أعلنت كوريا الجنوبية أن نظيرتها الشمالية مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة.

جاء هذا الإعلان بعد لقاء بين الجنرال كيم يونغ-تشول، رئيس وفد كوريا الشمالية إلى الأوليمبياد الشتوي، مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، قبيل الحفل الختامي للأوليمبياد.

وردت وزارة الخارجية الأمريكية، قائلة إن تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية يجب أن يكون الهدف النهائي لـ"أي حوار".

وأضافت الوزارة في بيان: "سنرى إذا ما كانت رسالة بيونغ يانغ اليوم، بأنها مستعدة لإجراء محادثات، تمثل الخطوة الأولى".

ولم تؤكد بيونغ يانغ هذا العرض من جانبها، لكنها أعلنت مرارا أنها مستعدة لإجراء محادثات دون أية شروط مسبقة.

وحضرت إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحفل الختامي للأوليمبياد، لكن من غير المتوقع أن تلتقي بأي مسؤول من كوريا الشمالية، على الرغم من أنها جلست، على بعد أقدام قليلة من الجنرال كيم في الاستاد الأوليمبي.

وشبه الجزيرة الكورية مقسمة منذ الحرب، التي دارت بين عامي 1950 و1953، ولم يوقع الجانبان على معاهدة سلام منذ ذلك الحين.

ويعتبر البعض أن التقارب بين الكوريتين خطوة من كوريا الشمالية، لتعكير العلاقات بين الجنوبية والولايات المتحدة.

ويحذر خبراء من أن التطورات الأخيرة لا تضع نهاية للتوترات الإقليمية الكامنة، خاصة في أعقاب التجارب الصاروخية والنووية، التي أجرتها الشمالية العام الماضي.

الحفل الختامي للأوليمبياد الشتوي في كوريا الجنوبية
Reuters
أطلقت الألعاب النارية في الحفل الختامي للأوليمبياد الشتوي في بلدة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية

وبينما يمد الرئيس الكوري الجنوبي يده إلى الجنرال الشمالي كيم، لا يلقى ذلك قبولا لدى كل مواطني الجنوب.

واتُهم الجنرال كيم بأنه مدبر الهجوم على سفينة حربية جنوبية، وجزيرة يونبيونغ عام 2010، ما أسفر عن مقتل 46 بحارا جنوبيا.

ووصل الجنرال كيم إلى سول، بينما سعت عائلات الضحايا وبعض أعضاء البرلمان الجنوبي المحافظين إلى منع دخوله.

ونقل مكتب رئيس كوريا الجنوبية عنه قوله إن كوريا الشمالية "مستعدة للغاية"، لعقد محادثات مع الولايات المتحدة.

وأضاف المكتب أن بيونغ يانغ "تتفق على أن المحادثات بين الكوريتين، والعلاقات بين الشمالية والولايات المتحدة، يجب أن تتحسن سويا".

ويأتي هذا الإعلان من جانب رئاسة كوريا الجنوبية، بعد ساعات من بيان غاضب من جانب بيونغ يانغ، وصفت فيه عقوبات فرضتها واشنطن عليها مؤخرا بأنها "عمل من أعمال الحرب".

وأشادت وزارة خارجية الشمال بالطريقة، التي تعاونت بها الكوريتان خلال الأوليمبياد، لكنها قالت إن واشنطن "جلبت التهديد بالحرب إلى شبه الجزيرة الكورية، عبر فرض عقوبات جديدة واسعة النطاق"، قبيل اختتام الأوليمبياد.

هل يمكن أن يتحقق تقدم في هذا التوقيت؟

امتلأت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية بإشارات، إلى أن محادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة يمكن أن تعقد، في ظل وجود وفدي البلدين في بلدة بيونغ تشانغ، التي يقام فيها الأوليمبياد.

وسألت لورا بيكر، مراسلة بي بي سي في سول، مسؤولا من حكومة الجنوب، إذا ما كانت مقابلة بين وفدي الشمال والولايات المتحدة قد تحدث خلال اليومين القادمين، وكانت إجابته: "سوف نرى".

وأرسلت كوريا الشمالية وفدا عبر الحدود، من ضمنه الجنرال كيم تشوي كانغ-إيل، وهو دبلوماسي رفيع المستوى معني بشؤون أمريكا الشمالية.

في غضون ذلك، تضمن الوفد الأمريكي أليسون هوكر، وهي من مجلس الأن القومي الأمريكي، ومتخصصة في شؤون شبه الجزيرة الكورية. والتقت أليسون مع الجنرال كيم في كوريا الشمالية عام 2014، حينما كانت الولايات المتحدة تسعى لتحرير معتقلين أمريكيين اثنين.

وقد يجري إعداد المشهد لاجتماع منخفض المستوى، بدلا عن المحاولة الفاشلة التي جرت مع مايك بنس.

وكان من المقرر أن يلتقي بنس مع كيم يو-جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ-أون، في بداية الأوليمبياد، لكن اللقاء تم إلغاؤه من جانب بيونغ يانغ دون تفسير، وفقا لمسؤولين أمريكيين.

ولم تعلق كوريا الشمالية على الأمر.

ولم يجر أي اتصال رسمي بين كوريا الشمالية وإدارة الرئيس ترامب حتى الآن.