«إيلاف» من بيروت: أثير في الفترة الأخيرة ضمن معلومات أن سوريا أنشأت موقعًا نوويًا ثانيًا في منطقة القصير، ويبقى السؤال في حال صحت المعلومات كيف يساهم الأمر في تأزيم الوضع أكثر في المنطقة على مختلف الأصعدة؟

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه ل"إيلاف" بأنه علينا أن نتذكر ما كشف عنه النقاب قبل أيام قليلة عندما أعلنت إسرائيل أنها ضربت المفاعل "الذري" في سوريا لكنها عند آداء الضربة في حينه، لم تتبن ما حدث، أما الجديد في الموضوع فيبقى إعلان توقيت وتبني إسرائيل لهذه الخطوة، يهدف إلى أكثر من رسالة، تبقى النقطة الأولى بحسب مالك، تريد إسرائيل تأليب الولايات المتحدة الأميركية على النظام السوري بالقول بأنه يتبنى استخدام أسلحة نووية تجاه خصومه في الداخل، أما النقطة الثانية فهي تظهر في أن إسرائيل تريد أن تقول إنها لن تقبل وجود أي مركز قادر على تخصيب اليورانيوم على حدودها الجغرافية، بين سوريا وإسرائيل، لذلك إعلان إسرائيل أخيرًا عن قصفها للموقع الذري في سوريا مقصود منه نوع من إضافة نقطة فصل على الحرب الدائرة في سوريا.

يضاف إلى ذلك، يشير مالك، علينا أن نتذكر أن ما يقدم عليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبقى تجميع أقصى اليمين الأميركي في الولايات المتحدة الأميركية، تمهيدًا لتكريس سياسة التطرف اليميني، إذ نلاحظ بأن ترمب يعمد كل 24 ساعة إلى إقصاء العديد من كبار المسؤولين في إدارته، منذ أن اعتلى البيت الابيض، واعتمد سياسة شديدة التطرف حيث لاحظنا مثلاً إقصائه وزير الخارجية وغيره، ويسعى ترمب الى تجميع من يتلاءم معه في الرأي بخاصة في موضوع النووي الإيراني.

ويتساءل مالك :" هل تملك سوريا الآن مفاعل يخصب اليورانيوم؟ ويجيب بالواقع ليس هنالك من معلومات دقيقة في الموضوع ولكن الروس على علم بهذا الموضوع، ومن مصادر مطلعة مواكبة لكل التطورات، يمكن الجزم بأن روسيا أقدمت ولا تزال على تزويد "سوريا الجديدة" بما يقترب من مركز نووي، باعتبار أن روسيا تخطط لما ستؤول اليه التطورات في سوريا، وسوريا الجديدة التي تشرف عليها روسيا من قبيل الدفاع عنها، لذلك يمكن القول إذا لم يكن هذا المفاعل قائمًا في سوريا حتى الساعة، لكن روسيا وعدت النظام السوري، وفي سبيل تكريس سلطتها، في الدولة السورية الجديدة بمفاعل نووي، لذلك يجب التحفز بإمكانية امتلاك سوريا لهذا النوع من السلاح النووي.

أميركا وإسرائيل

وردًا على سؤال هل تسكت أميركا وإسرائيل تحديدًا علن وجود موقع نووي في سوريا، وكيف ستتحرك وما مدى تأثير كل هذه التطورات على لبنان؟ يجيب مالك أن بعد قصف إسرائيل للمفاعل النووي الأول في سوريا، كانت إسرائيل حينها تتعاطى مع النظام السوري، اليوم اختلف الوضع حيث إنها تتعاطى مع روسيا باعتبار أن روسيا صاحبة الباع الطويل في السيطرة على القرار السوري، من هذا المنطلق، ومن حيث ما سيجري في المستقبل القريب وما ستنتهي اليه التطورات في الحرب السورية، يبقى إشارة أو إقدام روسيا تحت شعار حماية سوريا من أي اشتباك أو اعتداء إسرائيل على أي موقع نووي جديد، أو أي هدف آخر، ولا يستبعد مالك في مستقبل غير بعيد أن نكتشف وجود مركز نووي أو أكثر في سوريا، باعتبار أن قرار استخدام هذا النوع من الأسلحة يكمن الآن في اليد الروسية وليس في يد النظام السوري.

مستقبل سوريا

ويشير مالك إلى ان هناك مخاوف كثيرة من مستقبل الأحداث في سوريا، ومع عدم التسويق لفكرة تقسيم سوريا، يشير مالك إلى أن كل الأمور تصب في خانة استحالة إستعادة سوريا كما كانت قبل الحرب، ويبقى ان الروس يستخدمون في تعبيرهم عن سوريا وتحديدًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو يستخدم تعبير الشعوب السورية، وهذا ليس اعتباطًا، الأمر الذي يعني أن وحدة السورية تبقى بعيدة المدى.

وما سنحصل عليه هو "سوريا جديدة" تضم النظام الحاكم وحلفاؤه، وهذا بضمان كامل من الجانب الروسي، ومن ثم الحديث عن مركز محدد للأكراد في سوريا، وهذا يخيف تركيا، لأنه إذا ما تم انتراع الأكراد لإستقلالهم، هذا سوف ينعكس على الأكراد المقيمين في تركيا وفي إيران.

من هذه الواقعة علينا أن نتابع العديد من التحركات الآيلة الى ضمان أمن سوريا الجديدة من منطلق قناعة موسكو أن سوريا لا يمكن أن تستعاد كما كانت في السابق.

اما في ما يتعلق بالوضع في لبنان، فشئنا أم أبينا هناك التقاء للمسارين السوري واللبناني، هذا الأمر يتوقف على التالي حيث كان يقال في الماضي لا يمكن شن حرب في العالم العربي من دون مصر، أما اليوم فيمكن أن نقول لا يمكن صنع السلام في الشرق الأوسط من دون سوريا.