واشنطن: ارسلت الولايات المتحدة في الايام الماضية الى افغانستان كتيبة جنود من ذوي الخبرة لتدريب زملائهم الافغان بشكل افضل لمواجهة طالبان في النزاع المستمر منذ 17 عاما.

لكن خبراء يبدون شكوكا ازاء فرص نجاح "كتيبة مساعدة القوات الامنية" التي تجمع هؤلاء "المدربين" المتمرسين حتى وإن خدموا سابقا مرات عدة في هذا البلد، ويتحدثون البشتون او الداري، وجميعهم متطوعون. وقال المقدم توم غريسباك المتحدث باسم حلف الاطلسي في كابول "انهم هنا بدافع من شغفهم بمهتهم".

حاولت الولايات المتحدة وحلف الاطلسي مرارا تدريب الجيش الافغاني، الا ان الفساد ما يزال يقوّضه، ومعدلات الفرار مرتفعة في صفوفه، مع تزايد أعداد القتلى. 

ويتولى البنتاغون التحقيق في عشرات الحالات من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في صفوف اجهزة الامن الافغانية، وخصوصا اغتصاب قاصرين. ويكمن الفارق بين "المدربين" في هذه الكتيبة والمحاولات السابقة هو انهم اقرب الى نظرائهم لافغان والى خط الجبهة، وبالتالي فانهم سيتعرّضون لمزيد من المخاطر.

سيساعد هؤلاء الجنود الافغان على اكتساب المزيد من المهارات في التعامل مع الاسلحة، في حين سيتولى اطباء عسكريون تدريبهم في مجال الطب الحربي.

نتائج كارثية
وستلتحق طواقم يضم كل منها عشرة جنود على مستوى "الكندك" في الجيش الافغاني، اي ما يعادل كتيبة يتراوح تعدادها بين 300 الى 400 رجل، وسينتشرون في جميع انحاء افغانستان، وضمنها محافظة هلمند، معقل طالبان التي تسيطر على غالبية هذه المنطقة.

حتى الآن، اقتصرت اعمال تدريب الجيش الافغاني الى درجة كبيرة على وحدات خاصة من حلف شمال الاطلسي أو اميركية ترافق القوات الخاصة الافغانية. وقد توقفت هذه المهام في اواخر عام 2014، عندما خفض حلف شمال الأطلسي عديده في افغانستان. وعاد التدريب على الافغان بنتائج كارثية مع آلاف القتلى سنويا وعودة طالبان الى الساحة.

انتقد تقرير رسمي اميركي بشدة العسكريين الاميركيين للانعدام الفاضح للاستعداد لتدريب قوات اجنبية. ويشير تقرير وضعه المفتش العام لإعادة الاعمار في افغانستان الى حالة محددة حول استلهام ضابط مسلسلا اميركيا لمعرفة ما ينبغي عليه القيام به لتدريب زملائه الأفغان.

يقول بيل روجيو، الخبير في الشؤون الافغانية في مركز أبحاث "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، ان نشر هذه القوات يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، حتى لو كان تأثيرها محدودا. اضاف متسائلا لفرانس برس "هل ستتحسن الامور على الهامش ام ان التدريب سيحدث فرقا حقيقيا، بمعنى أن يتمكن الافغان من وقف تقدم طالبان او هزيمتهم؟ لدي شكوك" حيال هذا الامر.

وتؤكد القيادة الاميركية ان "كتيبة مساعدة القوات الامنية" مع حملة غارات جوية اكثر فاعلية واستراتيجية إقليمية اوسع، تتضمن باكستان، ستساعد الافغان على صد حركة طالبان.

وقد صرح وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس أخيرًا: "لقد اطلعت على برنامج التدريب. ان نوعية هؤلاء الجنود من حيث الخبرة والاختيار، وتدريبهم، تمنحني ثقة كبيرة". تقدر الولايات المتحدة ان السكان الافغان الذين تسيطر عليهم حكومة كابول يمثلون نسبة 64 في المئة، في حين تسيطر طالبان على 12 في المئة، والباقي يعيشون في مناطق غير محسومة.