أدانت صحف عربية ما اعتبرته "صمتا" من قِبل المجتمع الدولي حيال قصف قوات النظام السوري الغوطة الشرقية.

وبينما دافعت الصحف السورية عن قصف الغوطة، اعتبر كتاب عديدون ما يحدث في المدينة "جريمة كبرى" و"مذابح للمدنيين".

"الغوطة تذبح بصمت"

في صحيفة القبس الكويتية، وصف سليمان بذور الغوطة الشرقية بـ"الشوكة في خاصرة النظام الذي فشل منذ سنوات طوال في إخضاعها لسيطرته.. فما زال إلى اليوم يمطرها ببراكين غضبه وحمم البراميل المتفجرة... هي الغوطة التي بات سكانها ينتظرون دورهم في طابور الموت الذي ذاق طعمه خلال 72 ساعة فقط.. أكثر من 300 من أهاليها".

وحذر بذور من أن الغوطة "تذبح بصمت.. ولن تفيدها بيانات الأمم المتحدة والتنديد.. فإن لم توقف المنظمة الدولية المجازر.. ليتها تؤمن لأهالي الغوطة بعض الأكفان".

وبالمثل، في صحيفة الغد الأردنية، كتب محمد أبو رمان: "ما نراه من مشاهد مرعبة يتجاهلها الإعلام العالمي اليوم، وما نسمعه من أصوات الانفجارات وصور الأطفال وفيديوهاتهم تحت الأنقاض، وهم يخرجون إما أمواتا، أو بين الحياة والموت، والغبار الهائل الذي يغطي أحياء واسعة من الغوطة الشرقية، كل ذلك لم يحرّك ساكنا في موقف المجتمع الدولي ولا الدول الكبرى، ولا حتى دول المنطقة، فالكل يبحث عن مصالحه على جثّة سوريا وشعبها".

ووصف أبو رمان "صمت المجتمع الدولي وتخاذله وعدم وجود اهتمام حقيقي من قِبل الإعلام والمؤسسات العربية بخاصة في فضح ما يحدث في الغوطة" بـ" الجريمة الكبرى"، مشيرا إلى أنه "لو كانت هذه الجرائم ضد حيوانات لانتفض العالم الغربي ولأظهرت الحكومات العربية تعاطفا! أمّا السوريون وأطفال الغوطة والمدنيون والأبرياء، فلا نجد حتى بيانات إدانة ولا مواقف محترمة من الحكومات العربية".

وفي صحيفة البيان الإماراتية، دعت منى بوسمرة العالم "ليقف بقوة ضد ما يجري في سوريا، وأن تتوقف مذابح المدنيين، فالشعب المسفوك الدم تعب من المماطلة والحديث عن حلول سياسية أو عسكرية، فيما المذبحة تتواصل، والأفق مسدود، والقوى الطامعة تستفرد بالقرار، وكل طرف يستدعي من المبررات ما يستند إليه لإدامة هذه الحرب".

ورأت بوسمرة أن "الغوطة الشرقية ستبقى علامة تُضاف إلى سجل أدلة جرائم الحرب في سوريا، وهي طعنة للضمائر الساكتة عن هذه المجازر".

وتعليقا على الموقف الروسي من قصف الغوطة، قال محمد نمر في صحيفة النهار اللبنانية: "سيناريوهات روسيا العسكرية معروفة، فإن طموح روسيا والنظام هو تنفيذ سيناريو مشابه لما حصل في حلب الشرقية والذي انتهى بنقل الفصائل والمدنيين إلى إدلب".

وأضاف الكاتب: "وعلى الرغم من المجازر الدموية التي تشهدها الغوطة في حق المدنيين، فإن قوات 'النمر' و'الفرقة الرابعة' وقوات النخبة التابعة للنظام عجزت حتى اللحظة عن التقدم وتحقيق أهداف عسكرية، لكنها تكمل مخططها الدموي بحثا عن مكاسب سياسية تلوي فيها ذراع فصائل الغوطة في ظل محاولات لتعطيل الحملة العسكرية".

في السياق ذاته، رأى محمد علي فرحات في الحياة اللندنية أن "اشتعال الهجوم الروسي-الأسدي على غوطة دمشق يعقّد ملفّي المنطقتين المنكوبتين، والحال أن حرب الغوطة التي يشبّهها الروس بحرب حلب ستطول، على رغم ما يتسرّب عن مفاوضات ترعاها موسكو بين مسلحي الغوطة والنظام".

"أحلام الميليشيات"

وعلى النقيض، كتب موفق محمد في صحيفة الوطن السورية مدافعا عن قصف الغوطة الشرقية: "تهديد العاصمة من خاصرتها الشرقية، وأحلام الميليشيات والتنظيمات السابقة بـإقامة 'دويلة' داخل الدولة، والتي عززها ,خفض التصعيد'، يجب أن تنتهي، ليتم وضع المنطقة على السكّة ذاتها التي وضعت عليها باقي المدن والمناطق السورية التي استُعيدت سابقا".

ورأى الكاتب أن "المعركة لن تكون 'سهلة'، وربما تطول، فهي مع السعودية من خلال 'جيش الإسلام' ومع قطر من خلال 'فيلق الرحمن' ومع تركيا من خلال 'أحرار الشام' و'النصرة'، ومستودعات الأسلحة والذخيرة في المنطقة وافرة، وكذلك هناك عشرات الآلاف من 'المرتزقة'، لكن 'الحسم' ضد داعش في دير الزور وأرياف حمص وحماة، لا يزال ماثلا، ومع السلطان العثماني الجديد في حلب أيضا، وفي الغوطة الشرقية، سيتحقق وإن طال قليلا، وهذه المرة لن يكون ضد داعم إقليمي واحد لـ'المرتزفة'، وإنما لثلاثة في آن واحد."