إن كان قد تبيّن أن أطلنطس لم تكن موجودة يومًا، فثمة خمس مدن منتشرة في العالم كانت مأهولة يومًا ما، واختفت أو دمّرت أو هجرت.

إيلاف: على منوال أطلنطس، ثمة مدن هُجرت، ومدن دُمّرت، ومدن تعد مفقودة لأسباب مختلفة. في التقرير الآتي خمس منها تثير الاهتمام، بينها خرائب قديمة، وأخرى صارت مدن أشباح.

إنغاموكو (المكسيك)
كشفت عمليات المسح بأشعة ليزر الحجم الحقيقي لمدينة إنغاموكو في غرب المكسيك. يُعتقد أن هذه المدينة المبنية في عام 900 كانت مأهولة بنحو 100 ألف نسمة، وفيها أهرامات وشبكات طرق وملاعب كروية وحقول زرعت بالخضر. 

كانت مركزًا كبيرًا لشعب "بوريبيتشا"، منافس شعب الأزديك، وانهارت حضارتا هذين الشعبين في القرن السادس عشر، حين نقل الغزاة الأوروبيون معهم إليها التيفوئيد وأمراض أخرى، لم يكن السكان الأصليون يتمتعون بمناعة ضدها.

غيدي (كينيا)
هذه مدينة واقعة على المحيط الهندي، على بعد 65 ميلًا شمال ميناء مومباسا، بين أحراش كثيفة الخضرة. يُعتقد أنها مستوطنة بُنيت في القرن الثاني عشر، ولها سمات متقدمة، مثل توافر الماء والمراحيض. 

عثر علماء آثار على مزهريات صينية من عهد سلالة مينغ، وزجاج من البندقية، في مؤشر إلى أنها كانت مركزًا تجاريًا مهمًا. بعد خمسة قرون، ما زال النزوح منها لغزًا مغلقًا.

تيرميسوس (تركيا)
إنها مدينة واقعة على قمة جبل ارتفاعه 1000 متر، شبّهها الإسكندر المقدوني بعشّ النسر. وعلى الرغم من حصار فرضه عليها في عام 333 قبل الميلاد، فإنه عجز عن فتحها. أشهر معالمها مسرح روماني يتسع لنحو خمسة آلاف شخص. هُجرت هذه المدينة في عام 200 بعد الميلاد، بعدما دمّر زلزال قناتها لجر الماء.

موهينجو- دارو (باكستان)
أُنشئت هذه المدينة في عام 2500 قبل الميلاد في وادي أندوس. من سماتها الحضرية شبكة من الشوارع، ومنظومة معقدة لمياه الصرف، ويبدو أنها كانت بلا قصور أو معابد أو نُصب. 

ازدهرت بعدد سكان وصل إلى 40 ألف شخص، يعتاشون على السهل الخصيب والتجارة مع بلاد ما بين النهرين. لكن أسباب سقوطها، ابتداء من عام 1900 قبل الميلاد، ما زالت غامضة.

بريبيات (أوكرانيا)
بعد كارثة مفاعل تشيرنوبل النووي في عام 1986، وانتشار الإشعاع النووي في الجو، أُخليت بلدات عدة قريبة من المفاعل، بينها بلدة بريبيات، التي كان يسكنها 49 ألف شخص، وبُنيت لإسكان عمال المفاعل. 

بعد مرور أكثر من 30 عامًا على الكارثة، صارت المدينة مأهولة بالغزلان والظبيان والخنازير الوحشية والذئاب والسنانير البرية وغزلان الموظ. يمكن الآن زيارة المدينة، لكن يخضع الزائر للفحص قبل أن يغادرها، خوفًا من تلوثه بالإشعاع النووي.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:
https://www.theguardian.com/science/2018/feb/25/lost-cities-of-the-world-angamuco-pripyat-termessos-gedi-mohenjo-daro-the-five