«إيلاف» من بيروت: للمرة الاولى منذ العام 1982 ومسألة رون أراد الإسرائيلي، تمكن صاروخ أرض – جو سوري من إصابة طائرة أف – 16 إسرائيلية فأسقطها. أثارت هذه المسألة الكثير من التساؤلات، فسألت "إيلاف" قراءها في الاستفتاء الأسبوعي: "بعد إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، هل تتجه الأمور بين إيران وإسرائيل إلى التصعيد؟".
شارك 1249 قارئًا في الاستفتاء، فصوّت 360 مشاركًا بـ "نعم" (بنسبة 29 في المئة)، مقابل 889 أجابوا بـ "لا" (بنسبة 71 في المئة).

رسالة من بوتين؟
في البداية، ثمة مراقبون دوليون يسألون: لماذا الآن؟ أي لماذا تمكن الصاروخ الروسي في سوريا من إسقاط الطائرة الإسرائيلية الأميركية الصنع؟ ومنهم من يجيب ساخرًا: "لا شك في أن من أطلق الصاروخ ليس سوريًا"، للدلالة إلى أمرين: إما أن يكون مشغلو المضادات الأرضية السورية من الخبراء الروس، وما أكثرهم اليوم في قيادة الجيش السوري وأركانه، وإما أن يكون الإيرانيون هم المسؤولين عن إسقاط الطائرة الإسرائيلية.
إن كان الروس، فكثيرون يرون أن ما حصل رسالة روسية يوجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكثر من اتجاه، لكن في الأساس إلى الولايات المتحدة، وكأنه يقول لنظيره الأميركي دونالد ترمب: "الأمر لي في سماء سوريا"، خصوصًا بعيد ورود انباء عن تدخل المقاتلات الأميركية في أكثر من مكان لمساعدة مقاتلين سوريين تدربهم واشنطن في معاركهم ضد أطراف إسلامية. وليس حادث الانقضاض الجوي الأميركي على مرتزقة روس من جماعة "فاغنر" شبه الرسمية، والأخبار التي تتحدث عن سقوط بين 200 و400 قتيل روسي قرب دير الزور في ساعات قليلة إلا تظهيرًا لعض الأصابع الأميركية – الروسية في سوريا، بعدما تحولت القضية السورية إلى أزمة دولية.

إيران فعلتها
في المقابل، ثمة من يؤكد أن الإيرانيين هم من أسقطوا الطائرة الأميركية، لأكثر من سبب: الأول، تثبيت أقدام طهران في دمشق، بعد أحاديث وتقارير عن مسعى روسي – تركي إلى تحييد إيران وإخراجها من الميدان السوري، كي لا تقطف ثمار انقلاب الميزان العسكري لصالح النظام السوري؛ والثاني، تقديم البرهان القاطع على أن إيران قادرة فعليًا، وبالوكالة من خلال حزب الله، على فرض واقع حربي جديد مع إسرائيل، أي مع أميركا وحلفائها في المنطقة، خصوصًا أن الأخبار تؤكد نقل الإيرانيين مصانع سلاح وصواريخ إلى الأراضي اللبنانية، تحت إشراف حزب الله الذي لا يقف عن التباهي بـ 100 ألف صاروخ قادر على إصابة أهداف دقيقة في العمق الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، يأتي حدث اختراق الطائرة الإيرانية الحدود اللبنانية – الإسرائيلية قبل أيام؛ والثالث، تطمين حلفاء محور المقاومة والممانعة إلى التزام إيران الدائم بالقضايا المصيرية المتصلة بالصراع العربي – الإسرائيلي، خصوصًا بعض الاضطرابات الداخلية في إيران.

ردع روسي
على الرغم من هذا كله، يتفق الكثير من الخبراء مع ما قالته أكثرية قراء "إيلاف"، مستبعدين نشوب حرب بين إيران وإسرائيل، على الرغم من أن رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط الإسرائيلي يعقوب عميدرور قال في تقرير بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن إسرائيل ستعمل ضد إيران إذا لزم الأمر، وليس ضد وكلائها فحسب، أي ليس ضد حزب الله، مشيرًا إلى أهمية الإيضاح للإيرانيين بأنهم تجاوزوا خطوطًا حمراء، وهم ملزمون أن يفهموا بأن لهذا ثمنًا فادحًا". الجميع يعرف قدرات سلاح الجو الإسرائيلي، لكنّ أحدًا لا يعرف القدر ات الإيرانية. يقول مراقبون: "لأن إيران تعرف القدرات الهجومية الإسرائيلية فلن تتورط معها في صدام عسكري الآن، ولأن إسرائيل لا تعرف القدرات الإيرانية، فتفضل التروي، من دون التوقف عن التهديد".
إلى ذلك، قال ليونيد فرولوف، نائب سفير موسكو في تل أبيب، إنه بينما كانت إسرائيل محقة في إسقاطها الطائرة المسيرة المتسللة، فإنه لا يصدق ادعاء الجيش بأن طهران وراء إسقاط الطائرة الإسرائيلية. أضاف: "في حال الاعتداء على إسرائيل، لن تقف الولايات المتحدة وحدها إلى جانبها، بل روسيا أيضًا"، وذلك في حوار مع موقع "تايمز أوف إسرائيل"، متابعًا: "إسرائيل عامة هي دولة صديقة، ولهذا لن نسمح بأي اعتداء ضدها".
ووصف فرولوف إصرار إسرائيل على عدم السماح لإيران بالتواجد العسكري القوي في سوريا بأنه "شرعي تمامًا".