أولت صحف ومواقع أخبارية عربية اهتماماً بانتخابات الرئاسة المصرية التي تنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.

وأشاد بعض المعلقين بعملية التصويت، بينما انتقد آخرون غياب المنافسة في المشهد الانتخابي.

"المصريون شعروا بالإنجازات"

تقول افتتاحية "الأهرام" المصرية "الواقع أن أسباباً كثيرة دفعت المصريين إلى الخروج بهذه الأعداد وتلك الكثافة للإدلاء بأصواتهم".

وتستطرد الصحيفة بالقول "في مقدمة تلك الأسباب أن المصريين شعروا بالإنجازات الضخمة التي تحققت على مدى السنوات الأربع الماضية، والمشروعات القومية الكبرى التي يتم انجازها سواء في الطرق والكباري أو المدن الجديدة التي ظهرت إلى الوجود أو مشروع قناة السويس الجديدة العملاق الذى سوف يخدم الأجيال الجديدة من أبناء المصريين".

ومضت الصحيفة تقول "الدولة المصرية التي كانت في حالة صعبة سياسياً واقتصادياً منذ أكثر من أربع سنوات، ظهرت للعالم الآن على أنها دولة مستقرة وآمنة، وجديرة بأن يأتي إليها السائحون من مختلف أجزاء العالم، ويتوجه إليها المستثمرون لأنها تقدم فرصاً غير مسبوقة في المجالات الاقتصادية والصناعية".

وفي "اليوم السابع" المصرية، يقول كريم عبد السلام "نحن حالياً في لحظة ترشح العلاقة بين النخبة المثقفة والسلطة الحاكمة إلى تناغم غير مسبوق إلا في حقبة جمال عبد الناصر، عندما كان النظام الناصري يتمتع بأكبر ظهير سياسي ونخبوي رغم تقييده للحريات وزجه بكل أطياف النخبة السياسية في السجون من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فنحن الآن نخوض حربا سياسية واقتصادية شرسة، كما نخوض حربا عسكرية على الإرهاب وداعميه ومن جهة ثانية تدفع الدولة بمشروعات تنموية عملاقة".

ويضيف عبد السلام "كشفت الانتخابات الرئاسية الأخيرة تقدماً كبيراً لبسطاء المصريين على نخبتهم في الوعي بالمصالح الوطنية العليا، وضرورة الانحياز في المعارك المصيرية إلى موقف واضح يمكن إعلانه والدفاع عنه وتحمل مسئوليته، وهى مفارقة محزنة، فما أتعس مجتمع تتأخر نخبته في التعبير عن قضايا الوطن المصيرية، وتهرب من المواقف المسئولة إلى مستنقع العدمية المظلم".

ويشيد مكرم محمد أحمد في "البيان" الإماراتية بمشاركة النساء في التصويت، قائلاً "شيء عظيم بالغ الدلالة والمعنى يدعو للفخر والامتنان، أن تتصدر سيدات مصر مشهد الخروج إلى صناديق الانتخابات الرئاسية هذا العام، رغم أنها ليست انتخابات تنافسية يخوضها الرئيس السيسي لكسب المزيد من الأصوات تضمن له جدارة الاستحقاق، ولكن لأن الانتخابات الرئاسية هذه المرة أخطر من ذلك بكثير، مهمتها أن تُثبت للعالم أن المصريين يقبلون التحدي وأن مصر تستطيع، وأنهم عازمون على اجتثاث الإرهاب".

ويضيف الكاتب "الوعي السياسي للمرأة المصرية شهد طفرة غير مسبوقة، حيث أصبحت فتيات ونساء مصر على اختلاف مستوياتهن الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية معنيات بشدة بالشأن السياسي حرصًا منهن على مستقبل وأمن واستقرار وطن يحتضنهن ويعشقنه".

"أشبه بمسرحية هزلية"

بالمقابل، ينتقد عبد الله السناوي في "الشروق" المصرية المشهد الانتخابي، قائلا "عندما غاب التنافس فقدت الانتخابات روحها وتقوضت أية فرصة لتصحيح الصورة أمام العالم. الانتخابات هي الانتخابات والعالم ينظر في تنافسيتها وسلامة القواعد التي تحكمها وطول الطوابير أمام لجان الانتخابات، لا في تجمعات تغني وترقص ودعايات في الشوارع استدعيت بنفوذ الدولة".

ويضيف السناوي "بدت الانتخابات مجازية والتعبئة غلبت المشهد طلباً لنزول المواطنين إلى صناديق الاقتراع - إنه ضد الإرهاب وتأكيد على الاستقرار ورسالة إلى العالم. الحرب على الإرهاب ليست قضية انتخابية تخضع لظروف طارئة، أو متطلبات دعاية، بقدر ما هي قضية إجماع وطني ضد خطر وجودي لا يستثنى أحدا".

على المنوال ذاته، يصف موقع "العربي الجديد" اللندني الانتخابات بأنها كانت "أشبه بمسرحية هزلية".

وبحسب الموقع، فإن "عدد الأصوات الباطلة اقترب من حاجز المليون صوت، وهو ما يظهر اعتراض المصريين على دفعهم قسراً للتصويت من خلال أدوات الترهيب التي مورست بحقهم على مدار أيام التصويت الثلاثة، وبخاصة من العاملين في الجهاز الحكومي، في حين لم تتجاوز نسبة مشاركة الناخبين 30% في أغلب اللجان التي أعلنت نتائجها في المحافظات".