«إيلاف» من لندن: ابلغ العراق تركيا الاربعاء رفضه القاطع لخرق القوات التركيَّة للحُدُود العراقـيَّة ودعاها الى سحب قواتها من مدينة بعشيقة شمال شرق مدينة الموصل الشمالية. 

جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير الخارجيَّة العراقـيَّ ابراهيم الجعفري في بغداد اليوم مع أحمد يلدز وكيل وزير الخارجيَّة التركيَّة، والوفد المُرافِق له حيث جرى بحث سير العلاقات الثنائيَّة بين بغداد وأنقرة، وسُبُل تعزيزها، وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين . واشار الجعفريّ الى أنَّ العراق طوى صفحة المُواجَهة مع عصابات داعش الإرهابيَّة، وحقق انتصارات كبيرة، وحرَّر أراضيه.. واليوم يعمل على إعادة بناء وإعمار المُدُن كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته “إيلاف". 

واضاف قائلا "أمامنا فرص لتعزيز التعاون المُشترَك، وزيادة حجم الاستثمار، والتبادل التجاريِّ بين البلدين".. مُشدِّداً على أهمـية الاستمرار بزيادة حجم الإطلاقات المائية من تركيا الى العراق لما لها من أثر كبير على العديد من القطاعات الحيوية في العراق.

واوضح الوزير العراقي ان ستراتيجية العلاقات العراقـية قائمة على تعزيز المصالح المُشتركة، ومُواجهة المخاطر المُشتركة، والحفاظ على السيادة، وعدم التدخـل في الشؤون الداخلية للدول.. مُؤكـداً ان "العراق لن يسمح بتواجُد أي قوات على أراضيه تقوم بعمليات عسكرية في أي دولة من دول الجوار". 

واضاف انه "في الوقت الذي نحرص فيه على عمق العلاقات العراقـية-التركية إلا أنـنا نرفض رفضاً قاطعاً خرق القوات التركية للحُدود العراقـية ونُجدد تأكيدنا على ضرورة انسحاب القوات التركية من مدينة بعشيقة".. مؤكدا "ضرورة الاستمرار بالتنسيق بين البلدين والتعاون لحل الأزمات التي تمر بها عُمُوم المنطقة، وعودة الأمن، والاستقرار وتجاوز التحديات التي تواجهها".

ومن جانبه رد أحمد يلدز وكيل وزير الخارجية التركية قائلا "نحرص على تقديم الدعم للشعب العراقي في مُختلِف المجالات، ونسعى لزيادة حجم التبادل التجاري، ودعم القطاع الاقتصادي بين البلدين، وتقديم الخبرات، والتجارب، وزيادة عدد الشركات التركية العاملة في العراق".

واضاف ان "تركيا جادة بالمُساهمة في إعادة إعمار البُنى التحتـية للمُدُن العراقـية بمُشارَكتها في مُؤتمَر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، وتخصيصها أكبر ميزانية مالية من بين الدول التي شاركت للاستثمار في العراق". 

واكد ضرورة الإسراع بعقد اجتماع اللجنة المُشترَكة التركـية-العراقـية في أنقرة في الفترة المقبلة؛ لما لها من أثر كبير في فتح آفاق جديدة للتعاون في مُختلِف المجالات. ولم يشر مكتب الجعفري الاعلامي الى رد المسؤول التركي على رفض العراق دخول قواته الى اراضيه.

وشنت القوات التركية امس عملية عسكرية قرب الحدود العراقية بحسب السفير التركي في العراق فاتح يلدز "بهدف تطهير حدود البلدين من الارهابيين" في اشارة الى مسلحي حزب العمال التركي الكردستاني .. مؤكدا ان التعاون في العملية مشترك مع الحكومة العراقية. ومن جانبه اشار وزير العدل التركي عبد الحميد غل "ان حكومة العراق تعاونت معنا وابدت حسن نيتها تجاه ما يقوم به الجيش التركي لغرض تأمين الحدود والقضاء على جيوب الارهاب بين حدود البلدين".

عملية عسكرية تركية على حدود العراق وتواجد في بعشيقة غرب الموصل

اما ناحية بعشيقة التي دخلتها القوات التركية واقامت فيها معسكرا لها فقد هدفت العملية بحسب انقرة آنذاك الى تدريب متطوعين من ابناء الموصل للمشاركة في تحرير مدينة الموصل التي احتلها تنظيم داعش عام 2014.

وتعتبر ناحية بعشيقة منطقة استراتيجية لانها تفصل بين اقليم كردستان والمناطق العربية في محافظة دهوك وتوجد فيها قاعدة بعشيقة التي تتواجد فيها القوات التركية وتسببت في ازمة سياسية خطيرة بين العراق الذي يدعو لرحيلها وتركيا التي ترفض ذلك وتصر على المشاركة في معركة تحرير الموصل. 

وطفا اسم بعشيقة بشكل بارز على السطح عام 2015 حيث تحول لبؤرة توتر بين العراق وتركيا التي سحبت جزءا من قواتها في معسكر بعشيقة قرب الموصل إلى شمال العراق في إطار إعادة تنظيم جديدة لهؤلاء الجنود حيث كان خبراء أتراك يشرفون على تدريب متطوعين عراقيين من ابناء الموصل للمشاركة بتحرير مدينتهم.

وتضم القوات التركية في قاعدة بعشيقة حوالي تسعمئة عسكري تركي و16 دبابة و20 مدرعة إضافة إلى عربات نقل الجنود. وقبل اعادة تنظيم هذه القوات ارسلت تركيا قرابة 150 جنديا إلى منطقة بعشيقة لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام وتم استقدام ما بين 20 و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل.

وأثار هذا الانتشار التركي توترا حادا مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحاب القوات التركية ورفعت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي.