نصر المجالي: أدى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، واجب العزاء بوفاة ھشام المعایطة مالك مكتبة "خزائن الجاحظ" وهي أقدم مكتبة في الأردن، حيث زار دیوان أبناء محافظة الكرك التي ينتمي إليها المعايطة وعبر عن مواساته في الفقيد، وقدم العزاء للأسرة الثقافية. 

وعبرت الأسرة الثقافية والاعلامية والفكرية وآل الفقيد عن تقديرهم لمبادرة المواساة والعزاء الملكية التي تؤكد حرص الملك عبدالله الثاني على دعم الثقافة وديمومتها والحفاظ عليها برعاية دائمة. 

وتوفي هشام المعايطة الذي يعتبر أيقونة الثقافة الشعبية وصاحبة المكتبة الأقدم يوم السبت الماضي، إثر حادث سیر مؤسف بعد حريق التهم مكتبته نهاية يناير 2018 وأتى هذا الحريق على أكثر من 10 الآف كتاب بعضها يعود لـ 200 عام ، واعتبر الوسط الثقافي والشعبي هذه الحادثة خسارة مفجعة للثقافة في الأردن.

 

الملك عبدالله الثاني يتكلم مع أبناء الفقيد

 

وتعتبر مكتبة "خزانة الجاحظ" أحد معالم قلب العاصمة الأردنية وملتقى للصحافیین والإعلامیین والكتاب الأردنیین والسیاح العرب والأجانب، وهي تحتوي على مخطوطات تاريخية، لا تتوفر في الكثير من المتاحف أو أي مكان.

كتب تاريخية 

ويتراوح عمر بعض الكتب الموجودة في المكتبة والخزنة ما بين 600 إلى 800 عام. وهي تحوي كتبا باللغات العربية والعبرية والسريانية والإنكليزية ولغات أخرى. 

وخلافاً لمعظم الأكشاك الأخرى، تعير مكتبة خزانة الجاحظ الكتب لمدد محدودة بأجر زهيد (دينار مقابل استعارة الكتاب لمدة شهر) وبضمانة ثمن الكتاب المسترد في حال إرجاعه.

 

عاهل الأردن يصافح عددًا من مستقبليه

 

سُميت المكتبة باسم "الجاحظ"، عندما لاحظ أهالي القدس جحوظ عيني ممدوح المعايطة في الفترة القليلة التي عمل فيها بالمكتبة قرب باب العمود قبل انتقالها إلى عمان.

وراثة 

وإلى ذلك، فقد ورث هشام المعايطة مهنة "الوراق" عن أبيه الذي ورثها عن جده منذ العهد العثماني حيث كانت "خزانة الجاحظ" في مدينة القدس، إلى أن انتقلت إلى عمان منذ عهد مؤسسها الأول سليمان المعايطة، وكانت رفعت عبارة "خير جليس" كشعار يتوارثه الأبناء عن الآباء. 

 

الملك وحديث مع آل الفقيد

 

وكان ممدوح المعايطة ( 1930 -1994) والد هشام شاعرا وأديبا من مواليد الكرك في جنوب الأردن، وهو يُعتبر أحد أشهر ورّاقي مدينة عمّان، حيث أسهم في الحياة الثقافية المحلية للمدينة.

وأسس المعايطة بعد قدومه من القدس بعد حرب 1967، مكتبة وخزانة الجاحظ في وسط البلد، التي أصبحت أحد المعالم الثقافية لمدينة عمّان، والتي ورث المهنة فيها عن أبيه وجده. 

يذكر أن ممدوح المعايطة كان جنديًا في الجيش الأردني في القدس وأصيب بانفجار لغم أرضي في منطقة قلنديا أثناء واجب الدفاع عن المدينة عام 1948 وقطعت قدمه على أثره، وانتقل للعلاج في بيروت التي شكلت بدورها نقلة نوعية في مسيرته الثقافية، حيث تعرف على تقنيات الوراقين ودور النشر والمطابع، عاد بعدها إلى عمّان عام 1967، وبعد تقاعده بدأ بالتفكير بإنشاء المكتبة من جديد وكان أول تأسيس لها في عمّان عام 1967 بالقرب من المدرج الروماني.