في عروض ألمانية لبناء بوارج حربية، استبعدت "تيسنكروب مارينيتكنيك" الألمانية، وخرجت شركتا "دي سي أن أس" الفرنسية و"فينكانتيري" الإيطالية، ما رجح كفة GNY التي يملكها اللبناني اسكندر صفا. القرار الألماني يصدر خلال هذا العام.

إيلاف من الرياض: لا يزال رجل الأعمال اللبناني اسكندر صفا يجوب البلدان، كما السفن التي يصنعها تجوب البحار، بحثًا عن صفقات. ربما تحمل إليه الشهور المقبلة عقدًا هو الأكبر، توقعه مجموعة "برينفست" التي يملك صفا فيها الحصة الغالبة. تتعلق هذه الصفقة بأربع بوارج حربية متعددة المهمات لحساب وزارة الدفاع الألمانية، ، من طراز MKS180 القادر على العمل في أي موقع بحري، حتى البحار القطبية. تبلغ قيمة هذا العقد نحو خمسة مليارات دولار.

صفعة ثانية

كان مقدرًا، كما جرت العادة، أن تكون هذه الصفقة من نصيب مجموعة "تيسينكروب مارينتيكنيك" الألمانية الشهيرة، علمًا أن علاقات تاريخية تربط هذه المجموعة بالحكومة الألمانية، إذ كانت هي من صنع عددًا كبيرًا من البوارج الحربية التي شاركت في الحربين العالميتين الأولى والثانية. 

لكن أخبارًا شاعت في الآونة الأخيرة عن رشوات داخل هذه المجموعة، وتأخرها في تنفيذها عقودًا كانت أبرمتها مع وزارة الدفاع الألمانية، سببان حملا هذه الوزارة على استبعاد "تيسنكروب مارينيتكنيك" من تقديم عطائها في استدراج العروض المقام لصنع هذه البوارج. جاء هذا الاستبعاد في رسالة وجهتها الحكومة الألمانية إلى المجموعة الألمانية في 27 ديسمبر 2017 تبلغها فيها أنها لم تعد تثق بأدائها، ولا بأهلية القيمين عليها.

وبالنسبة إلى "تيسنكروب مارينيتكنيك"، هذه صفعة كبيرة ثانية تلقتها في عامين. ففي عام 2016، خرجت المجموعة الألمانية بالفعل في عطاء قيمته مليارات عدة، يخص بناء غواصات جديدة في أستراليا.
أثار الخلاف بين "تيسنكروب مارينيتكنيك" والحكومة الألمانية لعاب مجموعات أخرى مصنعة للبوارج الحربية، منها شركة "GNY" التي يملكها صفا، وشركة "دامن" الهولندية. تملك "GNY" حوضًا لبناء السفن في ألمانيا، حيث صُنع يختٌ لحساب الملياردير الروسي أندرو ميلنيشينكو بقيمة 500 مليون دولار، واعتبر الأحدث والأغلى في العالم، وربما في التاريخ.

مصلحة وطنية

يبدو أن قرار الحكومة الألمانية إبرام العقد الخاص بالبوارج الأربع سيرتكز على اعتبارات سياسية، كما شأن العقود الحربية المختلفة بين الدول. ومن المرجح أن تفوز "GNY" بالعقد، أو بحصة كبيرة منه في أقل تقدير، الأمر الذي يعزز قدرتها التصنيعية، ويؤهلها لمنافسة أكبر الشركات العالمية المصنعة للبوارج والسفن الحربية، كما سيعزز أسهم مجموعة "برينفست" التابعة لصفا، التي تستثمر في حقول مختلفة حول العالم. 

مع أنه ليس من الواضح حتى الآن على من سيرسو هذا العقد الضخم، لكن من المحتمل أن تتغلب المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر، ويتحول العقد إلى مجموعة "GNY" كونها ألمانية، ويعمل فيها نحو ألف عالم ومهندس وخبير.​

والجدير ذكره أن شركتي "دي سي أن أس" الفرنسية و"فينكانتيري" الإيطالية لبناء السفن بدأتا بالفعل في الانسحاب من هذا المشروع، وهذا أيضًا يزيد من فرص "GNY" في الفوز بالعرض، وهذا ما سيتقرر في خلال العام الجاري.

وكان ناطق رسمي بلسان حوض كييل لبناء السفن الذي تملكه "GNY" أشار إلى إنجازات الحوض السابقة قائلًا: "أثبتت شركتنا في السنوات الأخيرة أن حوض كييل ملائم تمامًا لتنفيذ مشروعات بحرية كبيرة في الوقت المطلوب، وبتكلفة أقل، وقد استثمر مساهمونا أكثر من 100 مليون يورو في ألمانيا لتوسيع ساحات الإنتاج في قطاعاتهم، وأطلقوا المزيد من الوظائف".