بالتزامن مع إعلان جبهة تحرير سوريا سيطرتها على قرى ومدن أطمة وقاح وترمانين وحزانو وصلوة وكفر لوسين في شمال إدلب، عقب اشتباكات مع هيئة تحرير الشام بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أعلنت حكومة الإنقاذ في شمال سوريا والمقربة من هيئة تحرير الشام، عن حل نفسها، في بيان رسمي الْيَوْم، بكل مؤسساتها.

إيلاف: أكد بيان حكومة الإنقاذ، الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن هدف تأسيس الحكومة كان خدمة المجتمع ورفع سوية خدمة المجتمع، إلا أن الاقتتال الذي جرى بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، المشكلة حديثًا، غير آبهين بصراخ الأمهات والأطفال، جعلهم يعلنون هذا القرار.

إلتزام البيت أو تسليم السلاح
هذا وسيطرت جبهة تحرير سوريا أيضًا على قرى تقاد وباتبو وبسطرانوين وكفر ناصح ودارة عزة في غرب حلب. وقالت أمس جبهة تحرير سوريا عبر معرفاتها الرسمية إن السيطرة على تلك القرى جاءت بالتعاون مع الأهالي، وأصدرت تعميمًا إلى مقاتلي هيئة تحرير الشام تضمن سلامة من يلتزم بيته أو يسلم سلاحه منهم، وطلبت من عناصرها عدم إيذاء الجرحى والأسرى أو الإساءة إليهم أو ترويع المدنيين.

وكانت هيئة تحرير الشام قد هاجمت لواء مغاوير الثورة التابع لفيلق الشام في قرية حربنوش في شمال إدلب، وقتلت عددًا منهم، وتواصلت المعارك في حربنوش ومعرشورين وحارم ونقاط حول معبر الباب، مع استمرار دفع الطرفين بتعزيزات عسكرية جديدة. فيما لم يعرف عدد الذين قتلوا وجرحوا خلال معارك هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا المستمرة منذ أكثر من ثمانية أيام.

وتواصل الحراك الشعبي في قرى ومدن ريفي إدلب وحلب ضد هيئة تحرير الشام، وهو ما ساعد جبهة تحرير سوريا على تحقيق انتصاراتها، بحسب ناشطين. 

اتحاد "حراس الدين"
وهاجم المتظاهرون حواجز هيئة تحرير الشام في بلدة كفرنبل، وأحرقوها، بعد هروب العناصر منها، كما هاجموا إدارة القاطع الجنوبي لمخيمات أطمة، وطردوا عناصر هيئة تحرير الشام من مؤسسة المياه وفرن منطقة أطمة، قبل أن تسير أرتال تابعة لهيئة تحرير سوريا، وتسيطر عليها، وكان الحراك بالمجمل، كما تردد، شعبيًا قبل أن يكون ميدانيًا.

لكن اللافت الْيَوْم هو الحديث على المعرفات المقربة للفصائل عن تنظيم جديد بقيادة أبو همام الشامي في شمال سوريا، حيث اتحدت فصائل "جند الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل وجند الشريعة"، وحمل التنظيم الجديد اسم "تنظيم حراس الدين".

توحدوا ضد النظام
التنظيم "يضم قيادات "القاعدة" في سوريا، وهم "أبو جليبيب الاردني، سامي العريدي، أبو خديجة الأردني، أبو القسام وأبو عبد الرحمن المكي" وعددًا من قيادات "جبهة النصرة" المبايعة لـ "القاعدة"، والتي رفضت الانضمام إلى جبهة فتح الشام (هيئة تحرير الشام حاليًا) عقب فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة" في 27 يوليو 2016.

الفصائل المتحدة نشرت بيانًا عبر معرفاتها الرسمية، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "أنقذوا فسطاط المسلمين"، في إشارة إلى الغوطة الشرقية لدمشق.

طالب البيان الفصائل المتصارعة، أي كلًا من هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، بوقف الاقتتال الدائر بينهما، ليتفرغا لجبهات جيش النظام السوري، ويخففا معاناة المسلحين في الغوطة الشرقية.