الأمم المتحدة: اعلن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الخميس ان الولايات المتحدة تعمل على المسار الصحيح لتحقيق اهداف اتفاق باريس للمناخ على الرغم من قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب منه.

وقال غوتيريش ان خطة خفض الانبعاثات التي وضعتها قطاعات الاعمال الاميركية والحكومات المحلية والمدن جعلت الاهداف الموضوعة من قبل الادارة الاميركية السابقة، التي وقعت على الاتفاق في 2016، قريبة.

وقال غوتيريش للصحافيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك "رأينا في المدن، وفي ولايات عدة، التزاما قويا باتفاق باريس، لدرجة ان بعض المؤشرات تتقدم بشكل افضل من الماضي القريب".

واضاف الامين العام للامم المتحدة ان "هناك توقعات بان تتمكن الولايات المتحدة كدولة من الوفاء بالتزامات باريس، بمعزل عن موقف الادارة" الاميركية.

وكانت ادارة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما تعهدت بموجب الاتفاق خفض الانبعاثات المحلية لغازات الدفيئة المسجلة للعام 2005 بنسبة 26 الى 28 بالمئة بحلول العام 2025.

ووقّع نحو مئتي بلد وجهة الاتفاق التاريخي بعد مفاوضات شاقة في باريس تعهدت فيه كل الامم خفض انبعاثات الكربون حتى 2030.

ويهدف الاتفاق الى حصر الاحترار العالمي بدرجتين مئوية، لكن غوتيريش حذر من ان هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود بحلول 2020 لتحقيق هذا الهدف.

واثار قرار ترامب في يونيو 2017 الانسحاب من اتفاق المناخ موجة ادانات دولية بعد ان وصف الاتفاق بانه "سيئ" للاقتصاد الاميركي.

وبموجب الاتفاق يحق للولايات المتحدة ان تعطي اشعارا رسميا بانها تنوي الانسحاب في 2019، اي بعد ثلاث سنوات من دخوله حيز التنفيذ، ويصبح الانسحاب نافذا في 2020.

"أخطر تهديد للبشرية"

اعتبر غوتيريش التغير المناخي "اخطر تهديد منهجي للبشرية"، موضحا ان البيانات الاخيرة حول الاحداث المرتبطة بالظروف المناخية القصوى تظهر ان "العام 2017 كان مليئا بالفوضى المناخية".

وقال غوتيريش ان الاوضاع لم تتغير في 2018. واضاف ان "امن الغذاء، والصحة، والاستقرار كلها على المحك". وينوي غوتيريش استضافة قمة كبرى العام المقبل لتقييم التقدم في تطبيق اتفاق المناخ، من المرجح الا يشارك فيها ترامب.

وكان غوتيريش اعلن سابقا ان "التغير المناخي اسرع منا وحلت عواقبه المقلقة علينا" في حين سجلت الحرارة في السنوات الثلاث الاخيرة اكبر ارتفاع.

وعلى الرغم من اعلان غوتيريش ان الولايات المتحدة على المسار الصحيح للوفاء بالتزامات اتفاق باريس للمناخ، ما زالت الادارة الاميركية تمتلك القدرة على تعديل القوانين.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن متحدثة باسم وكالة لحماية البيئة الخميس انه من المتوقع ان يطلق البيت الابيض خطة لتخفيض المعايير المحددة لنسب الانبعاثات ومعايير اقتصاد استهلاك المركبات للوقود، في خطوة من شأنها تقويض مساعي الادارة الاميركية السابقة لمكافحة التغير المناخي.

وسيشكل ذلك انتصارا لصانعي السيارات، وان يمهد الطريق لخفض المعايير الدولية.

ويحذر خبراء من أنه بالوتيرة الحالية لانبعاثات الغازات السامة، بات العالم في طريقه نحو ارتفاع بمعدل ثلاث درجات، ما قد ينتج عنه عواصف مدمرة وارتفاع منسوب مياه البحار وفيضانات وجفاف.