تناولت عدة صحف عربية أحداث ذكرى "يوم الأرض" في قطاع غزة، حيث قتل 16 فلسطينيا وأُصيب أكثر من 1000 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي.

وحفلت هذه الصحف بتوقعات بشأن ما يحمله المستقبل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء ما حدث في ذكرى "يوم الأرض".

وتراوحت تلك التوقعات بين اندلاع "انتفاضة جديدة"، و"مواجهة أوسع" مع إسرائيل، و"مخططات تآمرية" إسرائيلية وأمريكية ضد الفلسطينيين.

"انتفاضة جديدة"

في صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية، وصف عمر حلمي الغول أحداث أمس بأنها "منعطف جديد في مسيرة الكفاح الوطني، ونقطة تحول نوعي في المسيرة التحررية، لأنها شقت عمليًا فجر انتفاضة سلمية جديدة".

ورأى الكاتب أن "سقوط الضحايا من الشهداء والجرحى لا يعني رغبتهم بالموت، بل دفاعا عن الحقوق والمصالح والثوابت الوطنية لبناء غد أفضل وحر لأبنائهم وأحفادهم، ولتأكيد إصرارهم على البقاء والتجذر في وعلى الأرض الفلسطينية، أرض الآباء والأجداد".

ورأى كفاح زبون في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن "رسالة هذا العام كانت مختلفة، صوتها أعلى، معمّدة بالدم الكثير، والرسائل المختلفة، وتكاد تشكل 'بروفة' لمواجهة أوسع وأشمل في ظل غياب الأفق السياسي أمام الفلسطينيين".

وفي مقال بعنوان "الرعب الإسرائيلي من حق العودة"، أعرب محمد سويدان في صحيفة "الغد" الأردنية عن اعتقاده بأن "الأيام المقبلة، ستشهد محاولات حثيثة ومخططات تآمرية خطيرة من الكيان الصهيوني أوحليفته الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية".

وأبدى سويدان تفاؤله حيث قال "التضحيات الفلسطينية والتصدي البطولي لكل الاجراءات الإسرائيلية سيفشل كل المؤامرات والمخططات التصفوية. لن تنجح هذه المخططات مهما بلغ حجمها، ومهما كانت نوعيتها العدوانية، فعلى صخرة الإرادة والحق ستتشظى وستفشل".

"طائر الفينيق"

وفي سياق آخر، أشاد عدد من الكتاب والصحف بخروج الفلسطينيين في مظاهرات أمس.

أشار عبد الناصر النجار في صحيفة "الأيام" الفلسطينية إلى أن "مسيرات العودة حملت أكثر من رسالة على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني... الرسالة الأولى أن حق العودة سيظل أصيلاً وعصياً على محاولات التطويع أو الإلغاء والتشويه... الرسالة الثانية أن مسيرات العودة أكدت من جديد ألا أحد قادراً على تجاوز الشعب الفلسطيني، حتى ولو كانت أمريكا نفسها... الرسالة الثالثة... أن القوة الحقيقية تتمثل في الشباب والأطفال والشيوخ الذين يرفعون فقط العلم الفلسطيني في مواجهة آلة الاحتلال العسكرية، وهم الذين يتصدون بصدورهم العارية لكل عمليات القمع الإجرامي".

وفي صحيفة "الدستور" الأردنية وصف عريب الرنتاوي أحداث أمس بأنها "قصة نجاح وإبداع فلسطينية"، وأضاف "أن طائر الفينيق الفلسطيني، لن يتوقف عن الانبعاث من تحت الرماد والركام، ليحلق على ارتفاعات شاهقة، يتعذر معها على سهام الغدر والتخاذل أن تطاله أو تلحق به ضرراً".

من جهته، رأى فيصل أبو خضرا في صحيفة "القدس" الفلسطينية أن "أحداث الأمس تعيد الى الأذهان مجددا كل المخاوف التي عبر عنها بعض أشقائنا العرب وتلك التي تجاوزت حدود المخاوف لتلامس قضايا اللاجئين والأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) وحق العودة، لتأتي هذه الأحداث وتشكل ردًا شافيًا على كل هذه المخاوف والتوجسات".

أما صحيفة "الحياة" اللندنية فقالت إن الفلسطينيين بدوا "موحدين أكثر من أي وقت مضى، إذ شارك قادة الفصائل جميعاً من دون استثناء، في الحراك الجماهيري الشعبي، جنباً إلى جنب بعيداً من الانقسام والخلافات والاختلافات والتباينات السياسية".