ألقت الثلاثاء الماضي أجهزة الأمن المصرية القبض على عدد من مشجعي النادي الأهلي من رابطة "ألتراس أهلاوي" عقب انتهاء مباراة النادي الأهلي مع نظيره الغابوني مونانا في دوري أبطال أفريقيا.

وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية إن عددا من الألتراس كانوا يحاولون الدخول إلى الاستاد لحضور مباراة الأهلي مع مونانا الغابوني بالمخالفة للأعداد التي حددتها الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع الاتحاد المصري لكرة القدم. وقال مصدر في ستاد القاهرة إن الجماهير حطمت بعض مقاعد المدرجات، وخرجت عن "السلوك الرياضي" عقب المباراة، رغم فوز النادي الأهلي بأربعة أهداف نظيفة.

من جانبها، أصدرت رابطة "ألتراس أهلاوي" بيانا أكدت فيه على أن الوجود في ستاد القاهرة الدولي كان لتشجيع الفريق فقط، وأن الرابطة ليست لها علاقة بأي أمور أخرى.

وذكر شهود عيان أن بعض الجماهير رددت هتافات تطالب "بالحرية" عقب المباراة، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات مع قوات الأمن التي كانت تأمن المباراة، وأُلقى القبض على العشرات من أعضاء رابطة ألتراس أهلاوي المحظورة بموجب حكم قضائي سابق صدر في مايو/آيار 2015، وجرى اقتيادهم إلى النيابة العامة للتحقيق في الواقعة.

وبموجب الحكم السابق أصبح جرما رفع اللافتات الضخمة الخاصة بروابط الألتراس، أو ترديد هتافاتهم، أو أداء أي من الأنشطة التي اعتادوا على ممارستها خلال المباريات.

فمن هم الألتراس وما هي حكايتهم في مصر؟

كلمة ألتراس تشير للولاء والحب المفرط وفي كرة القدم هي مجموعة تشجيعية تحرص على تشجيع الفريق أو الكيان الذى تتبعه والتنقل معه أينما حل وارتحل، وتردد شعاراته وأغانيه وتحمل الألوان الخاصة بالفريق.

https://www.youtube.com/watch?v=0CzMw8pLN-8

وتقوم مبادئ الأتراس في كل مكان على ما يلي:

  • ممنوع التوقف عن التشجيع خلال المباراة
  • ممنوع الجلوس خلال المباراة
  • يجب السفر وراء الفريق أينما حل وحضور أكبر عدد ممكن من المباريات
  • ممنوع تلقي تمويل من أحد

وعن بدايتهم في مصر يقول محمد أبو علي أول كابو للألتراس: "فكرنا في عمل مجموعات تشجيع على غرار تلك الموجودة في دول المغرب العربي فكان ألتراس أهلاوي الأول في مصر وجاء أول ظهور له في مباراة الأهلي وإنبي في الدوري الممتاز في أبريل/نيسان عام 2007."

وعن ذلك يقول وليد الكاشف مدير أمن ستاد القاهرة السابق وصاحب أول دكتوراة عن الأتراس تم منعهم حينئذ من دخول الستاد لأنهم كانوا يحملون لافتة كبيرة جدا وعندما تم فتحها وجد بها شعار الأهلي وقد سمح لهم بالدخول بعد بداية المباراة بـ 17 دقيقة.

ويضيف الكاشف: "كان عددهم صغيرا جداً، لا يتجاوز 2500 شخصاً لدى بداية الألتراس ويصل عددهم حاليا لنحو مليون في كل أنحاء مصر".

ويقول اللواء سيف الإسلام عبد الباري مساعد أول وزير الداخلية المصري والمسؤول السابق عن تأمين الملاعب: "إن سلوكهم تغير بعد 25 يناير/كانون ثاني 2011 فقد كان هناك تنسيق معهم قبلها في عملية حضور المباريات".

ثورة 25 يناير

شارك أعضاء الألتراس في ثورة يناير 2011 كما شاركوا في "موقعة الجمل" وأحداث "محمد محمود".

ودخلت روابط الأتراس في خلافات مع الأمن والإعلام في مصر حيث تم توجيه الاتهام لهم بتلقي تمويلات، وهو الأمر الذي نفته مصادر الأتراس مؤكدة أنها تمول نفسها ذاتيا من خلال منتجاتها من التيشيرتات والكؤوس التي تحمل شعار فريقهم وغيرها من وسائل التشجيع فضلا عن الألبومات التي تصدرها.

آراء من الشارع المصري حول تظاهرات الألتراس

كما وجهت لهم الاتهامات بأنهم مجموعات من الشباب العاطل، وقد رد الكاشف قائلا إن 80 بالمئة من الأعضاء متعلمين كما قالت مصادر الألتراس إن الروابط تضم شبابا من مختلف الطبقات من عشاق كرة القدم.

وتعرض الألتراس لأحداث مؤسفة أبرزها كارثة ستاد بورسعيد في فبراير/شباط 2012 التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي، فضلا عن مأساة استاد الدفاع الجوي عندما أغلقت أبواب الاستاد أمام أعضاء رابطة وايت نايس من مشجعي نادي الزمالك وهي الأحداث التي راح ضحيتها 22 من مشجعي الزمالك.

وفي مايو/آيار 2015 صدر حكم باعتبار روابط الألتراس إرهابية وحظرها، فيما يرى أعضاء الألتراس أن "المدرج هو معنى الحياة."