شهدت الساحة السياسية الكثير من الأفعال والأقوال منذ بدء الحرب في العراق قبل 15 عاما، لكن هل تتذكرون تصريحات قادة العالم في ذلك الوقت؟ وما هي أسباب الحرب؟

بدأت الحرب العراقية رسميا في 20 مارس/آذار، ونشر التحالف بقيادة الولايات المتحدة قوات قوامها 200 ألف جندي، على الرغم من عدم وجود تفويض من الأمم المتحدة وفي ظل احتجاج مئات الآلاف من الأشخاص في شتى أرجاء العالم.

وكان يعني الأمر في ذلك الوقت تدخلا سريعا في إطار حملة تهدف إلى الإطاحة بنظام حكم صدام حسين، الذي قاد البلاد منذ عام 1979، وكان يملك ما وصف بأسلحة الدمار الشامل.

وبعد 15 عاما على الحرب، بات العراق بلدا متشظيا وغير مستقر سياسيا، وأضعفه الصراع الطائفي الذي أفضى إلى ظهور جماعات متشددة، من بينها ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.

بوش وبلير
Reuters
جورج دبليو بوش وتوني بلير

وبلغت تكلفة العمليات العسكرية مليارات الدولارات فضلا عن خسائر آلاف الأرواح ولجوء الملايين إلى دول أخرى، كما شهدت المنطقة اضطرابات من جديد.

لكن كيف كان يبرر قادة التحالف سبب الحرب؟

حملة عسكرية

قبل عام من غزو التحالف بقيادة الولايات المتحدة، رُوج لدعوة للتدخل، وفي يناير/كانون الثاني 2002، ذكر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، جورج دبليو بوش، خلال كلمته في خطاب حالة الاتحاد السنوي، العراق بالاسم كجزء من "محور الشر" الذي يضم أيضا إيران وكوريا الشمالية.

جورج دبليو بوش
AFP
"يواصل العراق إبراز عدائه لأمريكا ويدعم الإرهاب. خطط النظام العراقي على مدار عقود لتطوير جمرة خبيثة وغاز الأعصاب وأسلحة نووية" (جورج دبليو بوش)

وبعد أسبوعين أدلى وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بإجابة على سؤال بشأن العراق وأسلحة الدمار الشمال خلال مؤتمر صحفي.

وفي أبريل/نيسان أدلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بكلمة أمام البرلمان تحمل انتقادات شديدة لصدام حسين أيضا.

توني بلير
PA
"نظام صدام حقير، يطور أسلحة الدمار الشامل. إنه تهديد لشعبه، ولنا أيضا إذا أتيح له تطوير مثل هذه الأسلحة" (رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أبريل/نيسان 2002)

معارضة

وعلى نقيض ما حدث في حرب الخليج عام 1991، قوبل الهجوم الثاني على العراق بمعارضة شديدة في الولايات المتحدة وشتى أرجاء العالم. كما رفضت فرنسا وإيطاليا، بعد أن كانتا قد شاركتا في الجهود العسكرية السابقة، المشاركة في التحالف في ذلك الوقت.

وأعرب وقتها الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن معارضة شديدة للتدخل العسكري، الأمر الذي عكر صفو العلاقات بين باريس وواشنطن، وهو ما دعا إلى توجيه أوامر إلى ثلاثة مطاعم في مجلس النواب الأمريكي من أجل تغيير اسم البطاطس المقلية "الفرنسية" على قوائم الأطعمة واستخدام اسم جديدة هو بطاطس "الحرية".

جاك شيراك
BBC
"بالنسبة لنا تعد الحرب دائما دليلا على الفشل وأسوأ الحلول، لذا يجب بذل الجهود لتجنبها" (لرئيس الفرنسي جاك شيراك، يناير/كانون الثاني 2003)
فلاديمير بوتين
AFP
"إذا سمحنا بأن يحل قانون القوة محل القانون الدولي، حينئذ سيكون مبدأ حرمة سيادة الدول محل شك" (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مارس/آذار 2003)

كما أعرب ساسة أمريكيون عن قلقهم، من بينهم باراك أوباما، سيناتور ولاية ألينوي الذي لم يكن ذائع الصيت في ذلك الوقت.

