قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن انطلاقة رحلة دبي لتكون نموذجًا عالميًا فريدًا من نوعه كانت من بيت جده سعيد بن مكتوم آل مكتوم الكائن في منطقة الشندغة التاريخية في دبي، وهي المنطقة التي شهدت ضربة البداية نحو العالمية. 

إيلاف من دبي: أشار حاكم دبي إلى أن "من يملك الماضي هو من له حاضر مشرف، وأن المستقبل لا يكون راسخًا بدون وجود جذور الماضي العميقة"، وأكد خلال تفقده منطقة الشندغة التاريخية في دبي أنه تم ترميم 150 مبنى تاريخيًًا، بينها منزل جده. 

الماضي الحاضر والمستقبل
وغرّد الشيخ محمد بن راشد على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا: "‏الماضي يملكه من له حاضر مشرف.. ومستقبلنا لا يكون راسخًا بدون جذور الماضي العميقة".

أضاف: "‏أثناء تفقد منطقة الشندغة التاريخية في دبي.. تم ترميم 150 مبنى تاريخيًا، بما فيها بيت جدي الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم.. من هنا بدأنا.. من هنا كانت انطلاقة رحلتنا".

وتفقد الشيخ محمد بن راشد اليوم مشروع تطوير منطقة الشندغة التراثية في دبي، الذي يأتي في سياق عملية التطوير الحضاري للمناطق التراثية في الإمارة، بما يليق بمكانتها كشواهد على مرحلة مهمة من تاريخ دبي، لمعاصرتها البدايات الأولى لنهضتها الحديثة، وكانت بمثابة المهد الذي انطلقت منه إنجازاتها المعاصرة. 

أكبر متحف مفتوح في العالم
يهدف تطوير حي الشندغة التاريخي إلى تحويله إلى أكبر متحف مفتوح في العالم، وهو يضم 23 متحفًا فرعيًا يعبّرون عن الماضي بأسلوب متطور وحضاري، ومن بينها متحف آل مكتوم، ومتحف قصة الخور ومتحف العطور ومتحف الطب الشعبي والحرف التقليدية والزينة ومتحف الحياة البرية ومتحف الحياة الاجتماعية ومتحف الملاحة ومتحف الحياة البحرية ومتحف المأكولات الشعبية وغيرهم. 

وتضم المنطقة العديد من الخدمات المصممة لملاقاة كل متطلبات الزوار، مثل مركز الاستقبال والمطاعم والفنادق والمنافذ التجارية ومحال الهدايا التذكارية والمنتجات التراثية، وسط أجواء تفوح بعبق الماضي، بما يمنح الزائر تجربة تنقله إلى أجواء تلك المرحلة بكل تفاصيلها العريقة، علاوة على الاهتمام بالجوانب التثقيفية، من خلال ورش عمل تعليمية، كالمركز الثقافي المجتمعي، الذي يربط الشباب بالحرف والمهن التقليدية، من أجل إعادة إحيائها في الوقت الحاضر.

استقطاب 20 مليون سائح في 2020
يقوم مشروع تطوير المناطق التراثية على مجموعة ركائز أساسية، أهمها تعزيز روابط المواطنين بتراثهم وجذورهم التاريخية وترسيخ مكانة دبي كوجهة سياحية من الطراز الأول، تتنوع فيها الخيارات لتجمع بين أصالة الماضي وحداثة المعاصرة، ما يسهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي، المتمثل في استقطاب 20 مليون سائح بحلول عام 2020، وفق رؤية دبي السياحية، وبما يعزز مكانتها كأفضل وجهة ثقافية حيوية، تتجلى فيها مشاهد العراقة جنبًا إلى جنب مع المنجزات الحضارية المعاصرة.

محور التاريخ
وقد أكد الشيخ محمد بن راشد خلال الزيارة على أهمية الحفاظ على المواقع التراثية، ومنحها الاهتمام والرعاية الكاملة لكونها تمثل جزءًا محوريًا من تاريخ الإمارة ودولة الإمارات على وجه العموم، إذ تمثل تلك المناطق الجسر الذي يربط الأجيال الحالية والمقبلة بتاريخهم وثقافتهم الأصيلة، وهي العناصر التي تمثل الركيزة الأساسية التي ننطلق منها نحو المستقبل.

