كشف الرئيس اللبناني عن تنسيق لبناني عراقي لمكافحة الجرائم والخلايا الإرهابية النائمة فيهما، واعتبر ان الحل للمشكلة السورية يكمن في تفاهم روسي أميركي بالدرجة الاولى، واعتبر أن الوضع الحالي لا يسمح لاسرائيل بأن تتخطى الحدود اللبنانية.

إيلاف من لندن: قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن بلاده والعراق في تنسيق دائم بهدف مكافحة الجرائم والخلايا النائمة في كلا البلدين.. موضحًا انه يحمل في زيارته الحالية للعراق الصداقة للشعب العراقي وللمسؤولين فيه، وهناك قضايا تهم الشعبين لاسيما بعد الاحداث التي جرت في الشرق الاوسط ومنها ما زالت قائمة، اضافة إلى القضايا الاقتصادية التي تهم البلدين.

وبشأن طبيعة الوفد الذي رافقه في زيارته إلى العراق والذي ضم وزراء الأمن والتجارة والاقتصاد، قال عون في مقابلة مع قناة السومرية العراقية الليلة الماضية وتابعتها "إيلاف"، نحن "جزء من التجمع الدولي لمحاربة الإرهاب فهو ضرب من العراق إلى بيروت، ولذلك نحن بتنسيق دائم لمكافحة الجرائم والخلايا النائمة في كل من البلدين".

وأضاف أن "المؤسسات اللبنانية جاهزة للمساهمة في اعمار العراق، ونحن بيننا ارتباطات تجارية ومنتجات زراعية، ولكن كيف ايصالها إلى العراق".. لافتا إلى أن "الاشياء المتقطعة الاوصال بسبب الحرب نريد ايصالها وفي جميع القطاعات كالسياسة والاقتصاد وغيرهما".

وأوضح عون أن "الفساد هو ذاته في اوروبا وأميركا ولبنان والعراق، بينما الحجم يختلف".. مؤكدا أن هدف بلاده الآن هو "الاستقرار والامن والوحدة الوطنية وانطلاقًا من هنا ننطلق إلى مرحلة ثانية من معالجة الفساد وغيره".

وتشير معلومات إلى أنّ مباحثات عون والوفد المرافق له في بغداد قد توصلت إلى اتفاقات مهمة بين البلدين خلال اجتماع الرئيس اللبناني مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلاثاء الماضي. 

 

معصوم مستقبلا عون في بغداد

 

فقد تم الاتفاق على 4 ملفات مهمة للبنانيين، وهي "منح الشركات اللبنانية الاستثمارية تسهيلات كبيرة للعمل بالعراق خاصة الشركات العاملة في مجال البنى التحتية والإنشاءات" فضلاً عن "تبادل المطلوبين المتهمين بالإرهاب لدى البلدين" واتفاق على "التعاون الأمني والاستخباري" و"تشكيل لجنة لإيجاد حلول بشأن ديون الأفراد اللبنانيين المترتبة على الدولة العراقية"، حيث ان هناك آلاف اللبنانيين ممن يمتلكون استثمارات وأرصدة في البنوك العراقية قبل الاحتلال الأميركي عام 2003 وما زال ملفهم معلقاً لدى البنك المركزي العراقي ووزارة التخطيط العراقية.

وبدأ الرئيس اللبناني ميشال عون صباح الثلاثاء زيارة رسمية لبغداد اجرى خلالها مباحثات مع الرؤساء العراقيين الثلاثة للجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري، اضافة إلى لقاءات مع قيادات سياسية ودينية.

المشاكل بين لبنان وإسرائيل

وعن التوتر الاخير بين لبنان واسرائيل، أشار الرئيس عون إلى أنّ الوضع الحالي لا يسمح لاسرائيل أن تتخطى الحدود اللبنانية.

وقال رداً على سؤال بشأن ما تناقلته وسائل اعلام عن انتظار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون دقائق في القصر الجمهوري اللبناني قبل استقباله إن "الوزير وصل قبل الموعد واستُقبل بدقة". 

وأضاف لقد "تداولنا مع تيلرسون الحديث بالمسائل المختلفين بها مع اسرائيل لاسيما في ما يخص الحدود البرية والمائية وتداولنا الحديث بأننا مختلفون بدون غزل او لهجة عدائية، وأن لنا حقوقا او خسارة من حقوقنا نطالب بها اسرائيل".

وبشأن الخوف من العودة إلى احداث عام 2006 ونشوب الحرب مع اسرائيل، رد عون أن "الوضع في المنطقة لم يختلف، جرت حرب وهناك مشاكل، ولكن الوضع الحالي اعتقد لا يسمح لاسرائيل ان تتخطى الحدود، لان هناك قراراً في لبنان بالدفاع عن الحدود والا ستكون النتائج مأساوية، كما اعتقد أن اسرائيل تدرك ما معنى أن نصل لهذه النتائج".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد هاجم في الثاني من الشهر الحالي إيران متهماً إياها بـ"السعي لتحويل لبنان إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل".

وحول العلاقات اللبنانية السعودية بعد ازمة رئيس حكومة لبنان سعد الحريري، قال عون "من جهتنا نفكر بعلاقة طبيعية مع السعودية فقد جرى حدث واعتبرنا الحدث انتهى وقت انتهاء المشكلة وعودة رئيس الحكومة إلى بيروت.. لافتاً إلى أنه "كان من الممكن أن ينتج عن ذلك ضرب السلم الاهلي في لبنان".

وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أكد منتصف الشهر الحالي أنه لن يُدخل بلاده بـ"محرقة الحروب العربية".

الوضع في سوريا بحاجة لتفاهم روسي أميركي

وفي ما يخص التطورات في سوريا، فقد اعتبر الرئيس اللبناني أن الوضع فيها قد "تخطى الحلول السورية"، معتبراً أن الوضع حالياً بحاجة إلى تفاهم روسي أميركي بالدرجة الاولى.

وقال إن "الوضع في سوريا تخطى الحلول السورية وازداد الموضوع تعقيدًا بدخول تركيا وايران وحزب الله وبشكل غذى هذه الحرب".. لافتاً إلى أن "الوضع حاليًا بحاجة لتفاهم روسي أميركي بالدرجة الاولى". 

 وأضاف أن "التنظيمات الإرهابية تهزم ببلد معين، ولكن هناك جبهات تستفيق وهذا غير طبيعي الا اذا كانت دول افتعلت هذه النزاعات وعادت لتغذيتها مرة اخرى".. لافتاً إلى أنه "في صريح العبارة هناك جهنم العرب وليس ربيع العرب".

وعن موقف لبنان مما يدور في المنطقة لاسيما في ما يخص الحرب في سوريا، قال الرئيس اللبناني "أنا ليست في أي محور، الإرهاب دخل عندنا، ولكن بالمصالح السياسية، مع احترامي للجميع، لن اسمح لنفسي ان امس أي مصلحة حيوية لاي بلد والحرب تمس جميع المصالح الحيوية".

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد أكد مؤخرًا أن محادثات جنيف والرعاية الأممية هما السبيل الوحيد لوضع أسس الدستور الجديد في سوريا.