لندن: توفي غونتر بلوبيل، عالم البيولوجيا الجزيئية الفائز بجائزة نوبل للطب في عام 1999، عن 81 عامًا في نيويورك. وكان بلوبيل مُنح جائزة نوبل لاكتشافه أن البروتينات في أي خلية حية تعمل وفق رموز شبيهة بالرموز البريدية، ترشدها إلى أنسجة الجسم للعمل على تنظيمها.

وأكدت متحدثة باسم جامعة روكفلر في مانهاتن، حيث عمل بلوبيل استاذًا سنوات طويلة، وفاته بعد صراع مع السرطان. ويقول خبراء في الطب أن انجاز بلوبيل كان خطوة أساسية لتحسين الصحة، تعد بفهم الآليات التي تقف وراء أمراض عدة، مثل التليف الكيسي والزهايمر والفصام وفيروس مرض الأيدز وامراض وراثية ومناعية وانحرافات خلوية بينها السرطانات.

من ألمانيا إلى أميركا

ولد بلومبيل في 21 ايار 1936 في ألمانيا النازية. وبعد الحرب العالمية الثانية، هرب من ألمانيا الشرقية إلى الولايات المتحدة حيث مارس الطب، قبل أن ينتقل إلى البحوث الطبية. أمضى حياته البحثية كلها تقريبًا في جامعة روكفلر.

على امتداد 30 عامًا من البحث عن الأسباب الأساسية للمرض، تمكن بلوبيل من تطوير خمسة نماذج لفكرته "الجميلة" كما كان يسميها. ونال خلال هذه السنوات جوائز كبيرة بعضها عن الإنجازات نفسها التي اعترفت بها لجنة نوبل في عام 1999.

انطلق بلومبيل في بحوثه من المهمات العديدة التي تقوم بها البروتينات، ومنها إعادة بناء الخلايا أو الاستعاضة عنها والحماية ضد الفيروسات والبكتريا وتنظيم كيمياء الجسم وقراءة الحمض النووي لانتاج جزيئات جديدة وفرز الهرمونات لتأشير الأنسجة والأعضاء وترميمها ونقل الذرات وربطها في أنحاء الجسم، إلى جانب العديد من المهمات الأخرى.

لكن بلومبيل أظهر أن النظام الذي تستخدمه البروتينات للمرور عبر أغشية الخلايا وتجاوز الحواجز وصولًا إلى مكان عملها نظام شامل يعمل بطريقة واحدة في جميع الحيوانات والنباتات وحتى الخميرة الشائعة. كما وجد أن نظام الإشارة هذا يعمل بسلاسة منذ ملايين السنوات، بل منذ نشأة الخلية الأولى.

تبرع بالجائزة

عند اعلانها منح بلوبيل الجائزة في اكتوبر 1999، قالت لجنة نوبل إن اكتشافه "كان له تأثير هائل في البحوث البيولوجية الخلوية الحديثة".

بعد فوز بلوبيل بجائزة نوبل للطب، قال في مقابلة صحفية إن عمله سيؤدي إلى تجديدات طبية وصيدلانية في علاج سرطان الدم والفصام والأيدز والتليف الكيسي والعديد من الأمراض الأخرى. واعلن أن اكتشافه يؤثر في كل مرض، "لأن جميع الأمراض ذات اساس جزيئي - خلوي في جوهرها".

تبرع بلوبيل بالقيمة النقدية لجائزة نوبل البالغة 960 ألف دولار لمنظمة "أصدقاء درسدن" التي أُطلقت في عام 1994 للمساعدة في ترميم تراث المدينة المعماري وخصوصًا كنيسة فراوين كيرشة التي دُمرت في قصف قوات الحلفاء للمدينة من الجو، ومعبد يهودي دمره النازيون في عام 1938.

قدم بلوبيل الهدية تكريمًا لذكرى شقيقته روث التي قُتلت في التاسعة عشرة من عمرها خلال غارة جوية مع اقتراب الحرب من نهايتها.

 

 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:

https://www.nytimes.com/2018/02/19/obituaries/gunter-blobel-nobel-laureate-who-found-cell-zip-codes-dies-at-81.html