باراك أوباما
Reuters
"لا أعارض جميع الحروب، بل أعارض الحرب الغبية. حرب لا تتأسس على سبب، بل على الرغبة، لا مبدأ لها، بل تتأسس على السياسية" (السيناتور باراك أوباما في ذلك الوقت، 2002)

وفي لندن تجمع حشد تجاوز مليون شخص في مسيرة كبيرة احتجاجا على الحرب. كما أعرب واحد من الشخصيات الرئيسية في حكومة رئيس الوزراء توني بلير، زعيم الاغلبية العمالية في مجلس العموم ووزير الخارجية السابق روبين كوك، الذي قدم استقالته على خلفية هذه القضية.

روبين كوك
BBC
"المجتمع الدولي والرأي العام البريطاني غير مقتنعين بسبب ملح لهذا العمل العسكري في العراق" (روبين كوك)

وأعرب قادة بارزون في المنطقة عن اعتراضهم.

الملك عبد الله الثاني
AFP/Getty
"نعارض بشدة قتل النساء والأطفال. نحن مع شعبنا الرافض للغزو" (الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، أبريل/نيسان 2003)

حرير"

كما اسُتخدم إحكام قبضة صدام حسين على العراق كحجة تبرر الغزو.

ديك تشيني
Getty Images
"أؤمن بأنهم سيستقبلوننا بالترحيب كمحررين" (ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، مارس/آذار 2003)

وساد اعتقاد كبير بلغ حد الثقة بأن مدة الحرب ستكون قصيرة.

دونالد رامسفيلد
Getty Images
"خمسة أيام أو خمسة أشهر، لكن بكل تأكيد لن تطول أطول عن ذلك" (دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي، 2002)

أسلحة الدمار الشامل

لكن ماذا عن سبب الحرب وزعم امتلاك العراق ترسانة من أسلحة الدمار الشامل التي "يمكن استخدامها ضد الشعب" أو ضد أعداء في المنطقة؟

دونالد رامسفيلد
Getty Images
"نعرف أين أسلحة الدمار الشامل، إنها في المنطقة حول تكريت وبغداد وشرقها وغربها وجنوبها وشمالها" (دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي، مارس/آذار 2003)
كولين باول
Getty Images
"كل تصريح لي اليوم يستند إلى مصادر، مصادر قوية. هذه ليست تأكيدات. نحن نقدم لكم حقائق واستنتاجات تستند إلى استخبارات قوية" (كولين باول، وزير الخارجية الأمريكية)
جورج دبليو بوش
Getty Images
"عثرنا على أسلحة الدمار الشامل" (جورج دبليو بوش، 29 مايو/أيار 2003)
جورج دبليو بوش
AFP/Getty
"أشعر بارتياح تجاه ما فعلت. أنا واثق بأن القرارات كانت صائبة" (جورج دبليو بوش، في الذكرى العاشرة للغزو)

إرث

ومازال غزو العراق، بعد مرور 15 عاما، موضوعا خلافيا ولم تنعم البلاد بعد بالسلام.

وأعقب انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011، بعد فترة طويلة مما توقعه وزير الخارجية رامسفيلد، تصاعد العنف الطائفي بين الغالبية الشيعة في البلاد، والأقلية السنية التي حكمت البلاد في ظل نظام حكم صدام حسين.

وفي عام 2014 مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، دخلت البلاد في ذروة حرب أهلية. وسيطر المسلحون المتشددون على معظم مناطق شمال العراق، بما في ذلك مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن في البلاد.

وتتفاوت تقديرات الخسائر بسبب أعمال العنف بعد الغزو بشكل كبير، وتشير تقديرات بعض الأكاديميين الأمريكيين إلى أن نحو 500 ألف مدني عراقي ربما قتلوا خلال الفترة من 2003 إلى 2013.