مجدي الحلبي: شرح المصدر الفلسطيني لإيلاف التفاصيل الدقيقة لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني التي كانت متشابهة في حيثياتها عملية اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري. ففي حوالي الساعة العاشرة صباحا من يوم الثلاثاء 13 مارس توجه موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله يرافقه مدير الامن الفلسطيني اللواء ماجد فرج الى غزة في اطار جولة خطط لها من قبل تأتي ضمن خطوات المصالحة الفلسطينية، الموكب ضم 11 سيارة منها 3 سيارات مصفحة حيث ضم الموكب نحو 40 شخصا بين مسؤول ومرافق وحارس.

في صباح اليوم الذي سبق اي الاثنين 12 مارس حصل اتصال بين اللواء توفيق ابو نعيم قائد الامن الفلسطيني في غزة واللواء محمد منصور ابو عاصم مسؤول الامن في وزارة الداخلية وتحدث ابو نعيم ان الطريق امن وانه اشرف بنفسه على عمليات امن الموكب وطلب اللواء محمد منصور ان لا تكون اي سيارة لحماس ضمن الموكب المرافق خلال الزيارة وان السيارات ال 11 ستمر بموكب واحد مع الحفاظ على الرؤية بين السيارات المشاركة.

رئيس الوزراء الفلسطيني استقل سيارة بي ام دبليو مصفحة واللواء ماجد فرج استقل هو الاخر سيارة بي ام دبليو مصفحة اخرى سارت خلف سيارة رئيس الوزراء وسيارة بي ام مصفحة اخرى كانت للتمويه في مقدمة الموكب ولكن لسيت الاولى فيه، وبعد الخروج من معبر ايرز الاسرائيلي باتجاه معبر 44 للامن الفلسطيني سارت الامور على ما يرام وفي معبر 44 الفلسطيني قرب بيت حانون ترجل كل من رئيس الوزراء رامي الحمد الله واللواء ماجد فرج وذهبا لمصافحة وشكر اللواء توفيق ابو نعيم من غزة الذي يشرف على عملية تأمين الموكب، بعد السلام والكلام وتبادل التحيات واطراف الحديث والثناء والشكر والعودة الى الموكب طلب الحمد الله من ماجد فرج الصعود معه في سيارته وانطلق الموكب في طريق السلامة التي لم تدم سوى كيلو ونصف الكيلومت، عندها انفجرت عبوة بزنة نحو ثلاثين كيلوغرام من المتفجرات البلاستيكية الخطيرة شديدة الانفجار وذلك في سيارة البي ام دبليو التابعة لماجد فرج والتي ترجل منها قبل دقائق. الدخان كان كثيفا جدا وسيارات الموكب توقفت مرة واحدة من شدة الانفجار ولتعطل الحواسيب التي تشغلها وكانت بضع دقائق بحسب الراوي من اصعب اللحظات حيث ان احدا في السيارات الخلفية او الامامية لموقع الانفجار لم ير اي شيئ. والاصعب، يقول الراوي، انه ورفاقه من الحراس والمرافقين لم يعرفوا ما حصل لرئيس الوزراء ولا لمدير الامن وبدأ الحراس باطلاق النار بكل الاتجاهات بحسب ما تدربوا عليه بمثل هذه الحالات وافاد بعضهم انهم سمعوا رشقات وصليات من اسلحة اوتوماتيكية تطلق باتجاه الموكب ولكنهم لم يتحققوا من مصدرها وقال بعضهم انهم شاهدوا دراجتين ناريتين على متنهما اربعة اشخاص فرت من المكان بسرعة خلال الدقائق التي تلت الانفجار، وبعد دقائق وصفها الراوي انها الاطول في حياته تم التأكد من سلامة رئيس الوزراء ومدير المخابرات وان هناك عدد من الجرحى تم تضميد جراحهم في المكان بواسطة المحارم الورقية الموجودة بالسيارات وبعض القمصان والسترات للمرافقين الذين خلعوها لتضميد جراح المصابين وهم اكثر من اربعة واقل من عشرة خلافا لما نشر سابقا.

من بعض الامور الغريبة في هذا الموكب انه سار في غزة بدون اجهزة تشويش خلافا للانظمة والتعليمات لمواكب الشخصيات الكبيرة في الاراضي الفلسطينية كذلك فان الموكب لم يضم سيارة اسعاف ولا حتى معدات للاسعاف الاولي لمثل هذه الحوادث .

