رأى عبد العزيز المزيني، مدير مكتب اتصال اليونسكو في جنيف، في اجتماعات الدورة 37 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن التثقيف في مجال حقوق الإنسان يساهم في بناء مجتمعات عادلة تحترم التنوع.

إيلاف: تساهم اليونسكو في رسم السياسات والاستراتيجيات وتحديد الممارسات الجيدة للنهوض بأهداف التعليم في عام 2030 عمومًا، والتثقيف في مجال حقوق الإنسان على خصوصًا.

على هامش اجتماعات الدورة 37 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عقدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في جنيف اجتماعًا موضوعه تعليم حقوق الإنسان، حضرته نخبة من السفراء، يتقدمهم سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في جنيف الدكتور عبد العزيز الواصل، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة عبيد الزعابي.

مَعلم مهم
افتتح الاجتماع عبد العزيز المزيني، مدير مكتب اتصال اليونسكو في جنيف، الاجتماع، بكلمة استهلها بشكر بدعاة التثقيف في مجال حقوق الإنسان من الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، مذكرًا بأن النقاش الحاصل اليوم يأتي في سياق الاحتفال بالذكرى السبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، "غير أن هذا الاحتفال لن يتم إن لم يفِ أصحاب المصلحة المختلفون بالالتزامات المنصوص عليها في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما الهدف 4.7 من أهداف التنمية المستدامة الذي يشدد على أهمية قيم المواطنة العالمية في بناء مجتمعات أكثر سلامًا وديمقراطية"، كما قال.

أضاف المزيني: "في هذا المسعى العالمي، تضطلع اليونسكو بدورها من خلال المساعدة على وضع السياسات والاستراتيجيات وتحديد الممارسات الجيدة للنهوض بأهداف التعليم في عام 2030 عمومًا، والتثقيف في مجال حقوق الإنسان خصوصًا. فاعتماد البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الإنسان، الذي تم في ديسمبر 2004، كان معلمًا مهمًا في مسيرتنا، كما كان الجهد العالمي المبذول حاسمًا في زيادة الوعي وحشد التأييد لتنفيذ إعلان الأمم المتحدة بشأن التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان".

تعزيز الإنجاز
أشار المزيني في كلمته الافتتاحية إلى: "نحن بحاجة إلى تعزيز الإنجازات التي تحققت على مدى المراحل الثلاث الأخيرة من البرنامج العالمي وتوسيعها. فالاستدامة في عملنا أمر حيوي لتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن نتطلع إلى الأمام، وأن نضبط ساعة عملنا على توقيت العالم المتغير بسرعة، والذي يتسم بالعديد من الاضطرابات. كما ينبغي تكييف التعليم، ولا سيما التعليم في مجال حقوق الإنسان، وفقًا لاحتياجات عالم اليوم".

وبحسبه، ينبغي أن يساهم التثقيف في مجال حقوق الإنسان في تمكين الشابات والشبان من أن يصبحوا مواطنين ناشطين في مواجهة التحديات العالمية وحلها، والمساهمة في جعل مجتمعاتهم عادلة وسلمية ومرنة. وينبغي أن يساعد المتعلمين على تطوير التفكير النقدي، مع إظهار الاحترام للتنوع.

ختم المزيني قائلًا: "إني واثق من أن مداولاتكم اليوم ستكون غنية، وستؤدي إلى أفكار مبتكرة ونهج مختلف لتعزيز تفكيرنا الجماعي بشأن التركيز في المستقبل على التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان".

تحاشي العنصرية
كان مجلس الوزراء السعودي عرض في جلسته الثلاثاء لمشاركة المملكة في أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، مجددًا التأكيد على أن المملكة مستمرة في مواصلة جهودها الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها على المستويات كافة، وفي تعاطيها الإيجابي مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، والتي تشهد نقلة نوعية نحو التقدم والازدهار من خلال التركيز على الإنسان والتنمية، وجعل حماية حقوق الإنسان وتعزيزها منهجًا ثابتًا في جميع التدابير المتخذة، انطلاقًا من أحكام الشريعة الإسلامية التي تحمي الإنسان، وتحفظ كرامته، بصرف النظر عن عرقه أو لونه أو جنسه.

وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مداخلة عن الجهود التي تقوم بها لدعم البرامج المتعلقة بالتعليم والتدريب في مجال حقوق الإنسان. وركزت المداخلة الإماراتية على عزم الحكومة إدخال برامج تعليم المواطنة الدولية الدولية ومكافحة التطرّف بالشراكة مع اليونسكو.

تنطلق المرحلة الرابعة من برنامج تعليم وتدريب حقوق الإنسان ويندرج في بنودها تدريب العاملين في المجال الإعلامي. ويطالب الجهاز الرسمي الفرنسي المعني بتنفيذ برامج تعليم حقوق الإنسان بأن تشمل هذه البرامج البرلمانيين المنتخبين، ليتعرفوا أكثر إلى أهمية احترام الآخر، وتحاشي إطلاق العبارات العنصرية، واحترام التعددية الثقافية.