«إيلاف» من لندن: فيما اعلن في بغداد اليوم عن تفكيك خليتين للاتجار بالبشر والجنس وانقاذ خمس فتيات من براثنهما وتقديم عناصرهما الى المحاكمة فقد كشف القضاء العراقي عن اقوال احداهن التي اوضحت كيفية استدراجها عبر شبكة التواصل الاجتماعي لتقع فريسة لعصابة تتاجر بالجنس .

فقد فككت القوات الأمنية بالتعاون مع القضاء عصابة خطيرة استدرجت فتيات عبر مواقع التواصل

الاجتماعي بحجة الزواج من أجل خطفهن واستغلالهن جنسياً. وروت إحدى الضحايا، قصة استغلالها جنسيا منذ بداية تعرفها على شاب عبر شبكة الانترنت.

نور تروي كيف استدرجها احمد

وقالت نور ذات السبعة عشر ربيعاً في اقوالها التي نشرتها صحيفة "القضاء" الناطقة بأسم السلطة القضائية العراقية واطلعت عليها "أيلاف" انها تعرفت على شاب عبر فيسبوك لم تر بوسامته وكلماته العذبة أحدا من رجال مدينتها، وكأنها لو كانت تتحدث إلى رجل من الأحلام.

وأضافت "كل ما حل بي بسبب الهاتف المحمول، فبعد أن وافق أبي على أن اشتريه؛ هممت بتحقيق أحلامي الغبية بتنزيل برامج التواصل وإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة".

واسترسلت وقد اطمأنت بعد مساحة من البكاء "صدقني كانت هذه البرامج مثل تحقيق الأحلام يوم أنزلتها، كأني ملكت كل شيء ولم أكن أعرف أنها هي التي سترميني في جهنم".

وتكمل نور "على الفيس بوك كنت أتلقى عشرات طلبات الصداقة إلا أن أبي الذي كنت قريبة منه جدا ينصحني بان اقتصر بالتواصل على قريباتي وصديقاتي، وهذا بالفعل ما فعلته في البدء؛ حتى دفعتني

الرغبة بالتعرف أكثر على ما في عالم موقع التواصل الاجتماعي فقبلت دعوة إلى مجموعة عندما راجعتها وجدت أعضاءها على الأغلب من الطلاب والطالبات ومعهم بعض الأساتذة الجامعيين".

"كانت المجموعة عبارة عن محادثات -تواصل نور- بين الأعضاء، وكانت المواضيع عن أحلام الشباب وتطلعاتهم ودراستهم ، شعرت أني أمام نخبة يستحيل أن أجد مثيلا لها في مدينتي الجنوبية والريفية، وصرت لا أفعل شيئا في أيامي إلا مبادلة أعضاء المجموعة الأحاديث والنقاش".

استدراج الضحية

وتروي قائلة "استمر هذا الأمر لأسبوعين؛حتى تحدث لي أحد أفراد المجموعة بشكل خاص، كان مؤدبا ورائعا بالكلمات التي بدأ بها بالتعرف، ولأني تحدثت معه سابقا ضمن المجموعة لم أجد مانعا من الحديث معه ومبادلته التعارف". في الثانية والعشرين من العمر يدرس الهندسة هكذا أخبرني عن نفسه، ولمعرفته بشكل أكبر انتقلت إلى صفحته الشخصية للإطلاع على منشوراته وصوره، وجدت بالفعل كما يقول فكل ما ينشره يختص بالهندسة الكهربائية المجال الذي يدرسه، ولكن الأهم هو ما رأيته في خانة

الصور". وتوضح "الصور هي التي جذبتني" سألتها كيف "ملأ الخجل والغضب وجهها وقالت بقوة "لم أر قبل ذلك بجماله أحد شعرت أنني كأني بطلة فيلم وأتحدث إلى أحد نجوم السينما".

لم يستمر الحديث مع "أحمد" كما بدأ تروي "نور" فبعد أيام صارحني أنه ومنذ اليوم الأول أنشد إلى لما رآه من جديتي وثقافتي وأنه لطالما حلم بفتاة تحمل ما أحمله من الجمال والثقافة والتطلعات الواسعة في الحياة". وعلقت قائلة "سحرتني كلماته .. نعم لم أكن بوعيي ولم أستطيع مقاومة تأثير ما كان يقوله لي، ملأ خانة الرسائل بصوره الشخصية في بيت أهله الجميل ومع سيارته الفخمة وفي أماكن لم أكن أتصور أن في العراق مثلها".

لم أتردد بالموافقة على طلبه بإرسال بعض صوري الشخصية له، فأحمد ليس صديقي فحسب بل أنا موضع كل أسراره وصاحبة القرار على كل تحركاته وأعماله، صرنا نتبادل الصور ونتواصل في كل وقت وبكل وسيلة". وتضيف "لم أكن أعيش إلا معه رغم أني لم أره؛ كنت أكمل كل ما عليه فعله في البيت والمدرسة فقط من أجل أن أتحدث معه، قطعت حوالي تواصلي مع كل من أعرفهم وحتى مع أفراد عائلتي كنت أريهم نفسي فقط من أجل أن لا يشعروا بشيء".

