«إيلاف» من بيروت: ويبقى عيد الأم أقدس ينابيع الحنان، لكنه يبقى الأٌقسى على من فقدت زوجها سواء بالموت أو بالطلاق، فأي دور تلعب النساء "الوحيدات" اليوم، لتعويض الخسارة المادية والمعنوية للأب؟.

تشير السيدة سهام (أرملة وأم لأربعة أولاد) في حديثها ل"إيلاف" إلى أن هناك إختلافًا كبيرًا بين حياة الأم الأرملة، والأم التي لا يزال زوجها حيًا، لأن المسؤولية مع وجود الرجل تكون موزعة على فريقين، وشئنا أم أبينا دائمًا المرأة والرجل يتكاملان في تربية أولادهما، فالرجل يبقى العقل المدبر في العائلة، والمرأة القلب الحنون، وعندما يُفقد الأب و الزوج تشعر المرأة أن نصفها الآخر قد تلاشى، حينها تستعيد قواها من أجل الإستمرارية في العائلة وتلعب دور الأم والأب في الوقت عينه، وكلنا يعلم أن الأم اللبنانية إرادتها قوية ومحبتها بلا حدود، من أجل الإستمرار في رسالة تقوية عائلتها ومساندتها، وتربية الأولاد وتنشئتهم وتحل مكان الأب بقدر استطاعتها.

أكثر عدائية

ومع وجود أطفال صغار في السن، تضيف يكون الوضع أصعب عندما يُفقد الوالد، حينها تكون المشكلة كبيرة عاطفيًا ماديًا حيث حضور الأب للأطفال صغار السن مهم جدًا لهم، وهو السند ويكمل مع زوجته وشريكته ما يمكن أن يجعل الأطفال ينمون طبيعيًا، بجناحين جناح الأب والأم معًا، لأن الطفل حين يموت أبوه يصادف مشاكل كثيرة خلال فترة المراهقة، وهو يحتاج لوالده اقتصاديًا وعاطفيًا، علمًا أن هناك أطفال حين يفقدون الأب يتغير سلوكهم ويصبحون أكثر عدائية، ويصبح لديهم نوع من النقمة في المدرسة والحياة.

ويبقى أن الوالد يبقى مهمًا جدًا في كل مراحل حياة الزوجة والأولاد.

الحاسة السادسة

اليوم مع وفاة الأب ما مدى صعوبة القيام بالدور المثالي كأم وأب في الوقت عينه؟ تجيب بأن الأم تضطر الى ذلك، ويبقى أن العائلة في لبنان تبقى نوعًا ما متماسكة في لبنان، مع وجود الأخ والأهل الذين يقفون الى جانب الأم الأرملة، ويبقى للأم اللبنانية حدسها والحاسة السادسة التي تجعلها تبقى متماسكة في الحفاظ على عائلتها، ومن الصعب جدًا أن تستمر الأم بدور الوالد أيضًا، لكنها تستطيع القيام بهذا الدور على أكمل وجه حفاظًا على استمرارية العائلة.

عائلة متضامنة

في عيد الأمهات اليوم ما الذي تحتاجينه كأم "وحيدة" أن يقدمه لك أولادك كونك تلعبين دور الأم والأب في الوقت عينه، تجيب أنها ممنونة اليوم أنها استطاعت أن تنشيء عائلة متضامنة وأنها استثمرت في اولادها وها هم يقابلونها الوفاء، وكان استثمارها ناجحًا جدًا، وهي لم تشعر بالنقص المؤلم بعد وفاة زوجها فقد استطاعت أن تشعر بالأمومة التي جعلتها تسيطر على حرمانها من زوجها في سن مبكرة.

مرارة الفشل

ليلى (مطلقة وأم لولدين) تقول إن النظرة الى الأم المطلقة في لبنان يكتنفها الكثير من عدم الإحترام للأسف، رغم أن المطلقة في لبنان تلعب أيضًا كالأرملة دور الأم والأب في الوقت عينه مع صعوبة العيش مع مرارة عدم النجاح في الزواج التي ترافق الأم لدى تربيتها وتنشئتها لأولادها.

أما كيف تستطيع الأم المطلقة أن تقوم بواجباتها العاطفية والمادية على اكمل وجه مع أولادها حتى لا يشعروا بأن شيئًا ينقصهم؟ تقول ليلى إن الطفل يشعر بمرارة كبيرة خصوصًا ولديّ شعرا بذلك عندما انفصلت عن أبيها فكان علي أن أسد فراغ هذا النقص وأعمل على ذاتي أكثر كي أعوض عليهما ما فقداه بعد طلاقي من زوجي، أما ماديًا فبالإضافة الى عملي وما يقدمه زوجي وأيضًا مساعدة أهلي كل هذه الأمور تجعلنا بمنأى عن الحاجة المادية، رغم أن عاطفة الأب ووجوده الدائم مع أولاده لا يمكن أن يعوّضا أبدًا.