أعلنت دوناتيلا فيرساتشي مؤخراً ان العلامة التي تحمل اسم عائلتها في عالم الأزياء لم تعد تستخدم الفراء في مجموعاتها. ويأتي الاعلان بعد امتناع أسماء معروفة مثل غوتشي ومايكل كورس وفورلا عن استخدام الفراء في تصاميمها.

وكانت الحركة ضد استخدام فراء الحيوانات اكتسبت زخماً متزايداً خلال السنوات الأخيرة وتوقفت مخازن كبيرة مثل سيلفريجيز عن بيع منتجات الفراء. 

ورغم ان الفراء الاصطناعي شهد رواجاً واسعاً في بريطانيا لا سيما بالارتباط مع موجة البرد الأخيرة فان مراكز كبيرة في عالم الأزياء مثل ميلانو كانت دائماً تنظر الى الفراء الاصطناعي على انه منتوج رخيص. ولكن هذا الموقف أخذ يتغير مع اقبال علامات كبيرة مثل فيرساتشي على استخدام الفراء الاصطناعي. 

وتقول هانا ويلاند التي أسست علامتها التجارية شريمبز في عام 2013 "ان الفراء الكاذب أصبح سلعة فاخرة كالفراء الحقيقي وخاصة في بريطانيا". وتؤكد ليسا ايكن مديرة الأزياء في شركة نيت بورتر "ان الكثير من زبائننا يشترون الآن قطعاً من الفراء الكاذب" مشيرة الى ازدياد مبيعات هذه المنتجات اربعة اضعاف في العام الماضي حتى ان الشركة ستعرض ثلاث علامات جديدة في الموسم المقبل. 

ولاحظت ايكن حدوث تغير في السوق قائلة "ان الفراء الكاذب لم يعد موضع استهجان كما في السابق وان التطورات التي حدثت في ايجاد فراء كاذب لكنه قريب من الفراء الحقيقي تطورات مذهلة واصبح من الصعب التمييز إن كان المعطف من الفراء الحقيقي أو من الخيار الذي أُنتج بلا قسوة للحيوانات". وأوصت بشراء الفراء الاصطناعي قائلة انه استثمار مربح إذا كان من النوعية عالية. 

ولكن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها. وبوجود علامات متعددة ما زالت تبيع الفراء الحقيقي بين منتجاتها وفي تصاميمها واستمرار الزبائن في الاقبال عليه فان التغيير المنشود ما زال تدريجياً. 

وما زال استخدام الفراء الحيواني في الأزياء موضع خلاف. وتشير عدة علامات تجارية رفضت الفراء الحيواني الى زبون اليوم الألفي الذكي والواعي بيئياً وتوفر جملة بدائل عن الفراء الحيواني. ويبدو ان الخيارات التي يوفرها الفراء الاصطناعي هي الحل البديهي. 

وفي حين ان الفراء الاصطناعي قد يكون هو البديل الأخلاقي للفراء الحيواني فانه ليس بالضرورة الخيار السليم بيئياً. ذلك ان غالبية منتجات الفراء الكاذب تستخدم اليافاً اصطناعية يدخل في انتاجها النفط أو الفحم أو الحجر الكلسي وكلها مصادر غير متجددة. 

وعندما يُغسل الفراء الاصطناعي يطلق في الماء اليافاً مجهرية أو شعيرات من البلاستيك لها تأثير الخرز البلاستيكية الممنوعة الآن مساهماً بتلويث المحيطات والإضرار بالحياة البحرية. وعندما تُرمى القطع القديمة فان الفراء الاصطناعي يحتاج الى أكثر من 600 سنة للتحلل بيولوجياً. 

وتعترف هانا ويلاند مؤسسة علامة شريمبز بهذه السلبيات ولكنها تلفت الى ان هناك آثاراً بيئية في انتاج أي مادة مؤكدة ان الفراء الاصطناعي يبقى الخيار الأكثر وعياً لا سيما وان تصنيع الفراء الحقيقي يتطلب استخدام مواد كيمياوية وتانينات مضرة بالبيئة مع صعوبة تحديد المصدر والأذى الذي تتعرض اليه الحيوانات. 

وأضافت أن هدف شركتها هو تقديم منتجات ذات نوعية عالية وتتفادى مكبات التخلص من النفايات. وقالت ويلاند "أنا ما زلتُ ارتدي معاطف شريمبز صممتُها قبل اكثر من خمس سنوات". 

وتنظر علامات كثيرة الى رفض الفراء الاصطناعي على انه خطوة نحو موقف مسؤول في اطار توجه أوسع يراعي اهتمامات الزبون المعاصر واعتبارات البيئة. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.telegraph.co.uk/fashion/style/faux-fur-fashion-trend-future/