لم يكن ما بيننا حباً؛ بل هو شيء أكبر "تكشف نور" رسمنا بمحادثاتنا الهاتفية كل حياتنا القادمة، ولأني أعرف باستحالة أن تقبل عائلتي بأن أرتبط بشاب من خارج العشيرة ومن بغداد، اتفقنا أن أهرب إليه بعد أن أراني صورة بيتي الذي أعده لي وتحدثت إلى أمه وأبيه".

الهروب

قضيت تلك الليلة ومن غير أن يشعر أحد من عائلتي بجمع كل أغراضي ومستمسكاتي الشخصية في حقيبتين، تكمل "نور" وبمجرد خروج أبي وأخوتي إلى العمل وخروج أمي للتسوق، تركت البيت واتجهت إلى بغداد، حيث ينتظرني أحمد الذي وضع لي خطة الهروب وكان معي خطوة بخطوة عبر الهاتف". وقالت "لم أكن أشعر بأني أقترف أي خطأ فأنا أفعل ما يصنعه العاشقون، وصلت بغداد فطلب مني أحمد أن أستقل سيارة أجرة إلى منطقة الدورة حيث بيت أهله؛ وما أن وصلت للمكان الذي كان يدل السائق به عبر الهاتف، وفي شارع عام طلب أن أترك السيارة وبعدها بدقائق التقيت وللمرة الأولى بأحمد".

تضيف "انتقلت وإياه بعد مسير دقائق لمنطقة سكنية وفيها دخلنا أحد البيوت، وما أن تفحصت غرفه الفارغة والمختلفة عما رأيته في الصور التي كان يبعثها لي بدأت بالخروج من الشعور الذي عشته لشهور معه". وتقول "طلب مني أني أعطيه هاتفي المحمول .. لم أرفض لكنه انتزعه من يدي، وقام بتفكيكه وطلب مني الدخول إلى أحد غرف البيت، وقام بإغلاقها وسمعت وقع أقدامه وإغلاق البيت أنه خرج وتركني في الغرفة المغلقة".

ساعات قضيتها لا أعرف كيف أصفها حتى بدأت أصوات أبواب البيت بالانفتاح، ومنها بابا الغرفة التي كنت محتجزة فيها، لكنه ليس "أحمد" هذا رجل خمسيني العمر وخلفه مجموعة من الرجال، دخل الغرفة لوحده وطلبني لممارسة الجنس، صرخت ورفضت لكنه أخبرني أنه سيحصل على ما يريد مهما فعلت".

توضح نور "لم أكن أقوى على مقاومته، فعل كل شيء يريده ومن غير مشيئتي، وخرج بعد أن أغلق الغرفة مرة أخرى، لأبقى مع كل ما فعلته بنفسي، لوحدي قضيت ذاك اليوم الذي شعرت أنه آلاف

الساعات وفي اليوم الثاني جيء بفتاة أخرى من قبل آخرين وهكذا ولمدة أربعة أيام صرنا أربع فتيات في البيت تتشابه مع بعض الاختلافات قصصنا". وتشير "سبع أيام قضيتها قبل أن تداهم البيت قوات أمنية وتفرج عنا".

مداهمة

من جانبه قال قاضي التحقيق الذي ينظر القضية "أننا وبعد تقديم أهل الضحية بشكوى للأجهزة الامنية، فقد تم وعبر مراقبة دقيقة للهواتف والحسابات التي وجدت في الحاسبة الشخصية لإحدى الفتيات التوصل إلى هذا البيت".

ويضيف القاضي "بعد إفادة الضحية والثلاثة اللاتي كن معها استطاعت قوى من جهاز الأمن الوطني إلقاء القبض على جميع أعضاء الشبكة وصدقت أقوالهم بالاعتراف أمام المحكمة وهم في طور التحقيقات ليلقوا الحكم العادل جراء ما اقترفوه".

اعتقال عصابة تتاجر بالبشر

وبالتزامن مع ذلك القت مفارز مفتشية وزارة الداخلية القبض على عصابة تمتهن الاتجار بالبشر في منطقة الدورة جنوبي بغداد ، وضبطت بحوزتهم فتاة بعمر 18 عاماً معدة للبيع.
واشارت وزارة الداخلية في بيان صحافي ان عملية القاء القبض جاءت بناءً على أمر قضائي ووفق معلومات دقيقة ، حيث قامت مفرزة من مكتب المفتش العام للوزارة بنصب كمين للعصابة المكونة من أربعة أشخاص في منطقة الميكانيك التابعة لقضاء الدورة ببغداد والقت القبض عليهم متلبسين باحتجاز فتاة بعمر 18 عاماً، بغية بيعها واستغلالها لأغراض البغاء والاتجار بالبشر.
واوضحت الداخلية "ان الفتاة افادت بأنه تم خطفها وبيعها للعصابة التي تنوي بيعها لآخرين واستغلالها لأغراض منافية للأخلاق".

جدير بالذكر ان السلطات العراقية تعلن بين الحين والاخر اعتقال عصابات تتاجر بالبشر وباعضائهم مؤكدة تصميمها على مكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة الخارجين على القانون.