لندن: اكتشف فلكيون لأول مرة مجرة خالية من المادة الداكنة التي تعتبر من لُبنات البناء الأساسية للكون.

ويطعن الاكتشاف بالافكار السائدة في الوسط العلمي عن نشوء المجرات وبطبيعة المادة الداكنة نفسها.

وقال العلماء الذي اكتشفوا المجرة التي تبعد 65 مليون سنة ضوئية عن الأرض انها "لغز كامل".

وفي حين ان العلماء لم يرصدوا المادة الداكنة بصورة مباشرة حتى الآن فانها تعتبر عموماً من المكونات الأساسية في نشوء المجرات. 

وقال البروفيسور روبرتو ابراهام ، وهو فلكي في جامعة تورونتو الكندية شارك في الاكتشاف، ان العلماء كانوا يعتقدون "ان المجرات تتكون من نجوم وغاز ومادة داكنة ممزوجة مع بعضها البعض ولكن المادة الداكنة تكون هي السائدة دائماً والآن يبدو ان بعض المجرات على الأقل توجد بكثير من النجوم والغاز ولكن بالكاد هناك مادة داكنة ، وهذا أمر غريب جداً".

أُطلق على المجرة المكتشفة حديثاً الاسم المختصر دي أف 2 ويقول العلماء انها "مجرة شبحية" ذات كثافة منخفضة الى أقصى الحدود وتتميز بحجمها الكبير ومظهرها الباهت. 

وبحسب الباحثة شاني دانيلي التي ساهمت في الاكتشاف من جامعة ييل الاميركية فان المجرة "غريبة حتى بين فئة المجرات غير الاعتيادية".

وادرك الفلكيون ان هناك شيئاً غير طبيعي في المجرة عندما كشفت عمليات الرصد التلكسوبية ان 10 عناقيد من النجوم داخلها تتحرك ببطء أشد بكثير من المتوقع عادة.

ويمكن استخدام سرعة النجوم وغيرها من الأجرام في المجرات البعيدة لقياس كتلة كل منها. وباجراء هذه الحسابات وجد فريق الباحثين أن كل الكتلة في هذه المجرة يمكن أن تُنسَب الى النجوم المرئية والغاز والغبار ومن حيث الأساس لم يكن يبق مجال في المجرة للمادة الداكنة.

وقال البروفيسور بيتر فان دوكام من جامعة ييل ورئيس فريق الباحثين انه "إذا كانت هناك أي مادة داكنة فهي قليلة جداً".

وكان اكتشاف المجرة مفاجئاً لأن المادة الداكنة وإن كانت غامضة حتى الآن فان كثيراً من العلماء يعتبرونها المادة السائدة في الكون. وفي مجرة درب التبانة على سبيل المثال يقدر العلماء ان المادة الداكنة تزيد نحو 30 مرة على المادة الطبيعية. كما يُعتقد أن للمادة الداكنة دوراً في نشوء المجرات.

وليست هناك نظرية توقعت اكتشاف مجرة مثل المجرة دي أف 2 التي يضع اكتشافها هذه الأفكار الأساسية عن نشوء المجرات موضع تساؤل. 

وقال البروفيسور فان دوكام "ان هذه المجرة لغز كامل لأن كل شيء فيها غريب". واضاف ان اكتشافها يشير الى انه قد تكون هناك أكثر من طريقة لنشوء المجرات. 

وأكد البروفيسور فان دوكام "ان الاكتشاف يبين ان المادة الداكنة مادة حقيقية ولها وجودها المستقل الى جانب المكونات الأخرى للمجرات".

ويرى علماء الفلك ان المادة الداكنة المفقودة في المجرة المكتشفة حديثاً ربما جُرفت بنشوء نجوم ضخمة عديدة أو وجود مجرة عملاقة قريبة منها.

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.independent.co.uk/news/science/distant-galaxy-dark-matter-universe-understanding-theories-wrong-space-yale-a8277951.html