شن مسلحون الجمعة هجمات استهدفت السفارة الفرنسية لدى بوركينا فاسو ومقر القوات المسلحة قبل أن يتم التصدي لهم في معركة أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.

إيلاف: أعلنت مصادر أمنية محلية في حصيلة غير نهائية مقتل 15 شخصا على الاقل، لكن مصادر اتصلت بها وكالة فرانس برس من باريس، قالت إن الحصيلة أعلى، مؤكدة مقتل 28 شخصا على الاقل في الهجوم على قيادة الجيش.

تظهر هذه الهجمات المتسقة مدى هشاشة الوضع في بوركينا فاسو، إحدى الدول الافريقية التي تكافح التنظيمات الجهادية في المنطقة. ووقع تبادل إطلاق نار كثيف صباحا في وسط واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو.

وذكر شهود عيان أن خمسة مسلحين ترجلوا من سيارة، واطلقوا النار على مارة قبل التوجه الى السفارة الفرنسية في وسط واغادوغو وشوهدت السيارة في ما بعد تشتعل فيها النيران.

في الوقت نفسه قال شهود عيان آخرون ان انفجارا وقع قرب مقر القوات المسلحة والمركز الثقافي الفرنسي، على بعد نحو كيلومتر عن موقع الهجوم الأول، في وسط العاصمة. وقالت مصادر امنية ان حوالى 15 شخصا قتلوا، فيما قال الكولونيل امادو كافاندو إن 75 شخصا آخرين اصيبوا بجروح.

لم يتضح بعد ما إذا كانت تلك الحصيلة تشمل الاصابات في كلا الهجومين وما إذا كانت تشمل مهاجمين. وكان الحكومة قد أعلنت في وقت سابق مقتل ستة مهاجمين - أربعة في الهجوم على السفارة واثنان في الهجوم على الجيش - فيما قال التلفزيون الحكومي إن سبعة عناصر من قوات الامن قتلوا.

وأعلنت ثلاثة مصادر امنية - اثنان في فرنسا وثالث في غرب افريقيا - لوكالة فرانس برس إن 28 شخصا على الاقل قتلوا في الهجوم على مقر القوات المسلحة وحده.

إرهاب
أكدت مصادر الحكومة الفرنسية عدم وقوع إصابات بين الفرنسيين ووصفت الوضع في واغادوغو بأنه "تحت السيطرة".

وقال وزير الاعلام البوركينابي ريمي فولغانس داندجينو إن الهجوم "يحمل مؤشرات قوية إلى الارهاب". وقال النائب العام لباريس إنه فتح تحقيقا رسميا في "محاولة قتل متصلة بمنظمة إرهابية"، وهذا إجراء متوقع بعد هجمات تستهدف مواطنين أو مصالح فرنسية. وبوركينا فاسو احدى الدول الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى التي تحارب التنظيمات الجهادية.

وأودت الهجمات المسلحة بحياة آلاف الأشخاص، واجبرت عشرات الالاف على الفرار من منازلهم وسددت ضربات قاضية لاقتصادات هي في الأساس من الأفقر في العالم.

في 13 أغسطس الماضي، أطلق مسلحان النار على مطعم في الجادة الرئيسة في واغادوغو، ما أدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 21 آخرين. ولم تعلن أي جهة تبنيها لهذا الاعتداء.

وفي 15 يناير 2016، قتل 30 شخصا، بينهم ستة كنديين وخمس أوروبيين، في هجوم على فندق ومطعم في وسط المدينة تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.

قوة الساحل المشتركة
نشرت فرنسا القوة المستعمرة السابقة في منطقة الساحل، 4 آلف جندي، وتقدم الدعم الى قوة مشتركة تضم خمس دول هي بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر.

في 21 فبراير الماضي قتل عنصران من قوة مكافحة الارهاب الفرنسية في انفجار لغم قرب حدود مالي مع النيجر وبوركينا فاسو. وقتل 12 جنديًا فرنسيًا منذ إطلاق العملية الفرنسية "برخان" في اغسطس 2014.

وتنشر الامم المتحدة 12 الف عنصر من قوة حفظ السلام في مالي (مينوسما). وقتل اربعة من عناصرها الاربعاء في انفجار لغم في وسط البلاد. وفي تطور منفصل الجمعة قال مركز سايت الاميركي الذي يرصد المواقع الاسلامية على الانترنت إن خاطفين نشروا تسجيل فيديو للرهينة الفرنسية صوفي بيترونين (75 عاما) التي اختطفت في شمال مالي في اواخر 2016.

وتبدو بترونين التي كانت تدير مؤسسة لمساعدة الايتام الماليين، بحالة صحية سيئة في التسجيل القصير. وفيما لم تتبن أي جهة حتة الان خطفها، أعلنت "جماعة دعم الاسلام والمسلمين" مسؤوليتها في التسجيل. ويسمع في الخلفية صوت الرئيس فرنسوا ماكرون يقول "سأحميكم".