ليس من المبالغة القول إن هوب هيكس مستشارة الرئيس دونالد ترمب ورئيسة اتصالات الأبيض، هي الأقرب إليه من خارج أفراد عائلته، ومصدر ثقته ومستودع أسراره، حتى إنه يأخذ رأيها في الكثير من تغريداته قبل نشرها.

إيلاف: وسائل إعلام أميركية كبرى مثل "واشنطن بوست" و"سي إن إن"، راهنت على أن شهادة هيكس (29 عامًا) أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قد تكشف أسرارًا كبيرة، بوصفها واحدة من أقرب مسؤولي البيت الأبيض لترمب ولصيقة به بشكل شبه دائم منذ أكتوبر 2014.

لكنها اختارت عدم الرد على الكثير من أسئلة اللجنة خلال استجوابها الثلاثاء، وأقرّت بأنها "اضطرت أحيانًا إلى الكذب كذبات بيضاء لا علاقة لها بالتحقيقات الجارية بشأن التدخلات الروسية خلال الانتخابات على الرئيس، لأن طبيعة العمل تحتم ذلك"، وفقًا لما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز".

هجر الحبيب ضريبة
ومثلما كان تعيينها رئيسة لاتصالات البيت الأبيض مفاجئًا في سبتمبر الماضي، باعتبار أنها لا تملك أي خبرة في التعامل مع الإعلام، ولم تظهر في لقاء تلفزيوني أو تصرح لأي وسيلة إخبارية، جاء خبر إعلان رحيلها أيضًا مفاجئًا.

إذا كانت هيكس التي بدأت حياتها عارضة أزياء، ومن ثم مسؤولة عن الترويج لخط الموضة الخاصة بإيفانكا ترمب، اختارت أن تضحي في 2016 بصديقها الذي ربطتها علاقة به ست سنوات، بعد اعتراضه على بقائها ساعات طويلة بالعمل بعد انضمامها إلى حملة ترمب، إلا أن قلبها الذي تجاهلت حينها، كان أحد الأسباب التي جعل الفتاة الكتومة، هدفًا لحملة كبرى شنتها عليها وسائل الإعلام الأميركية.

فهي متهمة، بأنها ضغطت على مدى أسابيع للإبقاء على صديقها روب بورتر سكرتير موظفي البيت الأبيض في منصبه، وتجاهل الشكاوى حول ممارسته العنف ضد زوجتيه السابقتين.

متهمة بتضليل كيلي
حينما وصل الأمر إلى وسائل الإعلام، استخدمت الجنرال جون كيلي رئيس موظفي البيت الأبيض، للدفاع عن حبيبها الذي كانت تواعده سرًا، وأصدر بيانًا هي من كتبته، فُهم أنه يقف بجانب بورتر ضد زوجتيه المعنفتين.

وقالت تقارير إعلامية، إن هذا الأمر وتر العلاقة بين الجنرال وهيكس، التي اتهمها بتضليله، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام الأميركية إلى فتح النار على الفتاة العشرينية للمرة الأولى، وسُلط الضوء على حياتها الشخصية، وأثيرت أسئلة عمّا إذا كانت هي الأخرى تعرّضت للعنف. 

الأكيد أن مغادرة هيكس، التي لم تكن تجد حرجًا أحيانًا في كيّ ملابس رئيسها، وهو يرتديها قبل مغادرته الطائرة الرئاسية، تعطي مؤشرًا قويًا إلى الفوضى الكبيرة التي تجتاح البيت الأبيض، فهي كانت رابع من يتولى منصب رئيس الاتصالات منذ يناير الماضي.