المسار الذي مر به الموكب هو شارع رئيس من بيت حانون الى غزة وهو طريق مكتظ لا يتوقف فيه السير مما يدع علامات سؤال كثيرة حول الجهة التي زرعت العبوات الناسفة حيث انفجرت واحدة ولم تنفجر الثانية لعطل حصل وكانت زنة كل واحدة نحو 30 كيلوغرام من المتفجرات البلاستيكية شديدة الانفجار عملت بواسطة شريحة هاتف نقال واللافت ان الشريحة التي عثر عليها في العبوة التي لم تنفجر هي شريحة لشركة الوطنية للهواتف الخليوية الفلسطينية والتي تبدأ بالرقم 056 وفي الاجهزة الامنية الفلسطينية يعرفون من اقتنى الشريحة الا انه ليس بالضرورة ضالع بعملية التفجير يقولون وهو ليس نفس الشخص الذي وزعت حماس صورته ثم اعلنت وفاته بعد القبض عليه على اثر عملية عسكرية واطلاق نار!.

الراوي الذي تحدث لايلاف قال ان اصابع الاتهام توجهت الى (ف ح) من قياديي حماس وشغل احدى وزاراتها الامنية سابقا، وهو من معارضي المصالحة والمعروف انه يسيطر على منطقة بيت حانون وبيت لاهيا المناطق التي تضم الشارع الرئيس الذي مر منه الموكب وان زرع مثل هذه العبوات يحتاج الى عمل وجهد والى عدد من العناصر ولا يمكن ان يكون عملا فرديا انما عملا منظما لفرقة او خلية مكونة من اكثر من 14 عنصرا على الاقل وتفيد التحقيقات ان العملية هذه تشبه في حيثياتها والتخطيط لها وزرع العبوات وطريقة التفجير عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

المعروف ايضا ان (ف ح) يقود كتائب حماة الاقصى التابعة للاخوان المسلمين في مصر محافظة سيناء وغزة وهو معارض شديد لقائد حماس في غزة يحيى السنوار وان خلافا كبيرا بين الجانبين لا يزال مستعرا وان (ف ح) يسعى لاستبدال السنوار الذي تنازل للمصريين ولفتح بحسب ما يقول مؤيدو فتحي حماد في غزة بحسب المصادر الفلسطينية هناك.

بالعودة الى موكب رئيس الوزراء والاخفاقات الفلسطينية في هذا الامر يستدل من المعلومات ان الجرحى تم اخذهم الى غزة مع الموكب ثم تمت اعادتهم مع الموكب بعد ساعات الى المستشفى في رام الله دون ان يتلقوا علاجا في مستشفيات غزة وهذا من شأنه ان يشكل خطرا على حياتهم في مثل هذه الحالات وكانت البدائل ان يتلقوا العلاج في غزة او نقلهم لمستشفيات اسرائيلية قريبة لتلقي العلاج خاصة وان الجانب الاسرائيلي عرض المساعدة ونقل الجرحى ورئيس الوزراء ومرافقيه عبر مروحية من غزة الى رام الله. من جهة اخرى فان عدم استعمال اجهزة التشويش التي كان من الممكن أن يمنع حدوث الانفجار وهذا الامر معروف ومجرب حيث تم احباط عملية تفجير واحدة على الاقل في موكب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في الضفة الغربية قبل نحو عام لم تخرج الى الاعلام وبقي التكتم عليها سيد الموقف كما افادنا الراوي عن هذه الحادثة. 

اما فحص وتفقد مسار الموكب فتم صباح اليوم الذي سبق وصول الموكب ولم يتم اي فحص امني وبواسطة قصاصي الاثر لمسار الموكب ليلة الوصول ولا صباحا قبل الوصول وهذه يبدو هي الساعات التي تم زرع العبوات فيها بحسب الراوي والواضح ان السلطة الفلسطينية تعزو الحادث لخلافات حمساوية داخلية وان (ف ح) الذي تتهمه اجهزة الامن الفلسطينية بالضلوع بالعمل لم يطلع قادة حماس على نواياه وقيادة حماس لم تكن لتوافق على مثل هذا العمل بحسب ما تقول الاجهزة الامنية.

الى ذلك قالت مصادر امنية فلسطينية ان الصدمة بعد الحادثة كانت كبيرة وان رئيس الوزراء ومدير الامن لم يستوعبا بعد كبر وحجم هذه العملية وتتجه النية لدى السلطة الفلسطينية الطلب باجراء تحقيق دولي في هذه الحادثة خاصة وان العملية خطط لها بدقة وان العبوات كانت بحجم كبير من شأنه تدمير السيارات المصفحة التي يستخدمها كبار الشخصيات في تجوالهم ومواكبهم وان الشبه الكبير في هذه العملية وعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري يحتم اجراء تحقيق دولي ومن المتوقع ان تطلب السلطة الفلسطينية ذلك من المحكمة الدولية في لاهاي والتي اصبحت فلسطين عضوا فيها.