الأمم المتحدة: يخشى دبلوماسيون أن يؤدي لجوء روسيا الى الفيتو مجددا لاعتراض مشروعي قرارين تقدمت بهما الولايات المتحدة حول سوريا أمام مجلس الامن الدولي الى قيام واشنطن بشن غارات جديدة على هذا البلد.

استخدمت روسيا حق النقض 11 مرة حتى الان لدعم حليفتها سوريا والحؤول دون فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد أو فتح تحقيق حول ارتكاب جرائم حرب او استخدام أسلحة كيميائية.

وتسود تكهنات بفيتو روسي ثاني عشر حول سوريا بعدما تقدمت الولايات المتحدة الاثنين بمشروع قرار لوقف اطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في دمشق والغوطة الشرقية المحاصرة قرب العاصمة السورية.

ومشروع القرار الاميركي رد على فشل تطبيق وقف انساني لاطلاق النار قررته الامم المتحدة ودعمته روسيا التي تشارك القوات الحكومية السورية في عمليتها ضد الغوطة معقل الفصائل المعارضة.

وأدت العملية الى مقتل اكثر من 1100 مدني منذ بدئها في اواسط فبراير الماضي. وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار ثان حول استخدام أسلحة كيميائية الا ان دبلوماسيين قالوا ان المفاوضات حوله مع روسيا امام حائط مسدود.

وحذرت سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي من ان بلادها مستعدة للتدخل في سوريا "اذا اضطرننا الى ذلك"، من أجل التصدي لاستخدام الاسلحة الكيميائية و"المعاناة غير الانسانية".

وقالت هايلي الاثنين "عندما تفشل الاسرة الدولية باستمرار في التدخل، تضطر بعض الدول الى التحرك بمفردها"، مضيفة "نحذر ايضا أي دولة مصممة على فرض ارادتها عبر الهجمات بالاسلحة الكيميائية والمعاناة غير الانسانية وخصوصا النظام السوري المارق: الولايات المتحدة تظل مستعدة للتدخل اذا اضطرت لذلك".

ولا يزال من غير الواضح ما اذا كانت الولايات المتحدة ستطرح مشروعيها أمام التصويت في مجلس الامن العاجز حتى الان عن تغيير مجرى النزاع في سوريا.

مشهد مألوف

وانذار هايلي تكرار للتهديد الذي وجهته أمام مجلس الامن في أبريل 2017 قبل أن يصدر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الامر بقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ بعد هجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة.

ويتحدث دبلوماسيون في الامم المتحدة علنا عن "مشهد مألوف" وعن أن الولايات المتحدة تعطي اشارات واضحة بانها تدرس عملا عسكريا في سوريا.

وهذه الانذارات تزيد الضغوط على روسيا. ويقول دبلوماسي رفض الكشف عن هويته في مجلس الامن ان "الروس يشعرون بالضغوط ويخشون ان يتدخل الاميركيون مجددا في سوريا بشكل أقوى".

وأشار دبلوماسي آخر في المجلس الى ان الذكرى السنوية لهجوم شيخون المصادف في الرابع من أبريل، يمكن ان يكون موعدا مؤاتيا لضربة أميركية.

ويقول خبير الشؤون السورية لدى معهد الامن الاميركي الجديد في واشنطن نيكولاس هيراس ان "الادارة الاميركية تلجأ الى سياسة التشهير والاحراج ازاء روسيا في مجلس الامن".

وتابع هيراس "انها مقدمة لنقاش أكبر مع روسيا حول ما سيحصل في مناطق اخرى من البلاد"، خصوصا في الجنوب الغربي حيث اتفقت الولايات المتحدة والاردن وروسيا على اقامة منطقة لخفض التوتر.

ومضى يقول "ما يقوم به ترامب الان هو تحديد موقف أولي كأن يقول ما تقومون به في الغوطة لا تفعلوه في أي مكان آخر. اذا حاولتم ذلك فستكون هناك عواقب".

واستدعى تحذير هايلي الى رد فعل قوي من موسكو الثلاثاء. فقد كان وزير الخارجية سيرغي لافروف حذر بعد الضربة الاميركية العام الماضي على قاعدة الشعيرات الجوية السورية "اذا تم شن هذا النوع من الضربات فان العواقب ستكون جدية جدا".

كما حذر رئيس الاركان الروسي الجنرال فاليري يراسيموف من "اجراءات للرد" في حال اصابة اي من الجنود الروس في ضربة أميركية. وتنشر روسيا قوات تؤمن دعما للجيش السوري في عمليته في الغوطة الشرقية.