نصر المجالي: مع توقع اتخاذ إجراءات عقابية عملية ضد موسكو، قالت وكالات أنباء روسية إن سفراء روسيا لدى بولندا ولاتفيا وليتوانيا واستونيا جرى استدعاؤهم إلى وزارات الخارجية في تلك الدول يوم الاثنين.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية هذا النبأ عن متحدث باسم السفارة الروسية في بولندا وممثل للسفارة في ليتوانيا بينما نقلته وكالة تاس عن مصادر دبلوماسية لم تسمها. ولم تورد الوكالات سببا للاستدعاء.

وكان زعماء الاتحاد الأوروبي وافقوا يوم الجمعة الماضي على اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية ضد روسيا بسبب الهجوم على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال الذي عثر عليه وابنته فاقدي الوعي في مدينة سالزبري بجنوب انكلترا.

اجماع

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي يجمعون على أن روسيا تتحمل على الأرجح المسؤولية عن تسميم العميل السابق في الاستخبارات الروسية، سيرغي سكريبال.

وقال توسك في تصريح أدلى به خلال أعمال القمة الأوروبية في بروكسل، التي تطرقت في مناقشاتها إلى قضية سكريبال: "إن المجلس الأوروبي موافق مع بريطانيا على أنه من الأرجح جدا أن روسيا تتحمل المسؤولية عن الهجوم في سالزبوري".

اتحاد العالم 

وإلى ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون يوم الاثنين إن العالم يقف متحدا وراء موقف بلاده فيما يتعلق بتسميم جاسوس روسي سابق، وإن الصبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفد.
وقال ويليامسون خلال زيارة لإستونيا إن الدعم الذي تلقته بريطانيا يعد "في حد ذاته هزيمة للرئيس بوتين".

وأضاف في حديث للصحافة: "صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ينفد، والحقيقة أن الدول في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وقفت في صف المملكة المتحدة... أظن حقا أن هذا أفضل رد ممكن من جانبنا".

وتابع وزير الدفاع البريطاني: "نيتهم (في الكرملين) وهدفهم هو بث الفرقة لكن ما نراه هو توحد العالم وراء الموقف البريطاني وهو ما يعد في حد ذاته نصرا عظيما ويبعث رسالة قوية على نحو استثنائي للكرملين وللرئيس بوتين".

تطوير نوفيتشوك

وأعلنت بريطانيا في وقت سابق أن المادة السامة من نوع "نوفيتشوك" تم تطويرها في روسيا، متهمة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال سيرغي ويوليا سكريبال، فيما نفت الحكومة الروسية قطعا الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى عدم وجود برامج خاصة بتطوير المادة المذكورة لا في الاتحاد السوفيتي السابق ولا في روسيا.

وقامت بريطانيا بطرد 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، دون تقديم أي دلائل تدعم اتهاماتها، كما أنها أعلنت عن اتخاذ إجراءات أخرى معادية لروسيا، الخطوة التي ردت موسكو عليها بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا وإصدار أوامر بإغلاق القنصلية العامة البريطانية في سان بطرسبورغ ووقف نشاطات مؤسسة "المجلس البريطاني" الثقافية الحكومية في روسيا.

وفتحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، يوم 21 مارس، تحقيقا في القضية، وبدأت بتحليل المادة، التي تسمم بها سكريبال وابنته.