جنيف: رفض مرشح الرئيس الاميركي دونالد ترمب لرئاسة المنظمة الدولية للهجرة اتهامات له بالانحياز ضد المسلمين الخميس وقال لوكالة فرانس برس إنه لا يفكر "أبدا" بديانة الاشخاص المحتاجين.

لكن كين أيزاكس، المتهم بأنه من المشككين في التغير المناخي، لم يؤكد صراحة أنه يعتبر التغير المناخي سببا رئيسيا لأزمة الهجرة العالمية، وهو ما تعتبره المنظمة الدولية من ثوابتها.

وأيزاكس في إجازة غياب عن مهامه كنائب رئيس منظمة "ساماريتان بورس" الخيرية المسيحية بعد أن رشحه ترمب في الاول من شباط/فبراير لرئاسة المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا.

وتولى أيزاكس ايضا منصبا رفيعا لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عهد الرئيس الاسبق جورج دبليو بوش.

وفي اعقاب ترشيحه لمنصب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة -- وهو المنصب الذي يشغله عادة أميركي -- أبرزت صحيفة واشنطن بوست سلسلة من المواقف له على مواقع التواصل الاجتماعي مناوئة للمسلمين، وتمت إزالتها.

وأوردت الصحيفة سلسلة من التغريدات بين 2015 و2017 قال فيها أيزاكس إن القرآن "يأمر" المسلمين بارتكاب أعمال عنف وبأن اللاجئين السوريين المسيحيين يجب أن يعطوا أولوية على اللاجئين المسلمين، ومشككا في ما يقال عن أن الإسلام دين سلام.

وفي افتتاحية في 11 شباط/فبراير قالت واشنطن بوست أن ترؤسه منظمة الهجرة "سيمثل إحراجا للولايات المتحدة" بسبب "تعليقاته الجاهلة والمتحيزة والنارية" على تويتر.

كما اعرب بعض قادة المجتمع المدني عن القلق إزاء ترشيحه.

وعبر أيزاكس في السابق عن "الندم" لتعليقاته "المتهورة" فيما قالت وزارة الخارجية أنه "من اللائق" أن يقدم اعتذارا.

لكن في ردود خطية على أسئلة وجهتها وكالة فرانس برس، سعى أيزاكس للدفاع أكثر عن سجل يتجاوز ثلاثة عقود من العمل الانساني في مناطق مضطربة مثل الصومال ودولة جنوب السودان وأفغانستان.

وقال في رسالة الكترونية نقلها متحدث باسمه "كشخص مؤمن، أكنّ احتراما عميقا للأشخاص من جميع الديانات ومنهم المسلمون".

واضاف "كرّست حياتي لخدمة الأشخاص الفارين من الحروب والمجاعة ومن أكثر الكوارث. ولم أتوقف أبدا للتفكير بدينهم، ولن أفكر".

- تغير مناخي من صنع الانسان؟ -تنتخب المنظمة الدولية للهجرة التي تضم 169 دولة عضو، مديرا عاما لها في حزيران/يونيو مكان الدبلوماسي المخضرم وليام ليسي سوينغ.

ويواجه أيزاكس حاليا مرشحين اثنين منافسين من كوستاريكا والبرتغال، ونائب مدير عام حاليا للمنظمة، لكن منصب المدير العام طالما شغله أميركي في 76 سنة من عمر المنظمة، مع استثناء وحيد في ستينات القرن الماضي.

وحول منتقدو أيزاكس الانتباه ايضا إلى تعليقات على فيسبوك وصف فيها الصلة بين الأمن القومي والتغير المناخي ب"الاضحوكة" وخصوصا في ما يتعلق باتفاق باريس للمناخ عام 2015.

وردا على سؤال لفرانس برس حول ما إذا كان يعتبر التغير المناخي الذي تسبب به الانسان، سببا رئيسيا لأزمة الهجرة العالمية -- وهو ما تعترف به المنظمة الدولية للهجرة -- قال أيزاكس "شهدت بعيني كيف تتسبب انماط الطقس والجفاف وتراجع المحاصيل والتصحر والعواصف العنيفة والأعاصير، بالهجرة.

وقال في رد من ثلاث فقرات "إن المقاربة الشاملة للمنظمة الدولية للهجرة تأخذ بعين الاعتبار كل تلك العوامل"، بدون أن يستخدم عبارة "التغير المناخي" في رده.

وترمب الذي سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ التاريخي، دعّم حكومته بالعديد من المشككين بالتغير المناخي.

ورفضت وزارة الخارجية الأميركية الرد على سؤال لفرانس برس حول ما إذا كان يتعين على منظمة دولية للهجرة يقودها أيزاكس ان تستمر في التأكيد على دور التغير المناخي في الهجرة.

وعموما قال أيزاكس إنه ملتزم "بتسهيل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة" والبناء في نفس الوقت على "التزام (منظمة الهجرة) بالشفافية والنزاهة والمساءلة".