«إيلاف» من القاهرة: قبل ساعات قليلة من بدء الانتخابات الرئاسية بالخارج، ووسط حالة من الترقب الكامل بالحكومة المصرية واللجنة الوطنية للانتخابات المصرية، ناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى، المصريين بضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، قائلًا:" الانتخابات سوف تجرى بشكل يليق بمصر"، وأضاف (خلال كلمته على هامش زيارته لمقر وزارة الداخلية أمس) :

" نزول المصريين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية يصب في مصلحة ومكانة مصر"، وخاطب السيسي المصريين قائلًا:" انتم عايزين تقدموا مصر إزاي للعالم، الفكرة مش انتخاب رئيس".

ونوه إلى أن نزول الشعب في 30 يونيو أعطى رسالة للعالم أجمع بأن ما يحدث إرادة شعب وليس إرادة جيش أو شرطة أو شخص، وهذا مما يصب في مكانة الدولة المصرية أمام العالم أجمع، ونزول المصريين للمشاركة في الانتخابات يكون دعمًا لمكانة الدولة المصرية، مؤكدًا أن ما تم إنجازه مجرد خطوة على الطريق. 

انتخابات شفافة

 وتابع : "أقسم بالله لما ينزل عدد وتلته يقول لا، أشرف من أن ينزل عدد قليل وكله يقول نعم، انزل وقول لا بس انزل، مش كتير على مصر نقف 3-4 ساعات علشان نقول رأيينا"، متعهدًا بإجراء الانتخابات بشفافية تامة، وتأمين المصريين خلال العملية الانتخابية، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي:" إنه يفضل نزول أعداد كبيرة من المصريين للانتخابات الرئاسية، ولا يصوتون له بثلث الأصوات، عن أن ينزل عدد أقل ويعطونه أصواتهم”، وأضاف الرئيس السيسي، خلال زيارته لمركز المعلومات وإدارة الأزمات بوزارة الداخلية اليوم، أن نتائج الانتخابات ستعلن بكل شفافية، وأن عدد الحضور وعدد من لم يصوت له سيجرى الإعلان عنهم بشفافية، وأكد "السيسي" أن نزول المصريين للانتخابات يمثل دعمًا للدولة ومشروعها، وأن الانتخابات الرئاسية ستتم بنزاهة تامة، مطالبًا الجيش والشرطة بتوفير الأمن الكامل للشعب للذهاب للجان الانتخابات بكل سهولة ويسر، تصريحات الرئيس عبد السيسي لحث المصريين للخروج للانتخابات، تأتي وسط نشوب حالة من تخوف الدولة والنظام السياسي المصري من عزوف الناخبين في الانتخابات الرئاسية، نتيجة لغياب ملامح المنافسة الحقيقية في السباق الانتخابي لتحولها لشبه استفتاء لغياب المنافس القوي للرئيس السيسي، مما يثير مخاوف الدولة من عزوف الناخبين عن الانتخابات الحالية، فبعض توقعات بحوث الرأي والاستطلاعات تشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لا تتجاوز الـ20٪، واعتبروا أن عزوف الناخبين قد يكون المنافس الوحيد للسيسي في تلك الانتخابات.

مجرد استفتاء 

من جانبه أكد الدكتور سعد الدين إبراهيم، الناشط السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يزال يتمتع بشعبية لحشد الناخبين، ولكن غياب المنافسة الحقيقية وتحول الانتخابات لاستفتاء على استمرار الرئيس في الحكم ،سيؤدي إلى عزوف المواطنين عن الذهاب للجان الانتخابية، باعتبار أن المشاركة بقوة لن تغير في الواقع أوالنتيجة النهائية، والناخب لا يدرك جيدا الكلام عن تحسين الصورة بالخارج.

وقال الناشط السياسي لـ”إيلاف" :" إن الرئيس السيسي لن يحقق نتائج انتخابات 2014، فمن المنتظر ألا تزيد نسبة الإقبال عن 30 %، وهذا أمر طبيعي مقارنة بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وأوضح الدكتور سعد الدين إبراهيم، أن غلاء المعيشة وتدهور الحالة الاقتصادية، والتضييق على الحريات كان له الأثر الكبير على تراجع شعبية الرئيس خلال الفترة الأخيرة مقارنة بشعبيته في بداية حكم البلاد عام 2014، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى رفض الناخبين وخاصة الشباب للأوضاع الحالية الصعبة، وسيتخذ القرار بعدم ذهابه للانتخابات.

رفض شعبي

في السياق ذاته، طالب الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي لمجلس النواب، الشعب المصري بالمشاركة في الانتخابات وتلبية نداء الرئيس السيسي؛ لما لذلك أهمية للرد على أهل الشر بالخروج وإجهاض مخطط الإخوان.

وقال عضو مجلس النواب لـ”إيلاف":" إن الانتخابات الرئاسية استفتاء على نجاح ثورة 30 يونيو، ورفض لوجود جماعة الإخوان وأنصارهم داخل المتجمع المصري، كما تعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة استفتاء حقيقي على شعبية الرئيس السيسي" .

مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي وراء مطالبة المواطنين بالخروج في الانتخابات، هو تحسين صورة الدولة بالخارج وإجهاض دعوات التخريب التي يقودها جماعة الإخوان وبعض الدول ضد مصر بالخارج، وأن صوت الناخب خير رد عملي وحماية للبلاد، متوقعًا مشاركة قوية من المصريين في الانتخابات القادمة.