نصر المجالي: في المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمعه مع نظيره البريطاني بوريس جونسون، يوم الخميس، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الرياض ولندن اتفقتا على ردع إيران. 

وأعرب وزير الخارجية البريطاني خلال ترحيبه بصديقه عادل الجبير، بأن "صاحب السمو الملكي ولي عهد السعودية اختار زيارة بريطانيا خلال أول زيارة رسمية يقوم بها إلى الخارج".

وقال جونسون: هذه مرحلة ذات أهمية بالغة في السعودية، في الوقت الذي تطبَّق فيه إصلاحات طموحة غايتها التجديد الاقتصادي والاجتماعي.

وأضاف: خلال الشهور التسعة منذ مبايعته وليا للعهد، شهدنا تغييرات كان يصعب تخيلها حتى قبل بضع سنوات قليلة. وكشريك قديم العهد للسعودية، سوف تبذل بريطانيا كل ما في وسعها لدعم هذه الإصلاحات والمساعدة في تحقيق الطموحات التي تشملها رؤية 2030.

وتابع وزير الخارجية البريطاني: لقد رجعنا للتو من داوننغ ستريت، حيث عقدنا اجتماعات ممتازة مع رئيسة الوزراء ومع صاحب السمو الملكي بعد ظهر اليوم، وأعتقد بأن هذه المناسبة تبشّر بانطلاق حقبة جديدة من علاقات الصداقة بيننا، ذلك لأن اتساع نطاق وطموح رؤية 2030 يتيح تطوير علاقاتنا لتشمل التعاون بمجالات التعليم والرعاية الصحية والثقافة والرياضة والتكنولوجيا، ووذلك يصاحبه خلق فرص جديدة للشركات البريطانية وتوفير فرص العمل وتحقيق النمو هنا في بريطانيا.

تعاون مميز

وقال جونسون: ويسرني أننا توصلنا لاتفاق على تعاون مميز سوف يفضي إلى استثمارات سعودية جديدة في بريطانيا وفي شركات بريطانية تبلغ 65 مليار جنيه إسترليني، أي 100 مليار دولار، على مدى السنوات العشر القادمة. وذلك بمثابة تعبير عن الثقة بمدينة لندن باعتبارها مركزا ماليا رائدا في العالم.

واشار إلى أن "محادثاتنا ركزت اليوم على كيفية استغلال المملكة المتحدة لخبرتها الرائدة عالميا لدعم الإصلاحات في السعودية، وكيفية عملنا معا لإنهاء الصراع المأساوي في اليمن".

صراع اليمن

وقال وزير الخارجية البريطاني: من الضروري إنهاء هذا الصراع المروع الذي تسبب بالكثير جدا من المعاناة الإنسانية. بريطانيا تؤيد حق السعودية بالدفاع عن أمنها الوطني في مواجهة اعتداءات صاروخية قادمة من اليمن، والكثير منها استهدف مدن المملكة، بما فيها الرياض.

ونوه إلى أن أي حل لهذا الصراع يجب أن يضمن ألا تتعرض السعودية لأي تهديد أمني يأتيها عبر الحدود. وقد اتفقنا اليوم على تعزيز تفتيش الأمم المتحدة للسفن لضمان أن تظل كافة موانئ اليمن مفتوحة أمام المساعدات الإنسانية والسلع التجارية التي يحتاجها شعب اليمن حاجة ماسّة.

الحوثيون

وشدد جونسون: كما نطالب الحوثيين بأداء ما عليهم عمله والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا عراقيل للمناطق التي يسيطرون عليها. وسوف نضاعف، نحن في المملكة المتحدة، جهودنا لدعم العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، ونأمل دعوة نظرائنا من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة إلى اجتماع قبل نهاية شهر مارس لضمان أن نحقق - عادل وأنا - مزيدا من التقدم تجاه التوصل لحل سياسي، والذي نعتقد بأنه حيوي جدا.

وقال: يسعدني أيضا بأن السعودية سوف تضع خطة لإعادة إعمار اليمن بعد تسوية الصراع.

وختم قائلا: تمر السعودية بمرحلة من التغيير، وكذلك هي الحال بالنسبة لشراكة بريطانيا مع المملكة لما هو لصالح أمن وازدهار كلا مملكتينا طوال سنوات عديدة قادمة.

ايران 

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن السعودية اتفقت مع بريطانيا على ردع إيران ووقف دعمها للإرهاب. وقال الجبير:"دعمنا الحوار السياسي في اليمن"، مضيفا أن جماعة "أنصار الله" ضربوا عرض الحائط بكافة محاولات التوصل لحل سياسي في اليمن، حسب صحيفة عكاظ السعودية.

وأشار الجبير إلى استمرار السعودية في تقديم المساعدات الإنسانية إلى اليمن. 

وأكد الجبير أهمية العلاقات التي تجمع المملكة العربية السعودية بالمملكة المتحدة، واصفا إياها بالتاريخية في مختلف المجالات. وأوضح أنه تم إجراء مشاورات مكثفة حول عدة ملفات والتحديات التي تؤثر على الاستقرار في المنطقة، والتأكيد على ضرورة ردع إيران ووقف نفوذها وسياساتها المزعزعة للاستقرار.

وقال: " نعمل سوياً على تعزيز التعاون في ملفات أخرى من أجل تقديم أفكار حول عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز التعاون في مجال الأمن".

ليس خارا سعوديا

وأكد الوزير الجبير أن الحرب في اليمن ليست حرباً من اختيار المملكة العربية السعودية، وقال :” هذه ليست حربا من اختيارنا بل فرضت علينا”. وبين أن الحوثيين نهبوا ما يفوق 4 مليارات دولار من المصارف المركزية في اليمن ويعملون على التهريب والسيطرة على شركات الاتصالات من أجل تمويل حربهم.

وعن عدم جدية ميليشيا الحوثي في الحوار، ذكر أن أكثر من 70 اجتماعاً عقدت إلا أن الحوثيين ضربوا بها عرض الحائط، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية لا توجد لديها أي أطماع في اليمن، بل إن المملكة أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية في اليمن.

رؤية المملكة

وعن رؤية المملكة العربية السعودية، قال الجبير: "إن معظم المجتمع السعودي من الشباب دون سن الثلاثين، وأعداد كبيرة منهم قد توجه للدراسة في أماكن مختلفة من العالم، بدءًا من اليابان وصولاً للولايات المتحدة في تخصصات مختلفة، ودورنا كحكومة هو أن نساعدهم على تحقيق مساعيهم وطموحاتهم وهذا الأمر يمكن أن يتحقق إذا انخرطنا في تنويع اقتصادنا بعيداً عن النفط، ومن أجل تحقيق رؤيتنا لابد أن نتمتع بالشفافية والكفاءة، وهذا جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030، التي تشمل عملية هيكلة لمعظم المؤسسات الحكومية لمواكبة تحديات هذه المرحلة".