ضغطت واشنطن على الكويت لوقف الوساطة مع قطر، إلا أن الدول الأربع المقاطعة أصرت على استمرارها.. هذا ما ورد إلى "إيلاف" من مصادر كبيرة ومتطابقة في كل من الكويت والسعودية والولايات المتحدة.

إيلاف: في التفاصيل أن جيراد كوشنير صهر ومستشار الرئيس الأميركي اتصل قبل أكثر من أسبوعين أكثر من مرة بأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، وطلب منه وقف المصالحة وإقناع الأطراف التوجّه معًا لاحقًا إلى كامب ديفيد في الولايات المتحدة للاتفاق على إنهاء الأزمة بين قطر الدول الأربع، وإعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي. 

تمسك خليجي
ضغط كوشنير لم يكن بسيطًا أو خفيفًا، فهو أصر على نقل الأزمة إلى الولايات المتحدة لكي يحصل على مكسب ما في البيت الأبيض عن طريق حل الأزمة بحسب ما قال مصدر أميركي لـ"إيلاف".

اللافت أن الدول الأربع ممثلة في السعودية والإمارات رفضتا التدخل الأميركي، وأصرتا على أن حل الأزمة مع قطر يجب أن يكون خليجيًا، واضعين كل الثقة بحكيم الخليج الأمير صباح الأحمد الصباح، حيث أبلغه الملك سلمان بأن الحل سيكون خليجيًا. 

هذا وتفيد الأنباء الواردة من الدوحة ومن واشنطن أن القيادة القطرية تسعى إلى تدويل الأزمة وإعطائها حجمًا أكبر مما هي عليه وأن التدخل الأميركي جاء بعد ضغوط وتوجهات قطرية للبيت الأبيض الذي كان كلف المستشار كوشنير بهذه المهمة.

إلى ذلك تفيد المصادر من واشنطن أن المسألة القطرية والأزمة معها لم تأخذ حيزًا في مباحثات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي، حيث أبلغ بن سلمان الرئيس الأميركي أن حل الأزمة يجب أن يكون خليجيًا، وأن الأزمة يمكن أن تحل بسهولة إذا كانت قطر تريد ذلك. 

سياسة إبعاد قطرية
وأشارت المصادر إلى أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر تستطيع الانتظار أشهرًا أو سنوات، والسؤال إن كانت قطر تستطيع الانتظار أكثر من أجل حل الأزمة.

هذا وقالت مصادر مطلعة في الكويت إن أمير قطر كان وافق تقريبًا على كل المطالب التي وجّهتها الدول الأربع، إلا أنه اشترط هذه المرة اعتذار ولي عهد الإمارات محمد بن زايد علنًا، الأمر الذي لقي رفضًا من بن زايد واستهجانًا من الأطراف الأخرى ومن الوسيط الكويتي الذي يرى أن الحل يمكن أن يتم باجتماع واحد في الكويت، ولا حاجة إلى التصعيد أكثر، كما تقول المصادر.

من ناحية أخرى حصلت "إيلاف" على معلومات تفيد أن قطر بدأت تعد العدة لإخراج وإبعاد بعض الرموز التي قد تسبب لها الحرج رفضت الكشف عن هوية تلك الشخصيات، ويرجح أن خالد مشعل وعزمي بشارة يوشكان على مغادرة قطر إلى الجزائر، ربما على أن ينتقل الشيخ يوسف القرضاوي إلى تركيا في هذه المرحلة، قبل التوجه إلى ماليزيا كما تفيد المصادر.

أما الاقتصاد القطري فبدأ يراوح مكانه في ظل الحصار المفروض على الدولة كما بدأ ميزان المدفوعات بالتراجع وبدأ رجال الأعمال والتجار الأجانب وغير القطريين يفكرون بمغادرة الدولة بعد تجميد المدفوعات لهم، وخطر تعطل أشغالهم ومصالحهم في قطر، وهناك من بدأ فعليًا محاولات الانتقال إلى السعودية والإمارات والبحرين والكويت للعمل والاستثمار بدلًا من قطر.