«إيلاف» من القاهرة: في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعلان مصر خالية من فيروس«سي2020»، أطلقت وزارة الصحة الحملة القومية الموسعة للقضاء على مرض التهاب الكبد الوبائي «سي»، وذلك بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ومشيخة الأزهر، وقال الدكتور أحمد عماد وزير الصحة: «إن الحملة تقوم بالمسح الطبي من خلال عمل تحليل Elisa وRapid Test للكشف على الأجسام المضادة لفيروس «سي» ، ومن يثبت إيجابيته يتم تحويله لعمل تحليل PCR للتأكد من إصابته بالفيروس من عدمه، ومن يثبت إصابته يتم صرف العلاج له في نفس اليوم من تاريخ ظهور النتائج بالمجان».

وأكد عماد أن الحملة تستهدف الفئة العمرية من 19 إلى 59 عامًا، وهي الفئة التي جاءت نتائج تقارير البنك الدولي أنها الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، والتي بلغت نحو 50 مليون مواطن وفقًا لتقرير البنك الدولي، مشيرًا إلى أن المستهدف من الحملة مسح وعلاج 15 مليون مواطن كل عام، على ثلاثة أعوام.

وأضاف وزير الصحة أن مصر حصلت على قرض من البنك الدولي بواقع 75 مليون دولار لعلاج فيروس «سي»، حيث تم إجراء مسح شامل لـ5 ملايين مواطن في 9 قرى بمحافظات الصعيد، وأن منظومة علاج فيروس سي تتم بنظام مميكن لتقديم الخدمات الصحية للمرضى.

وكشف الدكتور أحمد عماد وزير الصحة في تصريحات له أن مصر حققت نجاحًا كبيرًا في علاج فيروس «سي»، وهناك دول عديدة طالبت بتطبيق التجربة المصرية لكونها فريدة، مثل واليونان والصين والسودان والبرازيل وأستراليا ولبنان.

التجربة المصرية

مثلت الإصابة بفيروس «سي» تهديدًا للأسر المصرية، حيث أظهر أول مسح حقيقي للمرض الذي أجري سنة 2008 أن نسبة انتشار الفيروس في مصر تقدر بنحو 9,8% من إجمالي عدد السكان، لكنّ مسحًا مماثلًا أظهر انخفاض المعدل في 2015 إلى نحو 4,4%، أو ما يعادل حوالي أربعة ملايين شخص، وذلك بعد أن تبعت مصر خطوات مختلفة خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي، وقبل بداية 2016 أعلنت وزارة الصحة أن لديها قائمة انتظار بـ 900 ألف مريض، ليكلف الرئيس عبدالفتاح السيسي صندوق تحيا مصر بالتدخل لمساعدة وزارة الصحة في القضاء على قوائم المنتظرين من المصابين، الذين ينتظرون الحصول على العلاج، بتكلفة 500 مليون جنيه.

ومع بداية 2017، تدخلت الحكومة بشكل مباشر، وحصلت مصر على حق الإنتاج المحلي لعقاقير علاج فيروس «سي» محليًا، دون الوقوع تحت شروط الشركات الدوائية العالمية صاحبة براءات اختراع هذه العقاقير، وانخفضت تكلفة الجرعة الواحدة من 30 ألفًا إلى 15 ألفًا ثم 10 آلاف جنيه، حتى استطاع صندوق تحيا مصر توفير الجرعة بتكلفة 1200 جنيه فقط، واستطاعت الحكومة، بهذه الخطوات توفير نصف مليون جرعة علاج لقوائم الانتظار كافة على مستوى الجمهورية خلال 7 أشهر فقط، وحصلت مصر على إشادة من منظمة الصحة العالمية بقدرتها على علاج حوالي مليون مصاب بالفيروس خلال أقل من عام، والقضاء على قوائم الانتظار نهائيًا.

ووصلت تكلفة الجرعات العلاجية التي تم إنتاجها بين ألف إلى 1200 جنيه، في حين أن نفس الجرعات وصل سعرها في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 28 ألف دولار، وفي المملكة العربية السعودية إلى 58 ألف ريال.

انجاز كبير 

من جانبه، أكد الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، أن وزارة الصحة تهدف إلى القضاء نهائيًا على مرض فيروس «سي» بنهاية عام 2020، حيث تم إطلاق حملة مكبرة تجوب المحافظات للكشف على الفيروس بين المواطنين، فتم ضخ 2 مليون كاشف في 256 سيارة لتنفيذ هذه الحملة.

وأضاف دوس أن المريض يصرف علاجه لمدة 3 أشهر مجانًا إذا ثبت إصابته بالفيروس، بعد إجراء التحاليل اللازمة له في نفس الوقت، وهذا يعتبر إنجازًا فريدًا من نوعه وتدخلًا سريعًا من الدولة في زمن قياسي . 

 وقال رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية لـ«إيلاف»: «إن مصر تنتج الآن أدوية فيروس "سي" ، وثبت من خلال شهادات منظمة الصحة العالمية الجودة العالية لتلك الأدوية، وتخطت نسبة الشفاء بين المرضى الـ98%».

اكتفاء ذاتي 

في السياق ذاته، قال الدكتور محمد سعيد عضو لجنة الفيروسات الكبدية : «إن الدواء المصري المحلي المعالج لفيروس "سي" ثبت كفاءته الكبيرة، ولا يختلف عن الأدوية المستوردة من الخارج، وللمرة الاولى يكون هناك اكتفاء ذاتي من الأدوية، وقيام الدولة بالاستثمار عن طريق تصدير الأدوية لدول عربية وأجنبية».

وأوضح الدكتور سعيد أنه مع نهاية يوليو عام 2016، تم الانتهاء من علاج جميع المرضى الموجودين في قوائم الانتظار، ومع نهاية عام 2017 أنجزت الدولة علاج مليون و500 ألف مواطن من فيروس «سي».

مشيرًا إلى أن جميع أنواع أدوية بروتوكولات علاج فيروس «سي»، متوفرة وتصرف مجانًا للمرضى من خلال مراكز الكبد ومستشفيات التأمين الصحي المنتشرة بالمحافظات، ومؤخًرا وفرت وزارة الصحة للمرضى بالمجان تطعيم الالتهاب الكبدي «بي» بعد التعافي من فيروس سي مباشرة، وذلك لأن هناك احتمالية لإصابة مريض فيروس سي بفيروس بي.

وأكد عضو لجنة الفيروسات الكبدية لـ«إيلاف» أن وزارة الصحة وضعت خطة تلزم العاملين بالجهاز الحكومي للدولة وطلاب المدارس والجامعات بالكشف على فيروس «سي» بجانب القيام بالكشف على الموطنين بالشوارع. 

مطالبًا المواطنين بضرورة التعاون مع الدولة والمبادرة بالكشف عن الفيروس، خاصة وأن المريض المصاب ينقل المرض لأكثر من 20 شخصًا من المحيطين به، وخاصة أسرته، ولذلك الدولة حريصة على المسح الكامل لجميع المواطنين للقضاء بشكل رسمي على المرض .