«إيلاف» من القاهرة: تعرضت مصر لانتقادات دولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، واستنكر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ما وصفه "بمناخ الترهيب السائد" في مصر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الشهر وقال إنه مشوب بعمليات اعتقال وتعذيب و"إسكات" لوسائل إعلام مستقلة، بينما انتقد وفد المفوضية الأمريكية للحريات الدينية الدولية الذي يزور مصر حاليًا، اعتزام البرلمان وضع عقوبات جديدة ضد ما يعرف بـ"ازدراء الأديان".

وشجبت مصر هذه الانتقادات، معتبرة أنها "مغلوطة وتعكس تجاهل شديد لحجم ما تحقق على صعيد تعزيز حقوق الإنسان"، متهمة الأمير زيد بن رعد الحسين، بدعم جماعة الإخوان المسلمين، بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان.

تواجه مصر انتقادات دولية بسبب سجل حقوق الإنسان، و استنكر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، ما وصفه بـ "مناخ الترهيب السائد" في مصر قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الشهر.

وقال رعد في تقرير له عن حالة حقوق الإنسان في مصر، إن "المرشحين المحتملين تعرضوا، كما أفيد، للضغط للانسحاب من السباق الانتخابي من خلال طرق منها الاعتقالات".

 وأضاف أن "القانون يمنع المرشحين ومؤيديهم من تنظيم المسيرات، كما تم إسكات وسائل الإعلام المستقلة مع الحجب الكامل لأكثر من 400 موقع لوسائل إعلامية ومنظمات غير حكومية".

وذكر مفوض حقوق الإنسان بأن مكتبه "ما زال يتلقى تقارير تشير إلى الاستهداف المستمر للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين وناشطي المجتمع المدني وداعمي جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى تقارير عن حدوث تعذيب أثناء الاحتجاز".

وقال إن "المصريين لديهم تطلعات للعيش في بلد ديمقراطي حر وجامع"، وحث على احترام حرياتهم وحقوقهم الأساسية بشكل أكبر. وأشار إلى الدعوات التي وجهتها مصر، مؤخرا، لعدد من خبراء حقوق الإنسان لزيارتها، ودعا المفوض السامي السلطات المصرية إلى الانخراط في المناقشات مع مكتبه.

وبالمقابل، استنكرت وزارة الخارجية المصرية بشدة، ما وصفته بـ""الادعاءات الواهية الواردة في تقرير المفوض السامي لشؤون حقوق الإنسان زيد بن رعد بشأن مصر"، مشيرة إلى أن "ما تضمنته من سرد لوقائع مختلقة ومغلوطة تعكس تجاهل شديد لحجم ما تحقق على صعيد تعزيز حقوق الإنسان في مصر".

وأضاف وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، إن تشعر بـ"الاستغراب الشديد من الزج بالانتخابات الرئاسية المقبلة في تقرير المفوض السامي، استنادا إلى معلومات يعترف المفوض السامي نفسه بأنها "مزعومة"، معربة عن استنكار مصر من محاولة النيل من مصداقية ونزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة دون دليل أو معلومات موثقة.

وتساءلت: ما مسئولية الدولة عن انسحاب مرشحين محتملين طواعية أو لعدم قدرتهم على استكمال أوراق الترشح؟، مضيفة أن "ما يتم اتخاذه من إجراءات قانونية ضد أي فرد استند إلى مخالفات قانونية تم اقترافها، وتم التعامل معها وفقا لإجراءات قانونية سليمة وفى إطار من الشفافية والوضوح".

وقالت وزارة الخارجية: "من المؤسف اعتماد المفوض السامي على تقارير مرسلة ومسيّسة تصل إلى مكتبه، دون أن تكلف عناء التحقق منها أو من مصادرها".

 واتهمت الخارجية المصرية بدعم جماعة الإخوان، وقالت في بيانها: "من غير المقبول الدعم المبطن في تصريحات بن رعد لجماعة إرهابية ارتأي المفوض السامي أن ينبري في الدفاع عن أعضائها أو المتعاطفين معها بدعوي الدفاع عن حقوق الانسان، فضلا عن استمرار الاتهامات المغلوطة بشأن وضعية المنظمات غير الحكومية والإعلام، رغم ما تتمتع به مؤسسات المجتمع المدني من دور ووضعية كشريك أساسي في عملية التحول والتطوير التي تشهدها مصر".

ودعت وزارة الخارجية، المفوض السامى لشئون حقوق الإنسان إلى الكف عن مهاجمة الدولة المصرية دون وجه حق، وأن يعتمد بدلا من ذلك نهجا يقوم على المهنية والموضوعية، والالتفات إلى حجم التقدم المحرز على صعيد التحول الديمقراطي، والى حرص الدولة المصرية على إرساء قاعدة حقوقية واسعة وفقا للدستور واستنادا لقناعة راسخة بأهمية اللارتقاء بمفاهيم وقيم حقوق الإنسان، وما تم تحقيقه من تقدم في مجال احترام حرية الاعتقاد وتعزيز مفهوم المواطنة والمساواة بين المواطنين وضمان توفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي هي جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان.

ويزور وفد المفوضية الأمريكية للحريات الدينية الدولية، مصر حاليًا، وعقد لقاءات مع مسؤولين في المجلس القومي للمرأة. وحصلت "إيلاف" على كواليس الاجتماع الذي عقدته اللجنة مع نواب في البرلمان، وتساءل أحد أعضاء الوفد، عن تضمين القانون المصري مادة بشأن تجريم ازدراء الأديان، وردت النائبة القبطية منال عازر، بالقول إنه لا يوجد حالات ازدراء للأديان في مصر في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن "القضايا الموجودة قديمة ونحن في دولة يحكمها القانون".

وأضافت في كلمتها أمام الوفد: "لأول يكون في مصر رئيس لكل المصريين، وأصبحنا نحصل على أجازات أيام الأعياد بعدما كان أبناؤنا يؤدون الامتحانات في أيام الأعياد"، وتابعت: "الآن أصبح لدينا رئيس يأتي إلينا في الكنيسة "ليعيد علينا" ويشاركنا العيد"، منوهًا بأن "الرئيس السيسي يهتم بكل الملفات وليس ملف واحد وهو الملف الديني ولكنه يعطى اهتمام لجميع القضايا والمشكلات".

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، طارق رضوان، خلال اللقاء: إننا في مصر لا نفرق بين مسلم أو مسيحي، لكن هناك فجوة بيننا وبين الغرب، لاسيما أن الأخير مصمم على رؤيته، بأن القاهرة بها أماكن خاصة بالمسلمين وأخرى خاصة بالمسيحيين".

وأضاف: "نحن في مصر نسيج واحد، وعندما قامت ثورة 25 يناير وانتشرت الفوضى في الشوارع وخرج علينا البلطجية كنا جميعا يد واحدة ولم تظهر حالة فتنة طائفية واحدة".

وكشف أنه "رجل مسلم من أقصي الصعيد ولدي عادات وتقاليد، وبالرغم من ذلك فأنا متزوج من مسيحية أرثوذوكسية، وهذا ما يؤكد أن ليس بمصر أي إزدراء للأديان ونحن جميعا نسيج وطني واحد".

ويذكر أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستجرى في الخارج أيام 16 و17 و18 مارس الجاري، أما في الداخل فسوف تنظم من 26 إلى 28 من الشهر نفسه.

وينافس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرشح واحد هو رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، وهو واحد من أشد مؤيدي السيسي، وكان يترأس حملة باسم "مؤيدون" لدعم ترشح السيسي لولاية رئاسية ثانية، حتى قبل إعلان ترشحه وقت يسير.