«إيلاف» من نيويورك: يحكم موضوع الوفاء والولاء الخالص للرئيس دونالد ترمب خيارات الأخير في تعيين الشخصيات المرشحة لشغل مناصب في الإدارة الأميركية.

ويُعطي ترمب هذا الموضوع أهمية أساسية واستثنائية في بلد محكوم بالقانون، لذلك عمد الى بعد فوزه الى اختيار اشخاص يعتقد أنهم يوالونه إلى ابعد مدى، كصهره جاريد كوشنر، وابنته ايفانكا ترمب، وستيفن ميلر، وهوب هيكس، وستيفن بانون قبل ان يبدأ بتوجيه سهامه نحو الرئيس الأميركي وعائلته.

خذلان الرئيس

لكن رغبات ترمب إصطدمت في كثير من الأحيان بتردد مسؤوليه وتراجعهم عن القتال دفاعا عنه، ويعد وزير العدل جيف سيشنز أحد ابرز الذين خذلوا الرئيس الأميركي وفق اعتباراته، فلم يتوان عن انتقاده متى سنحت الفرصة.

وتعود قضية سيشنز وترمب إلى مطلع شهر آذار/مارس من العام 2017، يومها سقط وزير العدل سريعا أمام هجمات الديمقراطيين التي وقعت عقب خروج تقارير تحدثت عن لقاءات جمعته بسفير روسيا السابق في واشنطن، سيرغي كيسلياك، علما بأن سيشنز نفى أمام مجلس الشيوخ ان يكون التقى بمسؤولين روس.

سيشنز المسؤول الأول

لم يتمكن وزير العدل من مواجهة الحملة، وبغية تنفيس الاحتقان قام بتحييد نفسه عن التحقيقات في ملف تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، خطوة سيشنز أوصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن، بعدما ترك لنائبه رود روزنستاين إدارة الملف فوقع الخيار على روبرت مولر لقيادة التحقيق الخاص، وبدأ الأخير رحلته لتطويق الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.

رفعُ سيشنز للراية البيضاء كشف دفاعات ترمب الذي شعر بالخذلان من خطوة وزير عدله، فلم يستطع كظم غيضه وشن حملات كبيرة على سناتور الاباما السابق المُهدد في كل لحظة بالطرد من الإدارة الأميركية.

التراجع وعواقبه

ورغم كل الضغوطات لم يتراجع سيشنز عن قرار تحييد نفسه لأن هذا الأمر لا بد وان يُتبع بخطوات اخرى بحال اتخاذه كي ينال رضى ترمب، واول القرارات طرد رود روزنستاين تمهيدا لتضييق الخناق على روبرت مولر الذي استمد كل الصلاحيات الممنوحة اليه من نائب وزير العدل.

اقصاء مولر

وكان لافتا ما ادلى به النائب عن ولاية فلوريدا، مات جايتز لبوليتيكو، حيث تحدث صراحة عن ضرورة الغاء سيشنز لقرار تحييد نفسه عن التحقيقات، والطلب من روبرت مولر الكشف عن أي دليل عن التواطؤ بين الروسي وحملة ترمب، وبقال انه بحال عدم وجود أي دليل فلا بد من التخلص من هذه التحقيقات.

ثقة معدومة

جايتز الذي يعد أحد اشرس المدافعين عن سياسات الرئيس الأميركي، ابدى عدم ثقته بشخصية رود روزنستاين بإعتباره المشرف على تحقيقات مولر.

وقبل حوالي أسبوعين، كشفت وسائل اعلام أميركية أن جون دود، محامي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حثّ نائب وزير العدل، رود روزنستاين، على إقالة روبرت مولر.

دود الذي قدم اسقالته في الأيام الماضية، أعرب "عن أمله في أن يحذو روزنستاين حذو وزير العدل، جيف سيشنز، الذي قدم مثالاً رائعاً وشجاعاً بإقالته نائب رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي أندرو ماكيب."