هزت فضيحة استخدام البيانات الشخصية بموقع "فيسبوك" في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مستخدمي الموقع الشهير، وأصابهم القلق الشديد حيال خصوصية بياناتهم، وقال قراء "إيلاف" إنهم لا يثقون في "فيسبوك" بعد الفضيحة الثقيلة.

إيلاف من القاهرة: بسبب تسريب بيانات المستخدمين لموقع "فيسبوك"، وتوظيفها في أغراض سياسية أثناء حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعلن قراء "إيلاف" أنهم فقدوا الثقة في الموقع الاجتماعي الشهير.

جاء ذلك في سياق مشاركتهم في الاستفتاء الأسبوعي للجريدة، والذي تضمن سؤال: "هل مازلت تثق بـ"فيسبوك" بعد فضيحة تسريب المعلومات؟

شارك 1193 قارئًا في الاستفتاء، وأعلنت الغالبية وتقدر بـ948 قارئًا بنسبة 79 بالمائة، أنها فقدت الثقة في "فيسبوك"، بينما مازالت الأقلية وتقدر بـ245 قارئًا، بنسبة 21 بالمائة، ترى أن الموقع الاجتماعي الشهير جدير بالثقة.

وتعرضت إدارة "فيسبوك" لانتقادات حادة رسميًا وشعبيًا، بعد تسريب البيانات الشخصية لملايين المستخدمين إلى شركة "كمبريدج اناليتيكا" البريطانية، التي كانت تعمل لصالح الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2016.

واتهم المستخدمون شركة "كمبريدج اناليتيكا" بالاستيلاء بطريقة غير قانونية على البيانات الشخصية لنحو 50 مليون مستخدم على "فيسبوك"، بهدف تطوير برنامج معلوماتي يسمح باستهداف ناخبين لمصلحة الحملة الرئاسية لدونالد ترمب في 2016.

وأصابت التسريبات مستخدمي الموقع الشهير بالصدمة، واعتبرها مؤسس الموقع مارك زوكبيرج، "أزمة ثقة"، وقال في تدوينة له بعد خمسة أيام من اندلاع الأزمة: "علينا مسؤولية لحماية بياناتكم، وإذا لم نتمكن من ذلك، فإننا لا نستحق خدمتكم".

وأضاف زوكربيرغ: "نعمل على فهم ماذا حدث وكيف يمكن ضمان عدم تكراره مجددًا". وتابع: "لقد أسست فيسبوك وأنا مسؤول عما يحدث على منصتنا... سوف نتعلم من هذه التجربة لتعزيز حماية منصتنا وجعلها أكثر أماناً للجميع".

وتعهد بـ"اتخاذ سلسلة خطوات لتعزيز حماية بيانات المستخدمين وإصلاح ما وصفه بـ"خرق الثقة" بين شبكة التواصل الاجتماعي".

وأعلنت شركة فيسبوك، عن مجموعة من الاجراءات لحماية بيانات المستخدمين. وتشمل الاجراءات تحديث الإعدادات، ومنحها سهولة أكبر في الوصول إلى إعدادات وأدوات المستخدم على فيسبوك للبحث عن البيانات الشخصية المخزنة لدى فيسبوك بسهولة، وكذلك تحميلها ومحوها.

وتضمنت قائمة الخصوصية الجديدة السماح للمستخدمين بزيادة أمن حسابهم بسرعة، والتحكم في الأشخاص الذين يمكن أن يطلعوا على معلوماتهم ونشاطهم على الموقع والتحكم بالإعلانات التي يرونها على صفحتهم.

وقال كبير مسؤولي حماية الخصوصية، ايرين ايغان، والمستشارة، اشلي بيرنغر، في تدوينة على "فيسبوك": "من الصعب جداً الدخول إلى إعدادات الخصوصية وغيرها من الأدوات المهمة، ولكن علينا أن نفعل المزيد لإطلاع المستخدمين على المعلومات".

وأضافا: "سنتخذ خطوات إضافية خلال الأسابيع المقبلة لنمكن المستخدمين من التحكم بخصوصيتهم بشكل اكبر".

كما أعلنت "فيسبوك" أنها ستقطع علاقاتها مع العديد من وسطاء البيانات الكبار الذين يستخدمون البيانات الشخصية لمساعدة المعلنين على استهداف العملاء على منصة التواصل الاجتماعي.

وقال جراهام مود، أحد مدراء التسويق في "فيسبوك"، إن هذا الاجراء قد تم تنفيذه خلال الأشهر القليلة الماضية بحيث صرح بالقول : "في حين أن هذه ممارسة شائعة في المجال، فإننا نعتقد بأن هذه الخطوة، والتي ستنتهي في الأشهر الستة المقبلة، ستساعد على تحسين خصوصية الأشخاص على فيسبوك".

ورغم تلك الإجراءات، كشف موظف سابق في شركة كامبردج أناليتيكا، ويدعى كريستوفر ويلي، أن فيسبوك يتجسس على المستخدمين، من خلال الهواتف الذكية الخاصة بهم في المنزل أو في العمل.

وقال إن شركات مثل "فيسبوك" تستخدم الميكروفون على الهواتف المحمولة للمساعدة في تكييف إعلاناتها وفقاً لتفضيلات واحتياجات المستخدمين.

وأضاف ويلي، الذي يطلق عليه "كاشف السر"، أمام لجنة في مجلس العموم، أنه يعتقد أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي قادر على معرفة ما إذا كان شخص ما في وسط الناس أو في المكتب أو في المنزل.

وردًا على سؤال من عضو البرلمان المحافظ داميان كولينز عما إذا كان فيسبوك يستطيع أن يستمع إلى ما يقوله الناس لتشكيل إعلاناتهم، قال ويلي: "في تعليق حول استخدام الصوت ومعالجة الصوت، وفقًا لفهمي له يمكن للشركات استخدامه، ليس فقط فيسبوك ، ولكن بشكل عام التطبيقات الأخرى التي تجمع الصوت، ولا يعنى ذلك أنهم يستمعون إلى كل ما تقوله، لكن من الممكن فهم السياق البيئي للمكان الذي تعمل فيه لتحسين القيمة السياقية للإعلان نفسه".

وتسببت الأزمة في خسارة مؤسس فيسبوك 13 مليار دولار من إجمالي ثروته البالغة حوالي 74 مليار دولار.

وتراجع زوكربيرغ من المركز الخامس إلى المركز السابع، في قائمة فوربس لأغنياء العالم، وذلك بعدما بلغت ثروته بعد الخسائر المتتالية مؤخراً، 61.3 مليار دولار. وانخفضت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا بالبورصة الأميركية نهاية الشهر الماضي، وتراجع سعر سهم شركة "أمازون" بنسبة 3.7%، مما أدى الى تراجع ثروة جيف بيزوس، مؤسس الموقع وأغنى رجل في العالم إلى 124.1 مليار دولار.