إيلاف من واشنطن: قال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان مديرة هيئة الرقابة المالية في نيويورك ماريا فولو أرسلت في الاسبوع الماضي رسائل الى "دويتشيه بنك" و"سيغنتشور بنك" و"نيويورك كوميونيتي بنك" تطلب فيها من هذه المصارف الثلاثة تسليمها البيانات المتعلقة بمختلف القروض او الترتيبات المالية التي حصلت عليها مجموعة كوشنر العقارية أو طلبتها. ولدى المصارف الثلاثة مهلة تنتهي في الخامس من مارس لتسليم هيئة الرقابة الوثائق المطلوبة.

ورفضت الهيئة التعليق على هذه المعلومات ردا على أسئلة فرانس برس، وكذلك فعل "دويتشيه بنك" الذي منح مجموعة كوشنر قروضا بملايين الدولارات.

لم نتلق طلبًا
من جهتها قالت متحدثة باسم "كوشنر كومبانيز" لفرانس برس "لم نتلق اي نسخة من اي رسالة من هيئة الرقابة على الخدمات المالية في ولاية نيويورك".

اضافت ان "شركتنا تبلغ قيمتها مليارات (الدولارات) وهي متينة للغاية من الناحية المالية. قبل الاستقالة الطوعية لرئيس مجلس ادارتنا (جاريد كوشنر) في سبيل خدمة بلدنا، لم نتلق ابدا اي طلب مماثل. هذا النوع من الطلبات يبدو مضايقة أسبابها سياسية".

يشار الى ان كوشنر المتزوج من ايفانكا، الابنة البكر للرئيس، كان دعامة اساسية في الحملة الانتخابية التي أوصلت تامب إلى السلطة، وهو حاليًا المستشار الأبرز للرئيس.

أعلى القروض
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" مساء الأربعاء أن مجموعة كوشنر تلقت قروضًا طائلة من صندوق "أبولو غلوبال ماناجمنت" ومصرف "سيتيغروب" بعدما استقبل جاريد كوشنر في البيت الأبيض ممثلين عن المجموعتين الأميركيتين.

وأوردت الصحيفة أن كوشنر التقى أحد مؤسسي أبولو جوشوا هاريس مرات عدة خلال العام 2017 وبحث معه منصبًا في البيت الأبيض لم يحصل عليه المسؤول في نهاية المطاف، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر عدة لم تحدد هويتها. وفي نوفمبر 2017، وافق الصندوق على منح مجموعة كوشنر قرضًا بقيمة 184 مليون دولار هو بحسب الصحيفة "من اهم القروض التي حصلت عليها في العام الماضي".

كما التقى صهر ترمب رئيس مجلس إدارة سيتيغروب مايكل كوربات في ربيع 2017 قبيل تلقي مجموعته العائلية قرضا آخر بقيمة 325 مليون دولار. ويعتبر كوشنر من ركائز البيت الأبيض منذ وصول دونالد ترمب إلى سدة الرئاسة.

وكان صهر الرئيس الذي درس القانون في جامعتي هارفارد ونيويورك، يشرف على المجموعة العائلية قبل ان يعلن في يناير 2017 قبيل تعيينه كبير مستشاري الرئيس الجديد، انسحابه من إدارة الشركة.

وإن كان جاريد كوشنر تخلى طوعًا عن مناصب رفيعة المستوى في أكثر من مئتي كيان على ارتباط بامبراطورية عائلته العقارية، إلا أنه يحتفظ بحصص في معظم هذه الشركات يجني منها عائدات، وفق وثائق نشرها البيت الأبيض في أبريل 2017.

ليست هذه أول مرة تسلط فيها الأضواء على مجموعة كوشنر. ففي مايو 2017، اعتذرت عن ذكر اسم جاريد كوشنر خلال عرض مشروع لها على مستثمرين صينيين، في ما اعتبر مخالفا للقوانين حول تضارب المصالح.

وقامت هيئات إشراف مالي أميركية عدة، بينها مدعي عام ولاية نيويورك أخيرا بطلب معلومات من عائلة كوشنر وشركائها في الأعمال، وفق ما أوردت الصحافة الأميركية.

وفي نهاية ديسمبر، طلب المدعون العامون الفدراليون في بروكلين بنيويورك معلومات من دويتشه بنك حول المقر السابق لصحيفة "نيويويرك تايمز"، الذي اشترته عائلة كوشنر عام 2015 لقاء 296 مليون دولار بعد الحصول على خط اعتماد من المصرف الألماني، بحسب ما أوردت الصحفية نفسها.

وطلبات هيئات الإشراف المالي إلى الشركات المتعاملة مع مجموعة كوشنر مستقلة عن التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016. وكان مولر طلب في ديسمبر من دويتشه بنك وثائق مالية متعلقة بتعامله مع امبراطورية عائلة ترمب.

تمويل خارجي
كما ذكرت شبكة "سي إن إن" في الاسبوع الماضي أن مولر يحقق في مساع قام بها جاريد كوشنر لجذب مستثمرين أجانب ولا سيما من روسيا والصين لتأمين التمويل لشركته العقارية خلال الفترة الانتقالية بين انتخاب ترمب وتنصيبه.

وكانت تقارير سابقة ذكرت أن تحقيق مولر يتركز فقط على اتصالات كوشنر في روسيا، وتحديدًا في ما يتعلق بتحليلات بيانات الحملة وعلاقات كوشنر بمستشار الأمن القومي مايك فلين، الذي أجبر على الاستقالة، وقد وجّهت إليه التهمة رسميًا في هذه القضية.

بحسب "سي إن إن"، فإن فريق مولر يحقق في المحادثات التي أجراها كوشنر خلال الفترة الانتقالية للحصول على تمويل لشركة "كوشنر كومبانيز"، التي أسّسها والده، والتابعة لمبنى المكاتب 666 على الجادة الخامسة في نيويورك، بعد انتكاسات مالية.

صفقة فاشلة
وكان كوشنر لعب دورًا بارزًا في اتصالات فريق الفترة الانتقالية مع حكومات أجنبية، وألمح إلى أنه تحدث في تلك الفترة إلى أكثر من 50 جهة من أكثر من 15 دولة.

بعد أسبوع على انتخاب ترمب في الثامن من نوفمبر 2016، التقى كوشنر رئيس مجلس إدارة مجموعة إنبانغ الصينية للتأمين ومسؤولين آخرين فيها، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".

وكان كوشنر ورئيس مجلس إدارة إنبانغ وو شياوهوي على وشك التوصل إلى اتفاق، كانت مجموعته ستستثمر بموجبه في المبنى 666 على الجادة الخامسة، لكن المحادثات فشلت، بحسب "نيويورك تايمز".

من الصفقات التجارية الأخرى التي يستهدفها مولر، مفاوضات حول العقار نفسه مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني، بحسب الموقع الإخباري "ذي أنترسبت". لكن الصفقة فشلت أيضًا.

لقاء ملتبس
التقى كوشنر أيضًا خلال الفترة الانتقالية بسيرغي غوركوف رئيس مجلس إدارة مصرف فينشيكونوموبنك. لكنه قال في إفادة أمام الكونغرس إن اللقاء كان لأسباب رسمية حكومية.

غير أن البنك قال إن المحادثات كانت جزءًا من سلسلة اجتماعات عمل. وذكرت "واشنطن بوست" أن مولر يحقق في ذلك اللقاء كذلك.