مراكش: فوجئ رشيد إيلال صاحب كتاب «صحيح البخاري، نهاية أسطورة»، السبت، بمصادرة مؤلفه من إحدى المكتبات بمراكش (جنوب المغرب)، بقرار قضائي صدر قبل ثلاثة أشهر تقريبا، إلا أن مؤلف الكتاب لم يعلم بإصدار القرار من طرف القضاء الإستعجالي. 

وكانت المحكمة الإبتدائية بمراكش (جنوب المغرب) أصدرت قرارا يقضي بحجز نسخ كتاب «صحيح البخاري، نهاية أسطورة» لصاحبه رشيد أيلال من إحدى المكتبات الموجودة بالمدينة، معتبرة أن هذا القرار مشمول بالتنفيذ المعجل بقوة القانون مع تحميل الخزينة العامة للمملكة الصائر. 

وجاء في قرار المحكمة أنه «بناء على طلب مقدم من طرف والي جهة مراكش آسفي (محافظ) بتاريخ 7 نوفمبر الماضي، و الذي عرض فيه أنه تبعا للإجتماع المنعقد بمقر جهة مراكش آسفي يوم الإثنين 30 أكتوبر الماضي، ولمحضر المعاينة المنجز من طرف اللجنة الإقليمية لمراقبة نقط بيع الكتب والإصدارات، بخصوص كتاب «صحيح البخاري، نهاية أسطورة» لمؤلفه رشيد ايلال والذي تتضمن صفحاته مسا بالأمن الروحي للمواطنين و المخالفة للثوابت الدينية المتفق عليها، والتمس تبعا لذلك الأمر إجراء حجز الكتاب المذكور». 

وفي نفس اليوم الذي تقدم فيه والي جهة مراكش - آسفي بطلب حجز الكتاب، أي في 7 نوفمبر، تم صدور حكم استعجالي بحجزه من مكتبة واحدة بالمدينة، في حين ظل يباع بشكل عادي في ثلاث مكتبات في مراكش، بالإضافة لباقي المدن المغربية. 

وجاء في القرار الصادر عن المحكمة أنه استنادا على مقتضيات المواد 71 و104 و 106 من القانون رقم 88,13 المتعلق بالصحافة والنشر، وبالرجوع إلى ظاهر وثائق الملف يتبين بأن الطلب جاء وفقا لأحكام القانون المذكورة، معتبرا أنه مبرر بما يكفي قانونا.

من جهته، قال إيلال في معرض تعقيبه على القرار لـ «إيلاف المغرب» إنه لم يفهم بعد خلفيات هذا القرار الذي اعتبره مفاجئا وغريبا، سيما وأن الكتاب تمت مصادرته في مكتبة واحدة فقط بالمدينة، وتركه يباع في ثلاث مكتبات أخرى، دون أن يتم حجزه منها. 

وأضاف صاحب الكتاب أنه لم يكن يعلم بأمر الحجز نهائيا إلا بعد أن توجه للمكتبة التي صودر منها الكتاب «صحيح البخاري، نهاية أسطورة» ليسأل عن نسبة المبيعات حيث تفاجأ بصاحب المكتبة يخبره أن الكتاب تمت مصادرته في نوفمبر الماضي، بقرار قضائي مستعجل، وهو ما استغرب له الكاتب، متسائلا عن عدم إخباره بالحكم الصادر ضده.

وتساءل ايلال عن صلاحية والي الجهة (المحافظ) في منع كتاب عن الإمام البخاري الذي جاء بعد 200 سنة من وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، معتبرا أنه كان الأولى أن يصدر القرار عن المجلس العلمي المخول له التدخل في الشؤون الدينية والروحية. 

أكد أيلال أنه سيطعن في الحكم الصادر ضده عبر استئنافه امام المحكمة المختصة، معربا عن نيته في التعريف بمضمون كتابه ومرحبا بكل الأفكار التي تنتقده دون المس بشخص صاحبه. 

وكان كتاب «صحيح البخاري، نهاية أسطورة» قد خلف جدلا قويا منذ صدوره في أكتوبر الماضي، بين من أيدوه و بين من عارضوه واعتبروه تطاولا على الإمام البخاري و أحاديثه، التي اعتبرها مؤيدو الكتاب ليست مقدسة وقابلة للنقد لأنها مجهود بشري.