بودابست: تعرض الحزب الحاكم في المجر الاحد لهزيمة مفاجئة في انتخابات محلية وضعت رئيس الوزراء فيكتور اوربان امام تحديات جديدة قبل اسابيع على اجراء الانتخابات العامة.

ويسعى اوربان المعروف بخطابه الشعبوي المناهض للمهاجرين للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات التي ستجرى في 8 نيسان/ابريل.

وهو كان في بداية الشهر قد وصف المعارضة بانها فقدت الصلة بالواقع وباتت "ميؤوسا منها"، لكن فوز بيتر ماركي-زاي امام مرشح حزب "فيديس" الحاكم في الدائرة الانتخابية لبلدة هودميزوفاشرهي برهن انه ربما يكون على خطأ.

ونال ماركي-زاي الذي خاض الانتخابات كمستقل لكنه تمتع بدعم كل اطياف المعارضة نسبة 57,5% من الاصوات مقابل 41,5% لزولتان هيغيدوس مرشح حزب فيديس، مع فرز 92% من الاصوات حتى الآن.

ويرى محللون ان المعركة الانتخابية التي جرت في بلدة هودميزوفاشرلي الصغيرة في جنوب البلاد تعد مؤشرا للمزاج الانتخابي على الصعيد الوطني. 

وشكلت النتيجة صدمة كبيرة لمناصري حزب فيديس المحافظ خاصة وان هذه البلدة هي مسقط راس مدير مكتب رئيس الوزراء.

واظهرت نسبة المشاركة التي بلغت 61% ان انصار المعارضة المتشرذمة قد يشكلون تحديا لاوربان اكثر مما كان يعتقد في السابق. 

ولم يركز الموقع الاخباري المجري انديكس على فوز مرشح المعارضة فقط، بل اشار ايضا الى الفارق في الاصوات بين المرشحين المتنافسين الذي يصل الى 15%. 

وقال الموقع ان "هذا الفوز يحمل دروسا عديدة"، مضيفا انه سيشجع المعارضة على التكاتف والعمل معا ضد اوربان.

واضاف "في الوقت الذي لن يشكل فيه هذا الانتصار خطرا على الفوز المرجح لفيديس، الا انه بالتأكيد سيغيّر مزاج البلاد في الاسابيع الاخيرة ما قبل الانتخابات العامة".

وتعطي الاستطلاعات حزب فيديس 50% من الاصوات بالرغم من الكشف عن فضائح فساد طالت صهر اوربان، اضافة الى الجدل المثار حول تستر مزعوم للحكومة على العدد الحقيقي للمهاجرين الذين تم قبولهم في البلاد، وهي مسائل شكلت مطبات غير متوقعة امام الحكومة في الاسابيع الاخيرة.

ويرى محللون ان العامل الاساسي الذي يجب مراقبته هو حجم الغالبية التي سيحققها حزب فيديس، اذ ان انخفاضها عن معدل الثلثين كما هو الحال عليه الآن من شأنه ان يضعف قبضة اوربان على السلطة.