نصر المجالي: اجتمعت الناشطة الباكستانية في مجال حقوق الإنسان ملالا يوسفزاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، اليوم الخميس، مع رئيس وزراء بلادها شهيد خاقان عباسي، بعد ساعات من وصولها لأول مرة منذ استهدافها على يد مسلحين من حركة طالبان عام 2012.

وقال رئيس وزراء باكستان إنه "سعيد لعودة ابنة باكستان إلى وطنها (في إشارة إلى ملالا)". متعهدا بالحفاظ على أمنها، بحسب صحيفة "دون" الباكستانية.

وأضاف: "هذا وطنك، الآن أنت لم تعودي مواطنة عادية، فأمنك مسؤوليتنا (..) غادرت عندما كان عمرك 13 عاما، والآن أنت أشهر مواطنة في البلد".

وأشار عباسي خلال لقائه ملالا أن "باكستان خاضت بعد رحيل ملالا عنها حربا شرسة ضد الإرهاب، راح ضحيتها 6 آلاف و500 جندي، علاوة على 25 ألفا من رجال الشرطة والقوات شبه العسكرية، والمدنيين".

4 أيام

وقالت مصادر باكستانية إنه من المتوقع أن تستغرق زيارة ملالا يوسفزاي التي وصلت مع مسؤولين من مجموعة "مؤسسة ملالا، أربعة أيام، ولم يتأكد إذا ما كانت ستزور مسقط رأسها في سوات في شمال الريف الغربي خلال زيارتها.

 

عباسي مع ملالا ووالدها

 

وكانت ملالا يوسفزاي وصلت إلى مطار بينظير بوتو الدولي بالعاصمة إسلام آباد برفقة عائلتها، حيث استقبلها موكب أمني يضم نحو 15 سيارة.

سعادة بالغة

وأعربت ملالا يوسفزاي عن سعادتها البالغة لعودتها إلى وطنها بعد غياب قسري لنحو 6 سنوات. وقالت "أنا سعيدة جدا، ولا يمكنني التصديق حتى الآن أن هذا حدث، فخلال السنوات الخمس الماضية كنت أحلم بالعودة إلى بلدي".

ووصفت الأجيال الجديدة في بلادها بأنها "أكبر الموارد التي تمتلكها باكستان". وأضافت أن مؤسستها "ملالا فاند" أنفقت 6 ملايين دولار أميركي على تعليم الفتيات في باكستان، ووعدت بالاستمرار على هذا النهج.

وكان تم تأسيس "ملالا فاند" عام 2012 لدعم تعليم الفتيات بشكل رئيس في باكستان، إضافة إلى أفغانستان، والهند، ونيجيريا، والدول المستضيفة للاجئين سوريين مثل الأردن ولبنان وتركيا.

وكادت ملالا، البالغة من العمر عشرين عاماً، أن تُقتل على يد عناصر طالبان في باكستان عام 2012، بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان، خاصة الحملات التي كانت تقودها للدفاع عن حق الفتيات في التعليم.

وكانت لِعائِلَة يوسفزاي سِلسلة مدارسٍ تُديرها في المنطقة. وفي أوائل سنة 2009، حين كانت ملالا في عُمّر 12 عاماً كتبت تَدوينةً تَحت اِسم مستعار لقناة (بي بي سي) عن تَفاصِيل حياتها تحت سَيطرةِ طالبان للمنطقة، اللّذَيْنِ كانوا يحاولون السيطرة على الوادي، وعن وجهة نظرها عن حالة تعليم الفتيات في وادي سوات وطُرق تَنمِيتها. 

فيلم وثائقي

وفي الصَّيف التالي قَدَمَ الصَّحفي آدم إليك في صَحِيفَة (نيويورك تايمز) فيلماً وثائقياً عن حياتها خلال تدخل الجيش الباكستاني في المنطقة. وانتشر صِيتُ ملالا في العالم، حيث أُجريت معها العديد من المُقابلات التِلفزيونية والكِتابية، كما رُشحت لجائزة السلام الدولي للأطفال من قِبل الناشط الجنوب إفريقي ديزموند توتو.

 وتم استهدافها من جانب مسلحي الحركة المتشددة في حافلة مدرسية في عمر 15 سنة، وقادتها قصتها إلى أن تصبح معروفة على المستوى الدولي.

وكانت يوسفزاي قد نقلت عقب الحادث لتلقي العلاج في بريطانيا، التي تعيش فيها حاليا مع عائلتها، حيث تواصل دراستها حاليا في جامعة أكسفورد.