لندن: من الطبيعي أن يختلف الآباء والامهات ولكن تأثير هذه الخلافات على الأطفال يتفاوت تفاوتاً كبيراً. وما يحدث في البيت يؤثر على صحة الطفل العقلية ونموه. 

وفي غالبية الحالات لا تكون المشادات الكلامية بين الأب والأم ذات آثار سلبية تُذكر أو أي آثار. ولكن المشاكل يمكن أن تحدث حين يتبادل الأب والأم الصراخ ويتباعدان ويرفضان الكلام مع احدهما الآخر. 

وتوصلت دراسة دولية أُجريت على امتداد عقود أن الطفل الذي يشهد نزاعات يمكن أن تزداد ضربات قلبه واستجابات هرمون الضغط النفسي عنده فوق الطبيعي منذ سن السادسة. 

ويمكن أن تظهر على الرضع والأطفال واليافعين اعراض مثل تأخر نمو الدماغ واضطراب النوم والقلق والكآبة واضطراب في السلوك وغيرها من المشاكل الخطيرة نتيجة العيش مع نزاع شديد أو نزاع مزمن بين الأبوين. 

كما تُلاحظ آثار مماثلة في الأطفال الذين يعيشون وسط نزاع متواصل لكنه أقل حدة بالمقارنة مع الأطفال الذين يتفاوض أبواهما بطريقة بناءة لحل النزاع. 

ولا تكون الآثار دائماً كما هو متوقع. وعلى سبيل المثال ان الطلاق كثيراً ما تكون له آثار ضارة على الأطفال. ولكن في بعض الحالات يُعتقد الآن ان المشادات التي تحدث بين الأبوين قبل الانفصال وخلاله وبعده هي التي تسبب الضرر وليس الطلاق نفسه. 

صحيح ان "الطبيعة" أو العوامل الوراثية ذات أهمية في صحة الطفل العقلية ولكن بيئة البيت والتربية التي يلقاها يمكن أن تقوم بدور بالغ الأهمية. ويُعتقد بصورة متزايدة ان المخاطر الوراثية على الصحة العقلية يمكن ان تزداد تفاقماً أو يتضاءل تأثيرها حسب نوعية الحياة العائلية. 

وليس من الضروري أن يكون سلوك الأبوين متوتراً أو عدوانياً مع احدهما الآخر لالحاق الضرر بصحة الطفل النفسية. فان نمو الطفل العاطفي والسلوكي والاجتماعي يمكن ان يتعرض للخطر إذا قاطع الوالدان احدهما الآخر أو ابديا مستوى متدنياً من الدفء العاطفي تجاه احدهما الآخر. 

الأكثر من ذلك ان الدراسة اظهرت ان العلاقات المنزلية المتردية يمكن ان تنتقل من جيل إلى آخر. وهي حلقة يجب أن تُكسر إذا أردنا حياة ايجابية وسعيدة لجيل اليوم من الأطفال والجيل القادم من الآباء والعائلات. 

المهم هو كيف يفسر الطفل نزاعات الوالدين ونتائجها المحتملة. وهو يمكن أن يقلق من امكانية تردي علاقته بوالديه ايضاً. وتوصلت الدراسة إلى أن الصبايا أكثر تعرضاً إلى خطر المشاكل العاطفية في حين ان الصبيان أكثر تعرضاً إلى خطر المشاكل السلوكية. 

ومن الجائز أن يحدث دعم العلاقة بين الوالدين تأثيراً ايجابياً بالغاً على الأطفال على المدى القريب وإعدادهم بصورة أفضل لاقامة علاقات سليمة مع الآخرين في المستقبل. 

وحين تكون للأطفال علاقات داعمة مع الأقارب والأشقاء والشقيقات والاصدقاء وكبار آخرين مثل المعلمين فان هذه تكون مهمة لنمو الطفل نمواً صحياً على المدى البعيد. 

تمهد مساعدة الأبوين على أن يفهما كيف تؤثر علاقتهما على نمو الأطفال الطريق لأطفال متعافين اليوم وعائلات متعافية في المستقبل. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.co.uk/news/education-43486641