إيلاف من لندن: خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس اللبناني ميشال عون، قال نظيره العراقي فؤاد معصوم اثر مباحثاتهما في بغداد اليوم انهما بحثا تطوير علاقات البلدين في مختلف المجالات وتسهيل دخول العراقيين إلى لبنان واللبنانيين إلى العراق. وأشار إلى أنّ العلاقات بين العراق ولبنان تاريخية تعود لآلاف السنين واصفًا اياها بالتاريخية والثقافية والسياسية، إضافة إلى المصالح المشتركة التي تربطهما. 

عون يؤكد دعم العراق في جميع الظروف

ومن جانبه، أكد عون دعم بلاده للعراق ووقوفه معه في جميع الظروف موجهًا التحية للشعب العراقي الذي قال إنه عانى من ظروف صعبة وأليمة ومنها الإرهاب.. واوضح ان بلاده واجهت ظروفًا مماثلة للعراق وكان القرار مواجهتها حتمياً والانتصار عليها في الخريف الماضي مثل ما انتصر العراق على تنظيم داعش.

وأشار إلى أنّ البلدين يبذلان جهودًا ترتكز على القضاء على الإرهابيين واسس الإرهاب. وقال إن بلاده تسعى لافضل العلاقات مع العراق. وشدد على ان لبنان يقف مع العراق، وقال "نحن على ابواب القمة العربية في السعودية لتحقيق المصالح بين الدول العربية التي تتعرض لتحديات كثيرة حاليا. ونوّه إلى أنّه شرح لمعصوم ظرف لبنان ونقاط مواجهة الإرهاب بكل السبل وحقوق لبنان مشروعة بأرضه ومياهه.

وكان الرئيس اللبناني قد وصل إلى بغداد اليوم على رأس وفد وزاري ونيابي في زيارة رسمية تستغرق 48 ساعة يرافقه فيها وزراء الداخلية نهاد المشنوق، والخارجية جبران باسيل والصناعة حسين الحاج حسن والسياحة أواديس كيدانيان، ووزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني ورئيس حزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان.

وقال مصدر في رئاسة الجمهورية العراقية إن عون سيلتقي ايضا رئيسي الحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري لبحث تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى بحث التطورات في المنطقة والتهديدات الاسرائيلية للبنان.

وعن زيارة عون إلى العراق، ومدى أهميتها، يشير النائب سليم سلهب في حديثه لمراسل "إيلاف" في بريوت إلى أن هناك تقاربًا في بعض الملفات بين لبنان والعراق يجب تباحثها بين البلدين، خاصة من الناحية الأمنية ومن ناحية مكافحة "الإرهاب"، وكذلك النزوح السوري في البلدان المجاورة، أي في العراق والأردن ولبنان، وهناك أجواء إيجابية في التعاطي بين لبنان والعراق، من خلال اتخاذ مواقف موحدة في مجمل الموضوعات.

قواسم مشتركة

وردًا على سؤال "هل القواسم المشتركة في الملفات بين لبنان والعراق تساهم في توطيد العلاقات أكثر بين البلدين؟"، يلفت سلهب إلى أن "العلاقات بين لبنان والعراق في الوقت الحالي جيدة، وسوف تتوسع، وبعد الانتخابات النيابية في العراق ولبنان سوف نستمر في تحسين العلاقة، ليس فقط مع العراق، بل مع كل الدول العربية، ونبدأ بالعمل سوية ضد كل ما يواجهنا".

ولدى سؤاله ما مدى أهمية تبادل الملفات الإقتصادية لدى زيارة عون للعراق بين البلدين؟، يؤكد سلهب أن "العراق يملك معادلة إقتصادية مهمة، خاصة بعد مؤتمر إنماء العراق، حيث تم تخصيص 30 مليار دولار لإعماره، ويبقى العراق بالنسبة إلى لبنان حاجة، ونحن أيضًا حاجة إقتصادية له".

يعتقد سلهب أن الموضوع الاقتصادي سوف يطرح بجدية مع زيارة عون، لكن نتائجه ستظهر أكثر بعد الانتخابات النيابية.

وعن الكيفية التي يساهم فيها لبنان بدعم العراق للبنان في تعزيز استقرار لبنان وأمنه، يؤكد سلهب أن التنسيق الأمني والمعطيات الموجودة بين البلدين يمكنها أن تساهم في تعزيز الإستقرار بين البلدين، فهناك هموم مشتركة، والمعلومات المشتركة تساعد الحكومة العراقية وكذلك اللبنانية على حد سواء.

وعن الملفات الإقليمية والدولية التي تجمع بين البلدين في محادثات عون في العراق، يلفت سلهب إلى أنه إقليميًا العراق يتبع سياسة النأي بالنفس مثل لبنان، وهما متشابهان في هذا الخصوص، وكذلك عدم الذهاب في محور معيّن، ونجرب إقليميًا في لبنان ألا نكون طرفًا مع أحد.

أما كيف يمكن لزيارة عون إلى العراق أن تعزز العلاقات بين البلدين في مواجهة "الإرهاب"، فيؤكد سلهب أن الجيش العراقي قام بجهود جبارة في الحرب ضد "داعش" والتكفيريين، وكذلك الجيش اللبناني قام بمهمات بطولية في هذا الخصوص، والمعلومات المتبادلة بين الطرفين قد تفيدهما معًا، ومصلحتنا إيجابية في التعاون مع العراق في هذا الخصوص، إن كان اقتصاديًا وماليًا وأمنيًا مع وجود فروع لمصارف لبنانية كثيرة في العراق، واستثمارات لبنانية هناك أيضًا.