"دراما" خطاب نتنياهو حول إيران ليست الاولى من نوعها

ليست هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها سياسي أو مسؤول حكومي بارز إلى التلويح برسوم أو مواد في محاولة لاقناع الجهمور أو للتأكيد على قوة حجته أو موقف بلاده.

بالعودة إلى المواجهة الكلامية بين نتنياهو ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف خلال مؤتمر ميونيخ للأمن بألمانيا في 18 فبراير/شباط 2018 فقد أعلن نتنياهو أنه سيواصل منع إيران من "إقامة وجود عسكري دائم في سوريا"، وأكد "سنتحرك ضد إيران إذا لزم الأمر وليس ضد وكلائها فحسب".

ولوح نتنياهو بجزء من حطام طائرة بلا طيار قائلا إنها من بقايا الطائرة الايرانية التي اسقطتها اسرائيل فوق مرتفعات الجولان السورية في 10 فبراير.

ووجه نتنياهو كلامه لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي كان حاضرا داخل القاعة وهو يلوح بالقطعة: "سيد ظريف ، هل تعرف هذه؟ يجب أن تعترف أنها لك".

ورد ظريف على نتنياهو ووصف كلمته بأنه "سيرك كرتوني" ولا يستحق الرد عليه.

وسبق أن عرض نتنياهو عام 2012 أمام الجمعية العامة للامم المتحدة صورة توضيحية لقنبلة فيها فتيل، وحمل بيده قلم حبر أحمر، ورسم خطا أحمر على الصورة وقال إن على المجتمع الدولي أن يتدخل لوقف إيران عندها بلوغها هذه المرحلة في برنامجها النووي. وقال إن أمام إيران عاما واحدا فقط للوصول إلى امتلاك قنبلة نووية.

إسرائيل تحذر إيران بعد غارات جوية واسعة في سوريا

هيلي و"الصاروخ الحوثي"

وفي 14 ديسمبر/كانون الاول 2017 أعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هيلي أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على السعودية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت هو من صنع ايراني "بشكل لا يمكن انكاره"، وهو اتهام رفضته طهران "بشكل قاطع".

وجاءت تصريحات هيلي يينما كانت تقف داخل مستودع في واشنطن أمام أجزاء تعود لصاروخين تم انتشالها واعادة تجميعها، وأشارت إلى أن بصمات إيران موجودة على هذين الصاروخين اللذين أطلق احدهما باتجاه مطار الرياض في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.

وقالت هيلي "خلفي بقايا تم العثور عليها لصاروخ أطلقه المقاتلون الحوثيون في اليمن على السعودية" وأضافت "لقد صنع في ايران ثم ارسل الى الحوثيين في اليمن".

ونفت إيران ي هذا الامر بشكل "قاطع" وأكدت أن هذه الادلة "مفبركة" من جانب واشنطن.

الولايات المتحدة تطالب بتحرك ضد إيران إثر تقرير أممي يتهمها بتهريب أسلحة إلى اليمن

اسلحة الدمار الشامل العراقية

وانتشرت على نطاق واسع صورة وزير الخارجية الامريكي الاسبق كولن باول وهو يعرض أمام الامم المتحدة في جلسة مفتوحة للجمعية العامة زجاجة صغيرة قال أنها تحوي الدليل على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وقال أن الزجاجة تحوي مادة الانثراكس، الجمرة الخبيثة.

وقبيل غزو العراق 2003 وقف باول أمام الأمم المتحدة يدافع بحماس عن "أدلة قوية تثبت امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل".

وبعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا فشلت الأمم المتحدة في العثور على أي أثر لهذه الأسلحة، و اعترف باول بأن الأدلة التي قدمها لم تكن صحيحة ووصف دفاعه عن تقرير بلاده عن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة أمام الأمم المتحدة بأنه "وصمة عار في مسيرته السياسية".

وقد اتهم باول بعض موظفي وكالة الاستخبارات بأنهم كانوا يعرفون بأن مصادر المعلومات غير موثوق بها، "لقد كان هناك أناس في المخابرات حينها يعرفون أن بعض مصادر المعلومات ليست موثوقة، لكنهم لم يقولوا شيئا. لقد دمرني ذلك".

وانتشرت على نطاق واسع صورة كولن باول وهو يعرض أمام الامم المتحدة في جلسة مفتحوة للجمعية العامة زجاجة صغيرة قال أنها تحوي الدليل على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وقال أن الزجاجة تحوي مادة الانثراكس، الجمرة الخبيثة. حتى اصبحت العالم يقدم هذا الصورة على انها اوضح مثال على الفبركة وتزييف الحقائق.