارقة" تبنت التفجير، بعدما ذكر الجيش الاسرائيلي ان لجان المقاومة الشعبية تبنت التفجير.

لكنه اكد مجددا انه "من وجهة نظرنا حماس مسؤولة" لانها تسمح بتنظيم تظاهرات "شعبية وعفوية مزعومة بهدف تحويل منطقة الدار الحدودي الى ساحة مواجهة واستغلالها لارتكاب اعتداءات ارهابية تؤدي الى زعزعة الاستقرار" في غزة.

واشار الى ان العبوة زرعت خلال تحرك احتجاجي نظمته هذه المجموعة الجمعة، مؤكدا ان "حماس تتحمل المسؤولية للحادث وتداعياته اضافة الى كل ما يجري وينطلق من قطاع غزة فوق وتحت الأرض". وترد اسرائيل باستمرار على اي صاروخ يستهدف اراضيها، بقصف مواقع لحماس بشكل عام.

وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس انها تصدت للطائرات الاسرائيلية. غير ان كونريكوس نفى ذلك. ويسري في قطاع غزة وقف هش لاطلاق النار منذ انتهاء حرب العام 2014 بين اسرائيل وحركة حماس. 

وفي مطلع فبراير، شن الطيران الاسرائيلي غارات على جنوب قطاع غزة بعد اطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية. وينسب اطلاق هذه الصواريخ عموما الى جماعات سلفية منشقة عن حماس.

وينتشر الجيش الاسرائيلي على حدود القطاع الصغير الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية منذ عام 2007، ويفرض عليه حصارا بريا وبحريا وجويا خانقا. وشهد القطاع المحاصر ثلاث حروب مدمرة في اعوام 2008 و2012 و2014 بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية.