واشنطن: سيتدفق ما يصل الى نصف مليون شاب السبت الى واشنطن، لتنظيم اكبر تجمع احتجاجي ضد الاسلحة النارية في تاريخ الولايات المتحدة، سترافقه مئات المسيرات الاخرى المقررة في مناطق أخرى من البلاد.

ويعد هذا الحدث الوطني الذي ينظم تحت شعار "لنمض سوية من أجل حياتنا" رد فعل عفويا على مجزرة 14 شباط/فبراير في إحدى المدارس الثانوية في فلوريدا التي ذهب ضحيتها 17 قتيلا. وقد صدمت هذه المأساة المتكررة الاميركيين واثارت غضب عدد كبير منهم.

وفي الأسابيع الخمسة الأخيرة، تزايد حجم التظاهرات العملاقة التي يتصدرها الشبان، وحصلت خصوصا على تأييد عدد كبير من المشاهير. فقد قدم جورج كلوني وزوجته امال 500 الف دولار لدعم المبادرة، على غرار اوبرا وينفري وستيفن سبيلبرغ.

وستشهد جادة كونستيتيوشن افي وسط العاصمة الاتحادية، تظاهرة للنجوم، بينهم أريانا غراندي وجنيفر هدسون وديمي لوفاتو وجاستن تيمبرلايك وميلي سايروس.

لكن النجوم الحقيقيين للتجمع سيكونون بضعة عشرات من الشبان الذين يعرفون بأنفسهم انهم "ناجون". فهم الذين نجوا من ثانوية باركلاند في فلوريدا حيث اطلق الطالب السابق نيكولاس كروز النار من بندقية هجومية يوم عيد القديس فالنتاين.

ألايا ايستموند هي واحدة منهم. فقد قامت بالرحلة الى واشنطن تكريما لزملائها الذين قتلوا او أصيبوا.

وقالت الخميس في الكونغرس "فقدت صديقين في صفي، وأصيب ستة آخرون". وقد أنقذت الفتاة التي تبلغ السابعة عشرة من العمر نفسها عندما احتمت من الرصاص خلف جثة أحد زملائها القتلى.

كلمة السر: "تحركوا"

بإصرار اكدت هذه التلميذة "من الضروري ان نتحرك. يجب ألا يتكرر حصول ذلك. مضى حتى الآن 36 يوما ولم يحصل شيء. يجب ان نسارع الى التحرك. وهذه المسيرة ليست سوى بداية. سنناضل حتى يحصل التغيير".

فعدو هؤلاء الشبان الذين شكلت تظاهرتهم مفاجأة، يتمثل في تقاعس سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية حول موضوع الأسلحة التي يعتبرها كثيرون من الاميركيين من حقوقهم الأساسية.

هل ستتحلى الشبيبة بالقوة الكافية لتفجير العوائق التي تضعها "الجمعية الوطنية للأسلحة"مجموعة الضغط الاولى للأسلحة؟ من الصعب التكهن، خصوصا اذا ما تذكرنا الآمال المحبطة بعد المجزرة في مدرسة ساندي هوك في كونكتيكيوت حيث قتل 20 طفلا في 2012.

فقد مني الرئيس السابق باراك اوباما بفشل ذريع. وألقى هذه المرة بثقله وراء مسيرة "لنمض سوية من اجل حياتنا"، عبر توجيه رسالة الى تلامذة باركلاند. وكتب "ساهمتم في صحوة الأمة".

وقامت وسائل التواصل الاجتماعي بالخطوات المتبقية، من خلال ما لا يحصى من الرسائل التي تتصدرها كلمتا "يكفي" و"لن يتكرر ذلك أبدا".

وذكر موقع التنظيم على الانترنت ان اكثر من 830 "مسيرة مماثلة" ستجرى السبت على جميع الأراضي الأميركية حيث تحصد الاسلحة اكثر من 30 الف قتيل سنويا.

"جيل كولومباين"

هؤلاء الشبان البالغ عددهم مئات الآلاف يوصفون احيانا بانهم "جيل اطلاق النار الجماعي" او "جيل كولومباين"، تيمنا باسم مدرسة ثانوية في كولورادو قتل فيها تلميذان 12 من رفاق صفهما واستاذا في 1999.

فقد عاشوا كامل حياتهم المدرسية مع هذا التهديد الدائم والفريد في الولايات المتحدة، بأنهم ضحايا محتملون لرصاص يطلقه أحد المختلين. وقد شاركوا في عدد كبير من تمارين الطوارىء للاحتماء لدى حصول اطلاق نار.

وأصيبوا بالاحباط لأن نوابهم لم يستمعوا الى مطالبهم، ولأن رئيسهم اقترح اخيرا تسليح معلميهم. وفي واشنطن، ستمتد التظاهرة العملاقة بين البيت الأبيض والكابيتول، باعتباره رمزا.

ولأن الوسائل المالية المتوافرة لتلامذة المدارس والثانويات، لا تتناسب مع طاقاتهم المتفجرة، كان من الضروري تنظيم التنقلات والسكن وتأمين المواد الغذائية لالاف منهم.

وقد ازدهرت المبادرات في الجامعات وفي العائلات، التي غالبا ما تنتمي الى الحزب الديموقراطي، وارعبها اطلاق النار الاخير الثلاثاء في مدرسة ثانوية قريبة بولاية ماريلاند.

وسيعمل المترو السبت في المواعيد المحددة. واقيم حوالى الفي مرحاض متنقل ونصبت عشرون شاشة عملاقة. ويعتبر الاف المراهقين انها تظاهرتهم الاولى.

وقالت محللة في واشنطن بوست هذا الاسبوع ان اكثر من 187 الف تلميذ أميركي في الصفوف الابتدائية والثانية كانوا شهودا على اطلاق نار وقت الدروس منذ 1999.