سعى رئيس الوزراء البريطاني الراحل، وينستون تشرشل إلى تدبير عودة معشوقته من الولايات المتحدة إلى لندن خشية فضح علاقته الغرامية معها، لكنها انتحرت في عام 1942.

في خضم الوقت الذي كان يسعى فيه رئيس وزراء بريطانيا الراحل، وينستون تشرشل، لكسب ود الشعب الأميركي بغية دعم قيادة بلاده في توجهها المساند لبريطانيا في حربها ضد ألمانيا النازية، فإنه كان يفكر في نفس الوقت بإعادة واحدة من معارفه السابقين إلى المملكة المتحدة، وهي نجمة المجتمع اللندني الجميلة، دوريس كاستليروس، التي اتضح الآن أنه كان يرتبط بها بعلاقة غرامية سرية.

وأوردت صحيفة التلغراف البريطانية عن مؤرخين قولهم إن السيدة دوريس كانت حب تشرشل القديم، وأنه قد أزيح النقاب لأول مرة الآن عن كامل التفاصيل المتعلقة بتلك العلاقة العاطفية القصيرة التي جمعت بينهما منتصف عقد الثلاثينات من القرن الماضي.

وقال المؤرخون إن سعي تشرشل لاعادة دوريس إلى المملكة المتحدة لم يكن من باب العاطفة فحسب، بل كان للمسألة بعد سياسي أيضا، حيث كان يسابق تشرشل الزمن بغية اعادة محبوبته إلى لندن قبل أن يعرف الأميركيون عن علاقتهما السابقة.

وكل ما كان يريده تشرشل بالتأكيد هو ألا تفصح دوريس عن تفاصيل علاقتهما للصحف ووسائل الإعلام، بما في ذلك حقيقة اللوحات الحسية التي كان يرسمها لها خلال فترة ارتباطهما ببعض، والتي تحتفظ دوريس بإحداها. لكن الشيء المهم الآن هو التأكد من حقيقة تلك العلاقة التي لطالما أثيرت بشأنها الشائعات من خلال الأبحاث الاستقصائية التي قام بها دكتور وارين دوكتر، محاضر السياسة الدولية في جامعة أبيريستويث، في أرشيف تشرشل من خلال مقابلة مصورة أجريت مع جوك كولفايل، الذي كان يشغل منصب السكرتير الخاص لوينستون تشرشل إبان ذلك.

وكشفت التلغراف عن أن بداية العلاقة العاطفية التي جمعت بين تشرشل ودوريس – التي اتضح أنها العمة الكبرى للممثلة والعارضة كارا ديليفين – كانت أثناء قضائهما إجازة سوياً في 4 مناسبات خلال الفترة ما بين عامي 1934 و1936 بأحد القصور الذي كانت تمتلكه ممثلة أميركية في جنوب فرنسا، وهو القصر الذي قام فيه تشرشل برسم أحد الصور الخاصة بدوريس، حيث كان من كبار هواة فن الرسم.

ونقلت التلغراف في السياق نفسه عن كارولين ديليفين، ابنة أخ دوريس وعمة النجمة كارا ديليفين، قولها "نعم، كانت هناك علاقة بينهما، وكان يتحدث والداي عن الأمر".

كما كشف خطاب لم يُر من قبل، وتم اكتشافه من جانب البروفيسور ريتشارد توي، من جامعة إكستر، عن مدى العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع بين تشرشل ودوريس. 

وبعد أن انقطعت علاقتهما بحلول عام 1937، حيث بدأ ينشغل تشرشل أكثر بالسياسة والخطر الذي كان يشكله هتلر آنذاك، عادا ليتقابلا مرة أخرى خلال زيارة كان يقوم بها تشرشل لأميركا عام 1942، حيث كانت قد انتقلت دوريس للعيش في نيويورك، لكنها ونظرا لصعوبة ظروفها المعيشية، كانت تود العودة لبريطانيا مرة أخرى، وبالفعل التقاها تشرشل خلسة في حفل عشاء خاص، وسعى بكل قوته لاعادتها إلى بريطانيا خشية أن تنكشف تفاصيل علاقتهما السرية السابقة أو أن تقع تلك اللوحات التي سبق أن رسمها لها في أيدي أي من مجلات القيل والقال الأميركية، وبالتالي تتأثر سمعته نتيجة هذا الكشف المثير الذي قد يصبح حديث الجميع، ولهذا كان حريصا كل الحرص على إعادتها إلى بريطانيا في أقرب فرصة ممكنة. وبالفعل عادت، لكنها توفت في ال 9 من ديسمبر عام 1942 بعدما تناولت جرعة زائدة من الأقراص المنومة خلال إقامتها بفندق دورشستر ببارك لين في لندن.

أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن صحيفة "التلغراف" البريطانية، الرابط الأصلي أدناه:
http://www.telegraph.co.uk/news/2018/02/25/revealed-churchills-secret-affair-painting-could-have-damaged/