صوت مجلس النواب العراقي على قرار يطلب من العبادي تحديد جدول زمني لمغادرة قوات التحالف الدولي ضد داعش الاراضي العراقية، وذلك وسط حملة لقوى ومليشيات مدعومة إيرانيا تطالب برحيل القوات الأميركية التي تقود التحالف وتهديدها بالمواجهة.

إيلاف من لندن: أقر مجلس النواب العراقي الخميس دعوة للقائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة حيدر العبادي لوضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية للعراق، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي قام منذ عام 2014 بدعم القوات العراقية في حربها لاخراج تنظيم داعش من المدن العراقية التي احتلها في شمال وغرب البلاد حتى تم طرده منها أواخر العام الماضي. 

ونقل المكتب الاعلامي لمجلس النواب صيغة القرار الذي صوّت له النواب العراقيون اليوم، وهو يوجه الشكر "لجميع الدول التي وقفت مع العراق في حربه ضد عصابات داعش ويدعو الحكومة إلى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية من العراق". ويبلغ عدد الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة حوالي 60 دولة.

ضغوط وتهديدات لقوى ومليشيات مدعومة إيرانيًا

وجاء قرار مجلس النواب وسط حملة ضد هذه القوات وضغوط على العبادي تقودها قوى سياسية ومليشيات مسلحة مدعومة إيرانيا تهدد بمواجهتها عسكريًا.

فقد هددت مليشيا كتائب "حزب الله" العراقية أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي بمواجهة مفتوحة مع القوات الأميركية في العراق، مؤكدة أن "القوات الأميركية لا حاجة لها وعليهم المغادرة سواء كانوا مدربين أو مستشارين". ولهذه المليشيا صلات قوية بالحرس الثوري الإيراني وكانت هددت بمهاجمة القوات الأميركية عدة مرات من قبل ووصفت وجودها في العراق بأنه احتلال.

كما طالبت كتلة "دولة القانون" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حكومة العبادي بإخراج سريع للقوات الأميركية من العراق. وايضا قالت منظمة بدر بزعامة القيادي في الحشد الشعبي والعضو السابق في الحرس الثوري الإيراني هادي العامري إن أي قوات أميركية ستبقى في البلاد ستكون مصدراً للاضطرابات. 

وأضاف المتحدث باسم بدر كريم النوري انه "يجب أن يكون التنسيق بين الحكومتين العراقية والأميركية من أجل الانسحاب الكامل لا من أجل البقاء، لأن البقاء من شأنه أن يعرض البلاد للانقسام الداخلي وأن يشكل نقطة جذب للإرهاب". وإضافة لذلك، فقد تحرك نواب شيعة مؤخرًا لجمع توقيعات تطالب رئيس الوزراء بتحديد موعد أو جدول لسحب القوات الأميركية، معتبرين بقاءها في العراق لم يعد له أي داعٍ بعد اليوم. 

11800 عسكري أميركي في العراق

ويوجد حوالي 11800 عسكري أميركي في العراق، إضافة إلى المئات من القوات الأجنبية الأخرى منها البريطانية، والألمانية، والإيطالية، والفرنسية، والكندية، والأسترالية يتوزعون على 11 قاعدة ومعسكر من بينها 6 معسكرات أميركية، وسط وشمال وغرب العراق. 

وكان العبادي اكد في السادس من الشهر الحالي وجود خطط عراقية أميركية مشتركة لتخفيض عدد القوات الدولية في العراق لانه ما زال يحتاج إلى غطائها الجوي القوي لمواجهة تحركات داعش عبر الحدود السورية والاراضي الصحراوية الشاسعة.

وقال العبادي في مؤتمر صحافي ردًا على سؤال عن تخفيض القوات الأميركية الموجودة في العراق ازاء تهديدات جماعات مسلحة موالية لإيران بمواجهتها عسكريا.. قال إن العراق هو الذي طلب رسميًا من الولايات المتحدة دعمه على مواجهة تنظيم داعش لدى سيطرته منتصف عام 2014 على اراضٍ عراقية ثم توسع الوجود العسكري الدولي بعد ذلك إلى اقل من عشرة الاف عسكري.

وكشف عن مشروع عراقي بالاتفاق مع التحالف الدولي لتخفيض قواته التي تشكل القوات الأميركية عمودها الفقري تدريجيًا نظرًا لوجود خطر حقيقي مازال قائمًا من وجود تنظيم داعش في سوريا يمكن ان تنتقل عناصره منها إلى العراق خاصة وان التنظيم يدرب حاليا انتحاريين لارسالهم إلى دول المنطقة.. مؤكدًا أن بلاده ازاء ذلك هي بحاجة الان إلى غطاء جوي هائل لمراقبة الحدود مع سوريا والاراضي الصحراوية الواسعة إضافة إلى وجود خلايا ارهابية مازالت تحاول استهداف المدنيين لذلك فإن تخفيض الوجود العسكري الأميركي سيكون تدريجيا.

وأشار العبادي إلى أنّ مكافحة الارهاب ليس حاجة عراقية فحسب، وانما حاجة دولية ايضا لانه يهدد جميع الدول والتي هي بحاجة إلى مواجهته والتخلص منه.