نصر المجالي: رفض الكرملين تصريحات اتهامية صادرة عن وزير الخارجية البريطاني، بينما اتهم السفير الروسي ألكسندر ياكوفينكو، في مؤتمر صحفي غير عادي ومطول، بريطانيا بانتهاك معاهدة فيينا، وقال "إنها تمنعنا من الوصول إلى مواطنين روسيين على أراضيها".

وعلى وقع التصعيد بين لندن وموسكو، وصف الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف تصريح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي قارن فيه روسيا بألمانيا النازية، بأنه تصريح مسيئ ومثير للاشمئزاز.

وقال بيسكوف للصحفيين، اليوم الخميس: "إنه تصريح مثير للاشمئزاز ولا يتفق مع منصب وزير الخارجية لأي دولة". وأضاف: "بلا شك فإنه مسيئ وغير مقبول".

ومن جهته، اتفق كان النائب من حزب العمال البريطاني، يان أوستين، على ما صرح به وزير الخارجية، حيث أعلن في جلسة لجنة مجلس العموم البريطاني للشؤون الخارجية، أمس الأربعاء، أن بوتين ينوي استخدام بطولة العالم لكرة القدم بروسيا، مثلما استخدم هتلر الألعاب الأولمبية لعام 1936.

سفير موسكو

وإلى ذلك، قال السفير الروسي لدى بريطانيا، ألكسندر ياكوفينكو، إن بريطانيا كانت تملك مخزونها من عامل الاعصاب "نوفيتشوك" قبل تسمم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال.

في مؤتمر صحافي غير عادي وطويل عقدع في لندن، زعم ياكوفينكو أن الحسابات حول الأحداث في ساليسبري كانت معقدة للغاية لدرجة أنها ستحتاج لشخص مثل المخبر الخيالي (هرقل بوارو- Hercule Poirot) لحل الجريمة "وهو أحد الشخصيات التي اخترعتها الكاتبة البريطانية في رواياتها لحل ألغاز الجرائم".

وقال ياكوفينكو إن السلطات البريطانية تنتهك معاهدة فيينا، إذ أنها تمنعنا من الوصول إلى مواطنين روسيين، هما سيرغي سكريبال وابنته.

وفي المؤتمر الصحفي الذي نقلت تفاصيله وسائل الإعلام الروسية، قال ياكوفينكو إن السفارة الروسية طلبت من السلطات البريطانية بصورة رسمية معلومات عن ملابسات حادث تعرض سيرغي سكريبال وابنته يوليا لتأثير مادة كيميائية سامة في مدينة سالزبوري، وكذلك معلومات عن سير التحقيقات في الحادث، لكن لندن رفضت تقديم عينات من المادة المذكورة.

لا معلومات 

وتابع ياكوفينكو: "للأسف، وبعد مرور 18 يوما على وقوع الحادث، لم نحصل على أي معلومات رسمية من وزارة الخارجية والشرطة البريطانيتين. وترفض السلطات البريطانية تقديم عينات من المادة السامة، ولم نتمكن من الوصول المشروع إلى مواطنين روسيين وفقا لمعاهدة فيينا".

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن الرد الوحيد من لندن على طلب موسكو كان شفهيا عن حالة يوليا سكريبال الصحية، ولم يختلف عن بيانات صدرت سابقا عن الشرطة ومفادها أن يوليا في حالة حرجة. أما وزارة الخارجية فرفضت تقديم معلومات بشأن سيرغي سكريبال بذريعة كونه مواطنا بريطانيا.

وتتهم لندن الدولة الروسية بالضلوع في حادث تسمم سيرغي سكريبال، العميل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية الذي تم اعتقاله وسجنه في روسيا بتهمة الخيانة العظمى، ثم أفرج عنه في عملية تبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة، وحصل بعدها على لجوء سياسي في بريطانيا.

كما ذكر ياكوفينكو أن لندن تتجاهل طلبا روسيا آخر حول ملابسات وفاة نيكولاي غلوشكوف، أحد كبار مديري الأعمال في شركة "آيروفلوت" الروسية للطيران المدني، والذي تم العثور على جثته، الأسبوع الماضي، في منزله بالعاصمة البريطانية.

أمن المشجعين البريطانيين

وفي إجابته عن سؤال عما إذا كانت روسيا ستضمن أمن المشجعين البريطانيين أثناء فعاليات كأس العالم لكرة القدم للعام 2018، وسط الأزمة الراهنة في العلاقات بين البلدين، أكد السفير أن سلطات بلاده تتخذ حاليا كل الإجراءات المطلوبة لضمان أمنهم. 

وشدد على أن الأجهزة المعنية البريطانية ستتعاون مع مثيلاتها الروسية، وأن روسيا تمارس هذا النوع من التعاون مع كل بلد لدى إجراء فعاليات رياضية دولية لضمان أمن الرياضيين والمشجعين.

وتستقبل روسيا، في الفترة ما بين 14 يونيو و15 يوليو القادمين، وللمرة الأولى في تاريخها، كأس العالم لكرة القدم التي ستجري مبارياته في 12 ملعبا في 11 مدينة روسية.

كلام بريطانيا 

وقال السفير: إن روسيا "لا يمكن أن تأخذ الكلمات البريطانية كأمر مسلم به" وأن المملكة المتحدة لديها "سجل سيئ في انتهاك القانون الدولي وتضليل المجتمع الدولي".

وأضاف: "التاريخ يظهر أنه يجب التحقق من صحة البيانات البريطانية. ونحن نطالب بالشفافية الكاملة في التحقيق والتعاون الكامل مع روسيا".

كما أصر ياكوفينكو على أن روسيا لا تملك روابط مع كامبردج أناليتيكا، الشركة التي في مركز فضيحة بيانات (فيسبوك) حاليا.، وذلك في رد على سؤال عن سبب التقاطه صورة مع الكسندر نيكس ، الرئيس التنفيذي للشركة "المعلقة مهامه".