الرباط: كشف خبير مغربي مختص في الوقاية من مخاطر الإنترنت والجريمة الإلكترونية أن الغالبية الساحقة من الأطفال والشباب المغاربة لا يتوفرون على أي معلومات بخصوص الجرائم الإلكترونية ومخاطر الإنترنت.

وقال يوسف بن طالب، رئيس المركز المغربي للبحث متعدد التخصصات والإبتكار بالرباط، في تصريح لـ«إيلاف المغرب» على هامش مشاركته في مؤتمر «دور تقنين المعطيات الشخصية في حماية القاصرين على شبكة الأنترنت»، الذي نظمته اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، أمس الأربعاء، بالرباط، إن 90 بالمائة من الأطفال والشباب المغاربة «ليست لهم معرفة بمخاطر الأنترنت والجرائم الإلكترونية»، معتبرا أن هذا الرقم يستدعي استنفارا وخطة سريعة لمعالجته. 

وأضاف بن طالب أن الدراسة الميدانية التي أعدها المركز حول استخدام الإنترنت من طرف الأطفال والشباب المغاربة، وجرى تقديم خلاصاتها في المؤتمر ذاته، تؤكد حقيقة حجم الخطر الذي يتهدد هذه الفئة على مستوى الشبكة العنكبوتية.

وتابع المتحدث نفسه موضحا أن الدراسة التي أعدها المركز بشراكة مع عدد من الجامعات المغربية، شملت عينة من 490 طفلا موزعين على تسع مدن مغربية مختلفة، و165 شابا موزعين بدورهم على ست مدن.

وأبرز بن طالب أن نتائج الدراسة الحديثة تبين أن 65 بالمائة من الأطفال والشباب المغاربة يقضون أقل من ساعتين في اليوم في الأنترنت، بشكل حر لا يخضع لأي نوع من الرقابة، معتبرا أن هذا الأمر يجعلهم أكثر عرضة لمخاطر الجريمة الإلكترونية، والتي من ضمنها الاستدراج والاستغلال الجنسي والتشجيع على التطرف.

وتصدرت مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي اهتمامات هذه الفئة من المغاربة، حيث إن موقع اليوتيوب كان الأكثر استخداما من بينها، بنسبة بلغت 79 بالمائة، متبوعا بموقع واتساب ب 58 في المائة.

أما موقع «فيسبوك» فحل في الرتبة الثالثة بنسبة 52 بالمائة من الأطفال، غير أن ما أثار استغراب القائمين على الدراسة في هذا المستوى، هو أن غالبية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 12 سنة يمتلكون حسابات خاصة بهم، على الرغم من أن إدارة فيسبوك تمنع الأطفال دون سن 13 من فتح حسابات خاصة بهم.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن المغرب يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود والتنسيق بين مختلف المتدخلين في المجال من أجل توعية وتحسيس الأطفال والقاصرين بمخاطر الإنترنت والجرائم الإلكترونية، مشددا في الآن ذاته، على أهمية انخراط الأسر والآباء في هذه العملية لمراقبة أبنائهم وتوفير الحماية الضرورية لهم من المخاطر المتنامية في الشبكة العنكبوتية.

يذكر أن اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي نظمت أمس الأربعاء، مؤتمرا حول «دور تقنين المعطيات الشخصية في حماية القاصرين على شبكة الأنترنت»، بشراكة مع المركز السويسري للمراقبة الديمقراطية للقوات المسلحة (DCAF)، شهد حضور خبراء من المغرب وأوروبا، الذين قاربوا الموضوع من زوايا علمية مختلفة، فضلا عن عرض التجارب الفضلى في مجال حماية المعطيات الشخصية ومكافحة الجريمة الإلكترونية.