وقال: "الحداثة والمعاصرة لا تكتمل إلا باستيعاب التاريخ والتعلم من دروسه، والاحتفاء بما منحه إيانا من شواهد، تنقل لنا صورة الماضي، الذي عاشه آباؤنا وأجدادنا، وكيف صنعوا البدايات الأولى لنهضتنا الحديثة... الحفاظ على تراثنا الحضاري وثقافتنا التي توارثناها عبر الأجيال، وما قدمته إلينا من إرث فكري وإبداعي مسؤولية وطنية وتاريخية نحملها اليوم، وسيحملها أبناؤنا وأحفادنا".

وأكد حاكم دبي على أهمية العمارة كجزء أصيل من التراث الثقافي لدولة الإمارات. وقال: "العمارة التراثية الإماراتية جزء من ثقافتنا هويتنا، وعلى الأجيال الجديدة الحفاظ عليها وتطويرها، لتبقى شاهدة على قدرة الإنسان الإماراتي على الإبداع وحسن توظيف الإمكانات المتاحة، لتقديم الحلول الأكثر ملائمة لبيئته، والتي تعينه على تطويع الظروف المحيطة به، وهو ما يتجلى في الإرث العمراني المميز، الذي تركه لنا الأجداد، بكل ما يعبّر عنه من معانٍ تاريخية وإنسانية كبيرة". 

تقاليد عريقة
واستمع خلال الجولة على الإنجازات التي تم تحقيقها في مشروع تطوير منطقة الشندغة، الذي تقوم بتنفيذه بلدية دبي، بالتعاون مع دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي وهيئة دبي للثقافة والفنون، حيث إطلع على مجموعة من اللوحات التوضيحية التي شملت مراحل عمل المشروع. 

تناول الشرح العناصر التي تمت مراعاتها في عملية التطوير بهدف الحفاظ على الطراز المعماري المميز النابع من البيئة الصحراوية التي نشأ فيها، والذي يتسم كما هي الحال في التراث المعماري لغالبية دول منطقة الخليج العربي ببساطة التصميم والتناغم في الألوان ومواد البناء المستخدمة مع البيئة المحيطة، وملائمة الظروف المناخية، علاوة على مراعاة تصميماتها للعادات والتقاليد العريقة للمنطقة.

معايير عالمية
ونوه الشيخ محمد بن راشد بـ"مدى الإنجاز المتحقق في مشروع تطوير المناطق التراثية، بما فيها منطقة الشندغة، حيث تم الانتهاء من ترميم 150 مبنى تاريخيًا، بما في ذلك بيت الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم في حي الشندغة، حيث تتولى إدارة التراث العمراني والآثار في بلدية دبي عمليات الترميم وفق أرقى المعايير العالمية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين.

مجلس تراثي
كما إطلع خلال زيارة منطقة الشندغة التاريخية على المجلس التراثي، الذي قام بتنفيذه المكتب الهندسي التابع للشيخ محمد، احتفاء بجانب مهم من التراث الإماراتي، بما يحمله المجلس من قيمة كرمز من الرموز الاجتماعية، التي تعبّر عن مدى تلاحم والترابط بين أبناء الإمارات، ويعكس جزءًا مهمًا من ثقافتهم وتقاليدهم العريقة التي لا تزال محتفظة بمكانتها حتى اليوم.

وتعرف إلى مكونات المجلس، الذي يمتد على مساحة تزيد على 11 ألف قدم مربعة، وهو من طبقتين، وروعي فيه الطراز المعماري الإماراتي الأصيل، وتناغمه مع المنطقة المحيطة، بكل ما تمثله من قيمة تاريخية وتراثية.

النواة الأولى
تجدر الإشارة إلى أن الشندغة حي من أحياء دبي، وقد كان النواة الأولى لمدينة دبي ومقر الحاكم فيها، ويقع في منطقة بر دبي، ويقابلها في ديرة منطقة الرأس. وفي عام 1975 أنشئ نفق الشندغة بين بر دبي وديرة تحت خور دبي لتسهيل المرور وعدم الحاجة إلى الدوران حول المدينة لاستخدام جسر آل مكتوم.