قالت مصادر محلية إن اتفاقا جرى بين مسلحي المعارضة السورية والجانب الروسي في آخر جيب بالغوطة لنقل المصابين إلى شمال سوريا.

ونقلت رويترز عن المصادر قولها إن اللجنة التفاوضية التي تضم كلا من القيادات المدنية وممثلي جماعة جيش الإسلام التي تسيطر على دوما هي التي توصلت لهذا الاتفاق.

وفي وقت سابق، اعلن الجيش السوري السبت، فور انتهاء عمليات الاجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، مواصلته القتال لاستعادة مدينة دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بينما لا يزال مصيرها معلقاً بانتظار نتائج مفاوضات مع روسيا.

وبعد إجلاء أكثر من 45 ألف مقاتل ومدني من جنوب الغوطة الشرقية على مدى ثمانية أيام، باتت القوات الحكومية تسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية إثر هجوم عنيف بدأته في 18 شباط/فبراير وتسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتشكل خسارة الفصائل المعارضة للغوطة الشرقية التي شكلت معقلها الأبرز قرب دمشق منذ العام 2012 ضربة قاصمة تعد الأكبر بعد خسارة مدينة حلب في نهاية العام 2016.

وقال ضابط برتبة لواء في تصريحات بثها التلفزيون السوري الرسمي مباشرة من ممر عربين وقد أحاط به ضباط وجنود "نعلن انتصاراً مدوياً على مشروع الارهاب"، واصفاً ما تحقق بانه "نقطة تحول" في مسار الحرب في سوريا.

وأضاف "ما بعد الغوطة غير ما قبلها ويؤسس للنصر الكبير على كامل الاراضي السورية"، مؤكداً ان "هناك قرارا قطعيا لا رجعة عنه (...) بتطهير كل شبر من أراضي سوريا تتواجد عليه تنظيمات ارهابية".

من جهتها قالت قيادة الجيش في بيان السبت "أنجزت تشكيلات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة عمليتها العسكرية واستعادت السيطرة على جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية (...) في وقت تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما لتخليصها من الإرهاب".

- أكثر من 150 الف نازح -

وخرجت الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين من بلدات عربين وزملكا وعين ترما بالاضافة الى حي جوبر الدمشقي، باتجاه محافظة ادلب (شمال غرب)، ليرتفع عدد الذين تم اجلاؤهم من هذا الجيب منذ السبت الماضي، بموجب اتفاق بين فيلق الرحمن وروسيا، الى أكثر من 45 ألف شخص.

وأشارت وكالة الانباء السورية الى نزوح اكثر من 150 الف شخص من المعارك في المنطقة.

ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها تّعد احدى بوابات دمشق، وشكل وجود الفصائل المعارضة فيها تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لسقوط قذائف اوقع مئات الضحايا. 

وفي زيارة في 18 آذار/مارس للغوطة الشرقية، قال الرئيس السوري بشار الأسد للجنود المرابطين هناك إن "اهالي دمشق سيتذكرون (...) كيف أنقذتم مدينة دمشق".

وفي بيانها السبت، اعتبرت قيادة الجيش أن من شأن السيطرة على الغوطة الشرقية تحقيق "إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها بعد أن عانى السكان المدنيون فيها من جرائم الإرهابيين على مدى سنوات عدة".

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها مدينة حلب في نهاية العام 2016.